خبر « الارض مقابل السلام » -اسرائيل اليوم

الساعة 09:19 ص|20 مارس 2011

"الارض مقابل السلام" -اسرائيل اليوم

للعم سام لا يوجد مال

بقلم: دوري غولد

(المضمون: التعامل مع الولايات المتحدة كسيد سيسارع الى ان يسحب من محفظته ليعوض اسرائيل على فقدان ذخائر اقليمية ليس صحيحا، وكلما استوعب اصحاب القرار على نحو اسرع موت معادلة "الارض مقابل المال" يكون افضل - المصدر).

        في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" في 8 اذار، قال وزير الدفاع ايهود باراك ان اسرائيل ستحاول نيل علاوة بمقدار 20 مليار دولار في المساعدات الامنية الامريكية، في ضوء التغييرات الجارية في العالم العربي.

        في نهاية المقابلة اضاف بانه كون ادارة اوباما تضغط على اسرائيل والفلسطينيين لاستئناف المحادثات، فان اسرائيل لا يمكنها أن ترفع مطالب من هذا النوع دون أن تكون اقترحت خطوة سلام "جريئة".

        اقتراحه ذكر بالرزمة الامنية التي درست في السنة الماضية، وتضمنت علاوة بعشرين طائرة من طراز اف 35 مقابل موافقة اسرائيلية على تجميد البناء.

        حتى وان كان لغرض البحث سنتجاهل المسائل الاخلاقية التي تنشأ عن هذا الفهم الذي يقضي بان الاعتبار المالي هو العامل السائد عند النظر في التنازل عن اجزاء من الوطن، اقتلاع مواطنين من منازلهم، وتصميم المصلحة الوطنية، وحتى لو تجاهلنا الصورة التي ستنشأ لاسرائيل المستعدة للنظر في تنازلات غير مسبوقة وهي تساوم فقط على الثمن – فان هذا الفهم ببساطة غير قابل للتطبيق.

        انعدام التطابق

        مفهوم تسليم اسرائيلي للارض مقابل مساعدة امريكية ولد في عهد ما بعد حرب يوم الغفران، ولا سيما في 1975، حول المطلب من اسرائيل بان تنسحب من معبري الجدي والمتلة. وفهمت الولايات المتحدة انعدام تطابق المطالب من اسرائيل: اعطاء اراض تحت سيطرتها، بمعنى ذخائر ملموسة لن يكون ممكنا استعادتها الا بفعل حربي، بينما الطرف المصري يقدم التزامات سياسية يمكن بسهولة الغاؤها.

        الولايات المتحدة ادخلت نفسها الى منظومة اعتبارات الجانب الاسرائيلي حين عرضت عليه ذخائر ملموسة كانت تنقص عروض الجانب العربي.

        قبل العام 1973، كانت المساعدات الامريكية لاسرائيل (بما في ذلك القروض والمنح) تبلغ بالمتوسط السنوي 800 مليون دولار في السنة. فارتفعت هذه المبالغ لوقت قصير في 1974 بسبب حرب يوم الغفران وبعد ذلك عادت لتهبط الى مستواها الصحيح.

        في 1975، عند ولاية وزير الخارجية الامريكية هنري كيسنجر ارتفعت المساعدات الامريكية بـ 200 في المائة فبلغت 3.4 مليار دولار، كنتيجة لاستعداد اسرائيل تنفيذ انسحاب آخر من سيناء. اضافة الى ذلك، قدمت الولايات المتحدة لسلاح الجو الاسرائيلي تكنولوجيا جديدة: طائرات اف 15 و اف 16 التي حلت محل طائرات فانتوم وسكاي هوك القديمة.

        امام وزير الدفاع الاسرائيلي وقف السؤال: أي ذخائر أهم من ناحية امنية، ذخائر اقليمية في سيناء ام مبالغ مالية تسمح له بشراء طائرات قتالية جديدة. هذا الواقع دشن عمليا معادلة جديدة – ليس فقط تلك المعروفة بـ "الارض مقابل السلام" بل وأيضا "الارض مقابل المال".

        بعد أن وقعت اسرائيل على اتفاقات كامب ديفيد في 1978، والتي تعهدت فيها بالانسحاب من باقي سيناء، ارتفع مرة اخرى حجم الدعم الامريكي. تطبيق الصيغة الدبلوماسية القديمة استمر.

        ومنذ منتصف التسعينيات بدا ان معادلة زيادة المساعدات الامريكية مقابل تسليم اراض استنفدت نفسها. في اثناء النقاش حول انسحاب محتمل من هضبة الجولان، قال محللون اسرائيليون كثيرون ان اسرائيل ستحتاج الى 5 مليار دولار اخرى كي تعوض الضرر الامني الذي سيأتي في اعقاب الانسحاب.

        كانت هناك افكار عن ان اسرائيل ستحصل على منظومة انذار جوي مثل "ايواكس" او صواريخ جوالة. عكيفا الدار من صحيفة "هآرتس" سأل السناتور الجمهوري من كنتاكي، ميتش ماكونيل، ما رأيه في رزمة مساعدة جديدة لاسرائيل. فأجاب ماكونيل بصدق: "انا معني في أن تعمل الولايات المتحدة على تعزيز الاستقرار في الشرق الاوسط ومستعد ان أويد منح مساعدة بحجم معين، ولكن 5 مليار دولار غير واردة. اليوم، ماكونيل هو زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ الامريكي.

        المال لم يصل

        ولكن اعضاء الكونغرس الجمهوريين لم يكونوا الوحيدين الذين كان لهم هذا الموقف. ففور التوقيع على اتفاقات اوسلو في 1973، اصبح السناتور باتريك ليهي، ممثل ديمقراطي من فيرموند، مشاركا فاعلا في النقاش حول زيادة المساعدات لاسرائيل.

        في مقابلة مع الراديو القطريNBR  قال: "دافع الضرائب الامريكي لا يمكنه أن يبذر مالا أكثر في الشرق الاوسط.

        رغم ذلك، واصلت اسرائيل المطالبة بمنح خاصة من الولايات المتحدة. في العام 2000 وعد الرئيس كلينتون اسرائيل بـ 800 مليون دولار مقابل الانسحاب من لبنان ولكن المال لم يصل ابدا.

        ومع التركيبة الجديدة في الكونغرس والذي يطالب اوباما بتقليص في العجز الحكومي، فان مجرد فكرة زيادة المساعدات لاسرائيل بل وبحجوم غير مسبوقة هي ببساطة منقطعة عن الواقع.

        المسألة التي على جدول الاعمال جوهرية وحدودها تتجاوز جدا مسألة التركيبة الحالية للكونغرس او مزاجه. هناك مفاهيم أمنية مختلفة يمكن لاسرائيل أن تتبناها لنفسها: ألوية احتياط. والسياسيون سيتجادلون بينهم وبين أنفسهم على الخليط الامني الافضل بالنسبة لاسرائيل، والذي يأخذ بالحسبان الارض، التكنولوجيا والدعم الدولي.

        ولكن قبل طرح مفهوم فكري جديد على الاطلاق يرمي الى اقتراح بديل للاحتفاظ بالذخائر الاقليمية الاسرائيلية، مثل غور الاردن يجب السؤال على الاطلاق اذا كان ذا صلة ولا يعتمد على رؤية سياسية غير واقعية.

        التعامل مع الولايات المتحدة كسيد سيسارع الى ان يسحب من محفظته ليعوض اسرائيل على فقدان ذخائر اقليمية ليس صحيحا، وكلما استوعب اصحاب القرار على نحو اسرع موت معادلة "الارض مقابل المال" يكون افضل.