خبر من الفيس بوك الى التومهوك -هآرتس

الساعة 09:43 ص|21 مارس 2011

من الفيس بوك الى التومهوك -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

بعد ثماني سنوات بالضبط من مهاجمة قوات التحالف الدولي العراق للاطاحة بنظام صدام حسين، تدخل "قوات الغرب" في معركة مشابهة: هجوم جوي واطلاق صواريخ على ليبيا، هدفه الرسمي هو منع قوات القذافي من المس بالمواطنين الذين ثاروا ضده، ولكن هدفه عمليا هو اسقاط نظام العقيد.

        من السهل ظاهرا استخلاص العبر من المعركة في العراق وتطبيقها على الهجوم على ليبيا. ولكن الحقيقة هي ان بينهما فوارق هامة، تدل على تغيير فكري. اذا كانت الذريعة في العراق هي ازالة خطر السلاح الوهمي للدمار الشامل وحماية مصالح استراتيجية كالنفط، هذه المرة قررت "القوى الغربية"، بالتعاون وبالاسناد من دول عربية عديدة، العمل لمنع قتل السكان ومساعدة ثورة مدنية ضد النظام.

        ولكن الى جانب تأييد العملية المشتركة، الغربية والعربية ضد نظام طاغ، يضع الهجوم على ليبيا معضلة مركبة: حتى الان نجح الجمهور العربي في دول كتونس ومصر بان يطيح بقواه الذاتية بالحكم وشق الطريق نحو تغييرات ديمقراطية. التطورات الثورة في اليمن، في البحرين وفي سوريا، وقبل نحو سنتين في ايران ايضا حظيت بشرعية جماهيرية ولا سيما لانها اعتبرت عصيانا مدنيا أصيلا لا يعتمد على أجندة ومساعدة أجنبيتين.

        اما في ليبيا فمن شأن ثورة الفيس بوك ان تتطور الى ثورة تومهوك. التدخل بالقوة من الدول الغربية من شأنه أن يشكك بشرعية الحركات المدنية في هذه الدولة وربما ايضا في دول اخرى. بالمقابل، فان الاسرة الدولية لا يحق لها أن تقف جانبا تتفرج على ذبح المواطنين – هذا هو جوهر الضمانة والمسؤولية الدولية وهو هدف قوى حفظ السلام في العالم.

        هذه المسؤولية يمكن أن تحظى بشرعية أكبر اذا ما ابديت – حتى وان لم يكن بشكل عسكري – ضد أنظمة دكتاتورية أخرى، وليس أقل من ذلك ضد دول احتلال، واذا اضافة الى التهديد والاستخدام للقوة تساعد الدول الغنية في اعادة بناء وتنمية الدول التي بدأت الثورة.