خبر أزمة ثقة بين فتح وحماس ..والأخيرة تطرح عدة تحفظات على زيارة عباس

الساعة 06:35 ص|22 مارس 2011

أزمة ثقة بين فتح وحماس ..والأخيرة تطرح عدة تحفظات على زيارة عباس

فلسطين اليوم-وكالات

يقيم مسؤولون من حركتي «فتح» و «حماس» جسراً من الاتصالات بين رام الله ودمشق وغزة بحثاً عن تفاهم يتيح إتمام زيارة رئيس السلطة محمود عباس لقطاع غزة والبحث عن مخرج من الانقسام.

لكن هذه الاتصالات المكثفة الجارية أظهرت حجم أزمة الثقة بين قيادتي الحركتين، والذي كان عائقاً كبيراً أمام المصالحة وإنهاء الانقسام.

وقال مسؤولون في «حماس» لـ «الحياة»، ان لدى الحركة شكوكاً عميقة في أن مبادرة عباس ليست سوى محاولة للالتفاف على الحراك الشعبي المُطالِب بإنهاء الانقسام وتجييره لصالحه.

وقدمت «حماس» في هذه الاتصالات تحفظات عدة على مبادرة الرئيس، من بينها أن المبادرة لم تحمل أيَّ جديد سوى الزيارة.

وجاء فيها أن الرئيس «أراد لهذه الزيارة أن تشكل قاطرة تحمل الخطط القديمة التي رفضتها الحركة، مثل تشكيل حكومة مستقلين وإجراء إنتخابات».

واعتبرت ان هذة النقطة «دعوة لتسليم السلطة في قطاع غزة لحركة فتح تحت عنوان آخر هو حكومة المستقلين».

كما اعتبرت ان عرض الانتخابات يصب في الخانة ذاتها، وتساءلت: «ماذا لو فازت حماس في هذه الانتخابات؟ ما هي الضمانات لقيامها بتشكيل حكومة تكون مسؤولة فعلاً عن مؤسسات الحكومة، من أمن ومالية وخارجية؟ ما هي الضمانات ألاّ يجري تعيين وزير خارجية مواز في منظمة التحرير، ووزير مال مواز في مكتب الرئيس، ووزير أمن على رأس كل جهاز أمني قائم؟».

وتصر «حماس» على الاتفاق على ملف منظمة التحرير أيضاً قبل المصالحة، وتقول إن الشراكة السياسية يجب أن تشمل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية على السواء. وتطالب «حماس» بفترة تمهيدية قبل اجراء الانتخابات لا تقل عن عام، يجري خلالها إطلاق المعتقلين، وإعادة «فتح» المؤسسات المغلَقة، وإعادة الموظفين المفصولين الى وظائفهم.

 

من جانبها، ترى «فتح» أن «حماس» تبحث عن ذرائع لتجنب المصالحة ومواصلة سيطرتها على قطاع غزة، وتقول إن شخصيات قيادية في «حماس»، خصوصاً في الجناح العسكري، تسيطر على الحصة الاكبر من تجارة الأنفاق، وتحقق أرباحاً قدرها ملايين الدولارت، ترفض بشدة المصالحة وعودة الأوضاع الى طبيعتها في قطاع غزة، خشيةَ توقف شلال المال الى جيوبها.

وتعتبر «فتح» ما تسميه الشروط التي تقدمها «حماس» للمصالحة «وسيلة للتهرب منها»، وترى ان «الانتخابات ستكون الفيصل، وأنها الوسيلة الديموقراطية التي يقرر فيها الشعب كيفية الخروج من أزمة الانقسام».

وتقول إن إعلان الرئيس نيته عدم الترشح في هذه الانتخابات يشكل دليلاً مهماً على جدية المبادرة وجدية الانتخابات.

 وتعتبر القمع الشديد الذي تمارسه «حماس» ضد ناشطي الحملة الشعبية المطالبة بإنهاء الانقسام في قطاع غزة، دليلاً على رفضها المصالحة.

وتبحث «حماس» في إتمام زيارة عباس للقطاع في هذه المرحلة وإبقاء القضايا الأخرى عالقة الى المراحلة اللاحقة. لكن الحركة لا تخفي مخاوفها من تحول الزيارة محركاً لتعاطف شعبي في غزة مع الرئيس ومبادرته.

وقال مسؤول في الحركة لـ «الحياة»: «واضح ان الزيارة هدفت الى ايصال رسالة الى الجمهور الفلسطيني بأن عباس هو المخلص، وان حماس هي مصدر الحصار». وتوقع مشاركون في هذه الاتصالات أن تثمر عن زيارة ليوم واحد أو ساعات، لكنها لن تؤدي الى إنهاء الانقسام.