خبر نتنياهو وميركل:-اسرائيل اليوم

الساعة 09:15 ص|20 مارس 2011

نتنياهو وميركل:-اسرائيل اليوم

أألمانيا مختلفة مرة اخرى؟

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: هل النهج الذي تدعي المانيا التزامه وهو الاهتمام بأمن اسرائيل نهج حقيقي صادق أم مجرد تملق ونفاق. في ضوء تصويت المانيا في مجلس الامن تعارض الاستيطان في الضفة - المصدر).

        في بداية الشهر القادم سيلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومستشارة المانيا ميركل في لقاء يُعرفه الصحفيون بأنه "لقاء مصالحة"، وذلك بعد عدة اختلافات في الرأي بينهما.

        يثير هذا اللقاء مرة اخرى سؤال ما هي سياسة المانيا في ايامنا. استمعت قبل بضعة ايام الى كلام يوشكا فيشر الذي كان وزير الخارجية الالماني. لفيشر فضل كبير لانه انشأ في حينه لجنة المؤرخين للتحقيق في مشاركة وزارة الخارجية الالمانية في فظائع النظام النازي. كرر فيشر في كلامه، ولا شك في صدقه، المقالة التي يرددها كل سياسي الماني تقريبا وهي ان المانيا لن تتخلى أبدا عن التزامها أمن اسرائيل.

        لكنه في ضوء النهج الذي تنتهجه حكومة المانيا مؤخرا، يثور سؤال يقول أليست هذه التصريحات مجرد تملق فقط. أيوجد عند ميركل ومستشاريها السياسيين مشايعة وتفهم حقيقيان لمشكلات اسرائيل وفي ضمنها المشكلات الأمنية؟ للمستشارة مثلا مستشار تكلم وقال ان ضحايا المحرقة هم الفلسطينيون. قال انهم "ضحايا الضحايا". أي انه يرى تشابها بين الملايين الستة من اليهود الذين قتلهم الالمان والفلسطينيين الذين اضطروا بسبب اقامة اسرائيل على أثر المحرقة الى دفع ثمنها.

        سبق ذلك قرار معادٍ لاسرائيل بوضوح في البوندستاغ الالماني في شأن عملية اسرائيل التي توجهت على القافلة الارهابية الى غزة. بل إن أحد مبادري القرار أعلن بصراحة انه ينبغي أن يُرى ذلك نهاية عصر العلاقات المتميزة بين المانيا واسرائيل. وكأنه من اجل البرهان على صدق هذا القول وتأكيد الجو المختلف الموجود في النوافذ العليا في برلين نحو دولة اليهود، جاء تصويت المانيا الذي يثير الغضب في مجلس الامن في شأن البناء في "المناطق". لم تكن عندنا توقعات خاصة من بريطانيا وفرنسا، لكن الموقف المعادي لاسرائيل الذي أخذت به المانيا جاء مثل زعزعة. يزعم متحدثون المان مختلفون بطبيعة الامر انهم ليسوا ضد اسرائيل بل ضد "سياسة حكومتها الحالية". لكننا اذا تجاوزنا عدم الصدق في محاولة التفريق بين الشعب وحكومته الديمقراطية، يصعب ألا نُنبه الى التهكم في الموقف الالماني. إن الفلسطينيين لا يخفون هدفهم وهو الالتفاف على ضرورة اجراء تفاوض حقيقي في السلام مع اسرائيل في إملاء الامم المتحدة.

        في حين يواصل أبو مازن "المعتدل" معارضة كل مصالحة ويكفر في الوقت نفسه بحقوق الشعب اليهودي في ارضه – تواصل اوروبا وعلى رأسها المانيا تجاهل الموقف الاسرائيلي الذي يؤيد التفاوض في السلام بلا شروط مسبقة. إن المانيا نفسها خسرت وبحق أجزاء واسعة من ارضها بسبب عدوانها على جاراتها. فلماذا توجد قواعد تختلف عندما يكون الحديث عن مناطق احتلتها اسرائيل في أعقاب نجاحها في صد عدوان عليها في 1967؟ هل من رأي حكومة برلين انه يجب على اسرائيل ان تتعرض لخطر عدوان آخر بأن تعود الى نفس خط الفصل الصناعي الهش المسمى "الخط الاخضر"؟.

        من غير ان نذكر عملية القتل البغيضة في ايتمار وعدم رغبة أو قدرة السلطة الفلسطينية على العمل في حزم في مقاومة الارهاب وجهات التحريض التي يتغذى منها، ستحدد اسرائيل وحدها ما هي شروط أمنها، ومن المحقق ذلك إزاء مؤامرات ايران والارهابيين الفلسطينيين والبنانيين الذين تستعملهم. لهذا لا يمكن قبول النفاق والتلون الاوروبيين المتعلقين بدعواهم في شأن "الاهتمام بأمن اسرائيل".

        إن المانيا اليوم "مختلفة" حقا – لأحسن ولأسوأ. فبفضل سياسة اقتصادية حكيمة وانضباط وطني أصبحت مرة اخرى قوة عالمية، ومن المؤكد انها أصبحت القوة في المجال الاوروبي. هل ستعاود عادتها باعتبارها الأزعر ذا العضلات في العالم ومن لا تريد أن يذكروا لها ماضيها المخيف مع الشعب اليهودي ايضا؟ أم أن المانيا ستبرهن بالافعال على انها مخلصة للنهج الذي سنّه كونراد أديناور، وهلموت كول وويلي براندت وآخرون، وهم زعماء المان رأوا ان الصداقة بين المانيا والشعب اليهودي والتزام أمن دولته ليسا مجرد فكاهة. ستخبرنا الايام.