خبر 14 فرداً في غرفة واحدة .. انتشلتهم إذاعة القدس لمنزل متكامل

الساعة 07:52 ص|20 مارس 2011

14 فرداً في غرفة واحدة .. انتشلتهم إذاعة القدس لمنزل متكامل

فلسطين اليوم _ غزة ( خاص)

أربعة عشر فرداً عاشوا في غرفة واحدة " أبٌ وأمٌ وأولاد " .. عشرون متراً مساحة تقاسمها أفراد الأسرة ما بين الدراسة والنوم والأكل واللعب .

 

مأساة عاش فيها المواطن أبو محمود من سكان حي الشجاعية بمدينة غزة طيلة السنوات الماضية , عاش وأسرته في غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 20 متراً , كانت المثال الحقيقي للفقر والبؤس  حيث الجدران المتشققة والسقف الرتيب الذي كان يحميهم بالكاد من حر الصيف وبرد الشتاء .

 

 كانت معيشة اليوم الواحد في تلك الغرفة  بالحياة كلها ... فلا أكل يسد رمق جوعهم .. ولا مكان للضيف ... رائحة كريهة تنبعث من المكان .. لم يكن لهم سوى الشارع كي يروا فيه نور الله ... تمنوا الموت في كل لحظة ... تأخر الأولاد في تحصيلهم الدراسي ... وفي الشتاء حيث الحاجة الملحة للدفء , كانت قطرات الماء تدخل عليهم من كل حدب وصوب وكأنهم نائمون في الشارع .

 

واليوم وبعد طول عناء عاشه أبو محمود وأسرته نجدهم يعيشون في بيت تجاوزت مساحته 140 متر ... مكون من ثلاث غرف ... مطبخ مجهز بإمكانيات عالية ... صالون كبير ملهى للأبناء ... دهان ملون لجدران المنزل ... باب حديدي أسود مذهب ... إضاءة عمت أرجاء المنزل .

 

انتقلت حياة أسرة أبو محمود من ألم ومعاناة في البيت الضيق إلى فرحة لم تسع أحد من أفراد الأسرة بفضل الله عز وجل أولاً , وأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة ممن رقت قلوبهم على حال أبو محمود وقاموا بمساعدته عندما عرضت مشكلته في برنامج أهل الخير الذي تبثه إذاعة صوت القدس .

 

وقد عبر كل فرد من أسرة أبو محمود عن فرحته بالبيت الجديد بطريقته الخاصة .. فالأولاد انطلقوا للعب داخل الصالون الكبير وهم يتحسسون جدرانه ... والأم اكتفت بشكر الله وشكر كل من ساعد في بناء بيتها الذي سترها وأسرتها من الضياع قائلة : " كان بناء البيت بمثابة حلم راودني طوال حياتي , فلم يكن لدينا إلا غرفة واحدة عشنا فيها أصعب أيام حياتنا , ولم أجد مكان لإعداد الطعام فيه , ولا مكان لدراسة أبنائي "  .

 

أما أبو محمود فقد بدأ حديثه بمقارنة البيت القديم  بما ألت إليه أمورهم في البيت الجديد , حيث المكان الواسع و الإنارة التي عمت البيت والغرف الثلاث التي فصلت الأولاد عن البنات وعن والديهم بعدما كانت تعيش الأسرة بشكل كامل في غرفة واحدة .

 

 

 

" اللي خلقنا ما بينسانا " كلمات هز صداها أرجاء المنزل حينما أطلقتها الطفلة "رماح" في مستهل حديثها الذي اكتفت خلاله بشكر الله وكل من أنقذ أسرتها من حالة الضياع .

 

أما الطفلة "أمل" ابنة الصف السابع , فكانت فرحتها بالبيت الجديد أنه توفر لها مكان للدراسة , لتنفذ رغبتها التي طالما حالت سيوف الفقر في البيت القديم دون تحقيقها وهي حفظ أجزاء من القرآن الكريم .

 

يشار إلى أن بيت أبو محمود هو البيت السادس الذي ساهمت إذاعة صوت القدس في بنائه عن طريق عرض مشكلات أصحاب البيوت خلال برنامج أهل الخير الذي يقدمه المذيع عماد نور , ويقوم بتنفيذ خطط بناء البيوت على أرض الواقع المنفذ خميس أبو حصيرة .