خبر صواريخ غزة تثير حيرة « إسرائيل » حول جدوى «القبة الحديدية»

الساعة 06:33 م|24 مارس 2011

صواريخ غزة تثير حيرة "إسرائيل" حول جدوى «القبة الحديدية»

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

أثار استمرار تساقط الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة، التي وصلت أمس إلى ما بعد أسدود بعد أن كانت قد أصابت بئر السبع، نوعا من خيبة الأمل الشديدة بين المستوطنين في منطقة تقع على مسافة 40 كيلومترا من حدود القطاع.

وتراكمت هذه الخيبة، ليس فقط بسبب فشل الجيش الإسرائيلي في منعها، وإنما كذلك جراء عدم توفير منظومات الدفاع ضد الصواريخ من طراز «القبة الحديدية» التي كثر التباهي بها وبقدراتها مؤخرا. وبعد الانتقادات قرر الجيش الإسرائيلي محاولة استخدام «القبة الحديدية» ابتداء من الأحد المقبل.

وأبدى رؤساء البلديات والسلطات المحلية الإسرائيلية الواقعة في نطاق الصواريخ غضبهم لعدم نشر منظومة «القبة الحديدية». وقال رئيس المجلس الإقليمي في شاطئ عسقلان يائير فرجون ان «السكان في نيتسانيم يتصلون بي ليل نهار سائلين عن الحماية، وأنا مضطر الى أن أشرح لهم سبب عدم وجود حماية. فطوال سنوات كنا نقول ان كل صاروخ يزيد مداه على خمسة كيلومترات يمكن إسقاطه بالقبة الحديدية، وها قد سقط صاروخان في محيط بلدتنا. أنا أطالب بنشر المنظومة في غلاف غزة».

وهكذا رغم الادعاءات التي سيقت طوال الوقت فإن هناك اليوم في إسرائيل من يقول ان المنظومة لن تكون جاهزة عملانيا قبل مرور بضعة شهور. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قبل شهور تسلمه أول بطاريتي صواريخ «القبة الحديدية» من شركة «رفائيل» التي تقوم بتصنيعها. وقام بنشر بطارية كهذه لحماية قاعدة تل نوف، لكنها حتى الآن تخضع لتجارب واختبارات.

ورغم الادعاءات أصبح هناك من يقول ان نشر هذه المنظومة لن يحل البتة مشكلة الصواريخ المنطلقة من غزة. فمواجهة الصواريخ يتطلب نشر الكثير جدا من منظومات «القبة الحديدية» في الجنوب وهو ما ليس متوفرا الآن، ويرتبط مستقبلا بما تدفعه الولايات المتحدة لتمويل هذه الخطوة.

وكان رؤساء المجالس المحلية في الجنوب قد التمسوا لدى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد المؤسسة العسكرية مطالبين بنشر بطاريات لحماية مناطقهم، غير أنه تبين لهم أن الأمر غير ممكن عمليا في وقت قريب، فالمؤسسة العسكرية تعتمد في ذلك على أموال أميركية وهي لن تأتي قريبا.

وقد رفض معلق الشئون الأمنية في «هآرتس» يوسي ميلمان ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن عدم استخدام بطاريتي الصواريخ اللتين تسلمهما الجيش يعود إلى خضوعهما لاختبارات وتجارب. وكتب أنه لا شيء أفضل من إجراء التجارب فعليا في الجنوب على البطاريات باستخدامها ضد الصواريخ المنطلقة من القطاع وتدميرها. فالصواريخ التي أطلقت من القطاع تحتاج إلى دقيقتين للسقوط في بئر السبع أو أسدود، و«القبة الحديدية» تستطيع اكتشاف الإطلاق واعتراض الصاروخ وتدميره خلال 25 ثانية، لذلك فإن عدم الاستخدام يعود إلى واحد من أمرين:

إما أن قادة المؤسسة الأمنية، وعلى رأسهم وزير الحرب ايهود باراك، لا يأبهون لضائقة سكان الجنوب أو أن الجيش الإسرائيلي يخشى من فشل الاعتراض. ففشل الاعتراض يضرب معنويات المستوطنين في الجنوب ويلحق الضرر بقدرة المؤسسة العسكرية على بيع هذا المنتج لدول أخرى. وكانت وسائل إعلام دولية قد أشارت إلى أن إسرائيل تجري مفاوضات مع سنغافورة والهند لبيعها منظومة «القبة الحديدية».

وشدد ميلمان على أنه من دون برهان على نجاح منظومة «القبة الحديدية» في ميدان المعركة فانه ليس بالإمكان تصديرها. وخلص إلى أنه إذا كانت هذه الفرضية صحيحة فمن المشكوك فيه أن تنشر أبدا منظومة «القبة الحديدية». وأعاد إلى الذاكرة ما سبق وأعلنه قائد الجبهة الشمالية الجنرال غادي آيزنكوت قبل بضعة شهور من أنه لا توجد لدى الجيش الإسرائيلي خطط لنشر منظومات الدفاع ضد الصواريخ لحماية «المناطق السكنية»، وإنما فقط للدفاع عن مواقع استراتيجية ومعسكرات الجيش.

وأشار ميلمان إلى أن المنظومة «ولدت في الخطيئة»، وأن الجيش لم يكن أصلا يرغب فيها، ولا في أي منظومة دفاع صاروخي، فنظرية الأمن القومي الإسرائيلي لم تؤمن أبدا بالدفاع الفعال عن الجبهة الداخلية. وقد اضطر الجيش للموافقة على تطوير المنظومة نتيجة دروس حرب لبنان الثانية، وتحت ضغط شعبي، وبسبب إصرار وزير الحرب في حينه عمير بيرتس. وخلص إلى أن الوعود بحماية الجبهة الداخلية بمنظومات دفــاع صــاروخي كانت ولا تزال مجــرد وعود فارغة، و«القبة الحديديــة لا تحمي الجبهــة الداخليــة، وخلافا للوعود، ليس بوسعها أن تعترض قذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى».

وعموما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيشرع في استخدام «القبة الحديدية» في الجنوب بعد انتقادات شديدة تلقاها من الجمهور والصحافة. وليس من المستبعد أن هذا الإعلان جاء على خلفية قناعة بأن الأمور ستهدأ حتى ذلك اليوم.