خبر اطلاق النار والفرار- يديعوت

الساعة 09:42 ص|21 مارس 2011

اطلاق النار والفرار- يديعوت

بقلم: اورلي ازولاي

الخطوط الاساسية للقتال في ليبيا قررها الرئيس اوباما بنفسه قبل أن يصدر الامر. فقد أمر وزارة الدفاع بادارة قتال يستغرق أياما، وليس أسابيع. دون قوات برية، حملة لها تاريخ نهاية ولا تنم منها رائحة احتلال. وقد حدد الرئيس الامريكي لنفسه وللعالم المهمة في ليبيا: حماية الشعب الليبي من وحشية زعيمهم الذي ذبحهم في شوارع طرابلس وضواحي بنغازي. وقد انطلق اوباما الى حرب هدفها انساني، اذا كان ثمة تعبير كهذا، وعليه فلا توجد أدوات مناسبة لقياس متى سيسجل النصر في مثل هذه الحرب او متى تتحقق اهدافها.

لتحقيق النصر ولاكمال المهمة يجب على معمر القذافي أن يرحل: هو وابناء عائلته كما يجدر بعائلة طغاة فرضت الارهاب والخوف والظلم على الشعب الليبي. غير أن هذه لم تكن هي الدعوة التي خرجت عن قوات التحالف. ليس علنا. فقد افترضت بانها اذا ما نجحت في شل القوة العسكرية للقذافي، سيقوم الثوار بالعمل القذر فيصرفون القذافي بقواهم الذاتية. كي يحصل هذا، يتعين على الحملة العسكرية في ليبيا أن تكون طويلة، كثيفة، مصممة وذلك لان القذافي أثبت حتى الان بانه لن يتنازل بسهولة ووعد بان يقاتل حتى النهاية المريرة لكل الموالين له. وقد سبق أن صرح بانه مستعد لان يكون شهيدا على الا يستسلم فقط. أمريكا لا يمكنها أن تصرح علنا بانها انطلقت لقصف ليبيا كي تصفي القذافي. فالقانون الامريكي يحظر استخدام الجيش للقيام باحباط مركز لزعيم دولة أجنبية. ولكن امريكا برئاسة اوباما وبمعونة التحالف يجب أن تخلق الشروط التي تكون فيها ليبيا الجديدة دون القذافي. والا فان كل القصف الذكي لافضل الجيوش ستذهب هباءا.

فقط اذا ما صرف القذافي، سيكون بوسع الشعب الليبي أن تنفس الصعداء. وكذا العالم. هذا لن يحصل في عملية بضربة واحدة وانتهى الامر مثلما يأمل مقررو السياسة في واشنطن. اذا كانت قوات التحالف جاءت فقط كي تقصف وتذهب، فان هذه عملية زائدة لا داعي لها. وحتى لو بقيت كل طائرات القذافي معطلة ولا يكون بوسعه قصف مواطني ليبيا من الجو، لا تزال تبقى مفتوحة أمامه الطريق لاستخدام مدفعيته او سفنه الحربية التي تحت تصرفه. وهو يمكنه أن يواصل قتل معارضيه.

في احلامه الاصعب لم يرَ براك اوباما وضعا لا يكون فيها في نفس الوقت قائدا لثلاثة حروب. الرئيس الذي تلقى جائزة نوبل للسلام حتى قبل ان يعتاد على كرسيه الجديد في الغرفة البيضوية، رفع مع انتخابه رسالة مصالحة للعالم الاسلامي ووعد بان يكون الجسر الذي يربط بينهم وبين الغرب. اما اليوم فينتشر الجيش الامريكي في افغانستان ولا يزال يبقي على حضور في العراق ويعمل من فوق ليبيا وفي شواطئها. لقد انضم اوباما الى الحملة في ليبيا في قلب  ثقيل: صحيح انه اراد حماية الشعب الليبي، ولكنه سعى الى خلق توازن حساس كي لا يرى العالم الاسلامي في ذلك حربا غربية ضده. لم يرغب في أن يكون بوش. لم يرغب في ان يسجل على اسمه حربا آخذة في التعقد في الرمال المتحركة في ليبيا. لقد قرر الانطلاق الى الحملة بالقيود، حملة قصيرة سريعة وشالة. اطلاق النار والفرار.