خبر القدس العربي في افتتاحيتها: لا حظر جوياً على غزة

الساعة 04:52 ص|23 مارس 2011

القدس العربي في افتتاحيتها: لا حظر جوياً على غزة

 فلسطين اليوم-القدس العربي

قالت صحيفة القدس العربي اللندنية في إفتتاحيتها اليوم، إن الحكومة الإسرائيلية تستغل انشغال العالم بتطورات الاوضاع في ليبيا لترتكب مجازر دموية في قطاع غزة كان آخرها يوم امس عندما قتلت صواريخ طائراتها ثمانية اشخاص، بينهم ثلاثة اطفال علاوة على اصابة عشرة آخرين على الاقل.

شهود العيان قالوا ان اجساد الضحايا تحولت الى اشلاء بفعل القصف الذي استهدفهم بشكل مباشر بعد قليل من نزولهم من سيارة كانت تقلهم.

الاطفال الثلاثة استشهدوا عندما قصفتهم الصواريخ وهم يلعبون الكرة بالقرب من منزلهم في حي سكني، مما يؤكد ان من اطلقوا هذه الصواريخ تعمدوا قتل هؤلاء بدم بارد وبهدف الترويع والارهاب، فالاطفال لا يطلقون صواريخ على المستوطنات الاسرائيلية، ولا يعملون في مصانع اسلحة.

تضيف الصحيفة: مجلس الامن الدولي لن يعقد جلسة طارئة لمناقشة هذه المجزرة الاسرائيلية، ولن يصدر قراراً بفرض حظر جوي على قطاع غزة لحماية المدنيين، فلا يوجد نفط في القطاع المحاصر المجوع حتى تتحرك حاملات الطائرات الامريكية الى المنطقة، وتعلن حالة الطوارئ في القواعد البريطانية العسكرية في قبرص، والفرنسية في كورسيكا، او غيرهما.

اسرائيل تستطيع ان تهاجم قطاع غزة او جنوب لبنان في اي وقت تشاء،

فهي فوق كل القوانين الدولية، و'الفيتو' الامريكي جاهز دائما لحمايتها من اي ادانة او عقوبات دولية.

وحسب الصحيفة، فإن الطائرات الامريكية من طراز 'اف15' و'أف16' التي يتكون منها السلاح الجوي الاسرائيلي الضارب تتجول في سماء القطاع بكل حرية، وتخرق حاجز الصوت لبث الرعب في قلوب الاطفال والكبار معا، ثم تطلق صواريخها لقتل المدنيين، والاطفال منهم خاصة وكأنها في نزهة.

السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية، ومعه كل الزعماء العرب، لا يعتبرون مجزرة قطاع غزة امرا يستحق الاهتمام، فاذا كانوا لم يفعلوا اي شيء للحصار وقبله العدوان الذي استمر ثلاثة اسابيع في شهر كانون الاول (ديسمبر) عام 2008، وراح ضحيته 1400 شهيد، فهل سيهتمون باستشهاد ثمانية اشخاص في يوم واحد بينهم ثلاثة اطفال؟

شهداء غزة لا أحد يبكي عليهم، فطالما ان هؤلاء يستشهدون برصاص الاسرائيليين وصواريخهم فان النظام الرسمي العربي غير معني بهم، هو معني فقط بالشهداء من فئة 'VIP' المرضي عنهم امريكيا وبريطانيا وفرنسيا.

وتختم الصحيفة بأن هذا التغول الاسرائيلي لن يقتل الارادة الفلسطينية، ولن يوقف عمليات المقاومة، لان الشعب الفلسطيني لن يفرط بحقوقه، ولن يستسلم لضغوط الارهاب الاسرائيلي، وتنكر الحكام العرب المتواطئين مع هذا الارهاب بصمتهم ولامبالاتهم.

دماء الاطفال الفلسطينيين الذين ذبحتهم الصواريخ الاسرائيلية ومزقت اجسادهم الى اشلاء، هم دليل اضافي آخر على ازدواجية المجتمع الدولي ونفاقه، ولكن هذه الدماء التي سفكها مجرمو الحرب الاسرائيليون بدم بارد لن تزيد الشعب الفلسطيني الا اصرارا على مواصلة نهج المقاومة المشروعة، بعد ان ثبت للعالم باسره من هي الجهة المسؤولة عن نسف العملية السلمية.