خبر أسماك « الوطوط » العملاق المهربة من مصر تغزو أسواق القطاع

الساعة 08:24 ص|24 مارس 2011

أسماك "الوطوط" العملاق المهربة من مصر تغزو أسواق القطاع

فلسطين اليوم-غزة

بعد أربع سنوات من غيابه القسري بسبب الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على شواطئ قطاع غزة عاد سمك "الوطوط" العملاق ليأخذ حيزاً في أسواق السمك.

ولاقى هذا النوع من الأسماك الذي يصل وزن السمكة الواحدة منه إلى 750 كيلوغراماً إقبالاً لافتاً من المواطنين، وخصوصاً الفقراء بسبب تدني سعره مقارنة مع الأسماك الأخرى، ويتراوح سعر الكيلوغرام "المجروم" من هذا النوع بين 10 و13 شيكلاً ما يشجع الفقراء على شرائه وخصوصاً العائلات التي لديها عدد كبير من الأطفال.

وتفتقد أسواق القطاع هذا النوع من الأسماك المهاجرة منذ أربع سنوات، بعد أن شددت إسرائيل من حصارها البحري على القطاع.

واضطر الصيادون والتجار إلى تهريب هذه الأسماك من مصر سواء باصطيادها من هناك أو شرائها من تجار وصيادين مصريين، لعدم مقدرة الصيادين الفلسطينيين على اصطيادها من بحر غزة بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يمنعهم من الوصول إلى المياه التي يتواجد فيها هذا النوع من الأسماك.

وعادة ما تتواجد هذه الأسماك في مياه تبعد عن الشاطئ أكثر من 15 كيلومتراً في وقت لا تسمح قوات الاحتلال للصيادين بالإبحار لأكثر من ثلاثة كيلومترات.

وقال الصياد ماهر الذي يدخل إلى المياه الإقليمية المصرية بشكل شبه يومي إنه يصطاد هذه الأسماك من داخل المياه المصرية في الشاطئ القريب من بحيرة البردويل جنوب مدينة العريش.

وأوضح أنه من الصعوبة بمكان على صيادي القطاع اصطياد هذا النوع من الأسماك في بحر غزة بسبب الحصار الإسرائيلي.

وأكد ماهر في الثلاثينيات من عمره أنها المرة الأولى التي يصطادون هذه السمكة من المياه المصرية، وقدر الكميات التي تأتي من مصر في الأيام العادية بنحو عشر أسماك تباع في حسبة السمك المركزية بالقرب من ميناء الصيادين في مدينة غزة.

أما الصياد مجدي أبو نبيل فقد أشار إلى أن الصيادين يلجأون لاصطياد هذا النوع من الأسماك في الأراضي المصرية بسبب شح الأسماك في هذا الموسم بالذات.

وأضاف أبو نبيل إن الصيادين يواجهون شحاً كبيراً في الأسماك واتجهوا بدلاً من ذلك لاصطياد "الوطوط" رغم صعوبة التعامل معه بسبب كبر حجمه وعدم مقدرة القوارب كبيرة الحجم على الدخول إلى المياه المصرية.

وأشار إلى أن الصيادين يصطادونها بالقوارب متوسطة الحجم التي لا تستطيع حمل أكثر من ثلاث من هذه الأسماك خصوصاً إذا كانت من الحجم الكبير.

وحرم الحصار الذي تضربه قوات الاحتلال على بحر القطاع مئات الصيادين الذين يمتلكون قوارب صيد كبيرة من اصطياد هذا النوع من السمك، الذي يبدأ في الهجرة إلى شواطئ قطاع غزة ابتداءً من الخامس عشر من شباط، ويستمر حتى منتصف نيسان من كل عام.

وتمر الأسماك التي يعتبر موسمها فرصة جيدة لدخل جيد بثلاث مراحل من الهجرة باتجاه الشمال، تبدأ الأولى من الفترة الـممتدة بين الخامس عشر من شباط وتستمر حتى منتصف آذار، ويمكث "الوطوط" خلال هذه الفترة على بعد نحو 35 كيلومتراً بعيدا عن الشاطئ، أما المرحلة الثانية فتبدأ من الفترة الـممتدة بين منتصف آذار وحتى بداية نيسان وتمكث خلالها الأسماك على مسافة نحو 18 كيلومتراً من الشاطئ.

وفي هاتين الـمرحلتين يتعذر على الصيادين صيده بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على البحر، حيث تسمح للصيادين بممارسة الصيد حتى مسافة ستة كيلومترات فقط.

وحتى في المرحلة الثالثة من هجرة الوطوط والتي لا تتعدى مدتها أسبوعين ويقترب "الوطوط" خلالها من الشاطئ لا يستطيع الصيادون اصطيادها لأنها تبعد عن الشاطئ نحو 8 كيلومترات.

ويشعر العديد من الصيادين غير القادرين على الوصول إلى المياه المصرية بحزن بالغ لعدم مقدرتهم على اصطياد "الوطوط" قبالة شواطئ القطاع كما هو الحال مع الصياد صبحي سعيد الذي يصطاد هو وخمسة من أشقائه.

قال سعيد إنه للعام الرابع على التوالي لم يتمكن هو وأشقاؤه من اصطياد الوطوط الذي ينتظره كل عام في مثل هذه الأوقات.

فيما أبدى العديد من المواطنين الذين التفوا حول بسطة لبيع الوطوط المقطع في سوق الشيخ رضوان فرحتهم لعودة هذه الأسماك الى السوق.

وقال المواطن يعقوب المقيد إنه اشترى ثلاثة كيلوغرامات من الوطوط لأول مرة منذ أربع سنوات، مؤكداً أن سعره مناسب جداً لأوضاعه المادية إضافة إلى سهولة أكله نظراً لخلوه من الشوك.

ويأمل المقيد أن يستمر التجار والصيادون في جلب هذه الأسماك من مصر طيلة الأيام القادمة.