خبر بأي حق..عشرات المنازل تُهدم لصالح تعبيد شارع غرب خانيونس؟

الساعة 06:26 م|18 مارس 2011

بأي حق..عشرات المنازل تُهدم ويُشرد ساكنيها لصالح تعبيد شارع غرب خانيونس؟

فلسطين اليوم- خانيونس (مثنى النجار)

احتج عشرات المواطنين من سكان منطقة حي التفاح "المخيم الغربي القطاطوة ممن هدم الاحتلال منازلهم عام 2001 وأعادوا بنائها من سياسة بلدية خانيونس جنوب قطاع غزة, وذلك بعد توجيه عدة إخطارات لهم تفيد بإزالة منازلهم والعديد من ممتلكاتهم التي أعادوا بنائها بعد تدميرها من قبل الاحتلال بداية انتفاضة الأقصى.

ويقول المواطنون لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الممتلكات تعود لهم وفق أوراق ثبوتية بينما توجه البلدية الإخطارات لهم بالإزالة بحجة تعبيد شارعٍ بعرض 60 متراً ويستهدف منازلهم.

وأخطرت دائرة التخطيط والتنظيم في بلدية خانيونس عددًا من المواطنين الذين يسكنون في منطقة حاجز التفاح على شارع الشهيد أحمد ياسين "البحر سابقاً" بإزالة منازلهم في إطار عملية تعبيد الشارع التي ستنفذها البلدية قريباً.

غضب وتخوف كبيرين

ولاقت هذه الخطوة موجة غضب من قبل المواطنين الذين عبروا عن تخوفهم من هدم منازلهم,المواطن فيصل أبو معمر الذي هدم الاحتلال أصلاً منزله عام 2001,يقول:" كنا نسكن منزلاً أنا وأبنائي الستة وبحسرة يكمل :"عانيت الأمرين بعد هدم منزلي وانتقلت للسكن من المنطقة التي نشأت فيها إلى منطقة بعيدة بجوار أقاربي .

وأوضح أبو معمر أنه وفي عام1985 اشترى قطعة الأرض القريبة من الشارع الذي ستشرع البلدية ببنائه على مساحة 60 متراً بدلاً من 30 متر, ويضيف أنه ذهب لبلدية خانيونس وقتها لمتابعة الشارع وقياس مساحة الأرض، وأبلغوه أن مساحة الشارع وقتها 30متر حسب الخرائط المرفقة، وقام بالبناء على الناحية الشرقية بناءاً على حديث البلدية, مع العلم أن لديه أوراق ثبوتية بذلك بتوقيع قسم سلطة الإسكان والبلدية وأن مساحة البناء على 150متر من أصل قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها دونم عبارة عن أشجار وزيتون.

وقال:"بعد رجوعنا مسرورين إلى منازلنا قمنا بالبناء على أساس المنزل المدمر حيث مكثنا سنين طويلة, وفوجئنا بتاريخ 8/3/2011 أن البلدية قامت بإرسال الإخطارات بهدم هذا المنزل لتعبيد شارع بعرض 60م مع العلم أن هذا الشارع لا يوجد له مثيل في قطاع غزة.

ويقول (أبو معمر) أن تعبيد هذا الشارع بالمساحة الجديدة الحالية مخالفٌ للأوراق الثبوتية التي أعطتنا إياها البلدية في 1985 بمضمونها أن الشارع 30م.

ويشعر المواطن "أبو معمر" بالحزن والأسى ممزوجة بالقلق والخوف من خسارة منزله وأرضه الزراعية التي يملكها هو وأبنائه.,قائلاً الشارع الذي سيتم تعبيده بعرض 60 متر ليس مكاناً لهبوط الطائرات.ويقول أنه في حال تم تعبيده ستبقى خمس مساحة أرضه فقط.

ودعا كافة المعنيين وبلدية خان يونس أن ينظروا بعين الرحمة إلى سكان هذا الحي,موجها ندائه إلى رئيس الوزراء إسماعيل هنيه بغزة أن يتدخل لحل مشكلتهم لما لها من تأثيرات صعبة عليهم. من العلم أن أبو معمر لديه أوراق ثبوتيه من البلدية بعرض الشارع منذ مايقارب 26 عاماً.

أما المواطن زياد أبو خريس (أبو حسين) يشير إلى انه يسكن برفقه أشقائه الثلاثة المتزوجين (إسلام، صابر وبسام) في بيت واحد يتكون من خمس غرف بداخله 28 فرداً .

وتفيد بعض الأوراق التي حصلنا عليها أن بلديه خان يونس تشهد أنه وبتاريخ 11_4_2001 تم هدم منزل المواطن "أبو خريس" الكائن قرب حاجز التفاح من قبل قوات الاحتلال .

خريس وبعد وقت من الزمن أعاد بناء منزله في نفس المنطقة لإيواء أسرته , ويقول أن مشروع البلدية بتعبيد الشارع الحالي قائم على أساس تدمير هذه المنطقة على حد وصفه ,قائلا:" لا يوجد بديل عن هذا المنزل الذي يعيل أربعة اسر منذ مايزيد عن 60 عام وهذا المنزل توارثه الأبناء من الأجداد .

ويشير خريس وهو يلوح بورقه الإخطار التي تم إرسالها من قبل البلدية إلى أنهم باعوا كل ما يملكون بما فيها من "مصاغٍ وحلي" لنسائهم بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة لإتمام بناء هذا المنزل.

تشريد عائلة بأكملها

أما الحاج جلال أبو لوز (أبو همام) الذي تتكون عائلته من 11 فرداً فيقول :" ذهبت برفقة الإخوة الذين وجهت لهم إخطارات بالهدم لمقابلة رئيس الوزراء بغزة وعندما وصلنا فوجئنا بأنه لايستقبل أي شخص كما سمعنا من الناس إلا بحجز أو كتاب نقوم برفعه مسبقاً ومنعونا من مقابلته دون إذن مسبق .

وأضاف انه تم هدم 2 منازل له خلال انتفاضة الأقصى من العلم أن هذا المنزل ملك ل11 شخص بأسرهم وهم يسكنون في الخارج ,مشيراً إلى انه تم هدم 3 منازل أخرى لشقيقه جهاد أبو لوز (أبو مراد) والأوراق الثبوتيه تؤكد ذلك .

وتقول إحدى الأوراق الثبوتية التي زودنا بها أبو همام :"تشهد وزارة الإسكان دائرة أملاك الحكومة بالمنطقة لجنوبية بأن الأشخاص التالية أسمائهم مسجلين كمنتفعين من البيت رقم 132بلوك 1 الواقع في معسكر خان يونس برقم الإحصاء/3537عام 1975م,والمنتفعين المتحدث عنهم في الأوراق هم المواطن أبو همام وأشقائه الآخرين.

وعن مدى تأثر المنزل من مشروع تعبيد الشارع بمساحته الحالية يقول إنه سيزيل منزله بالكامل وسيشرد أطفاله ,إلى جانب أبنائه الثلاثة الذين يدرسون بالجامعة حسب قوله .

ويتكون منزل أبو همام من 5 غرف بمنافعهم علما بان مساحة أرضه الكاملة 3 دونومات ,مؤكداً انه هذه الأرض يسكنها منذ 60 عاما ,وقال أنه لديه أوراق تؤكد أن هذه الأرض ملك لهم من البلدية والصليب وتؤكد هدم عدة بيوت له أكتر من مرة.

وحصل أبو همام في وقت سابق على منزل بديل في إطار مشاريع الوكالة القائمة في منطقة لأوروبي على مساحة تتراوح 90متر لاتتناسب مع مساحة أرضه الحالية البالغة قرابة الثلاثة دونمات ,فيما لم يحصل أشقائه الآخرين على شي.

 ووجه أبو همام نداء لرئيس البلدية ليشيد هذا الشارع حسب الخريطة الموجودة سابقاً وتنص هذه الخريطة التي تم تزويدنا نسخة عنها على أن عرض الشارع 30م .

ويخشى هؤلاء من عدم اهتمام المسئولين بمشكلتهم ومعاناتهم ,مطالبين بإعادة النظر في فتح الشارع والذي يشكل خطراً على العديد من المنازل المهددة بالإزالة داعين إلى إبقاء الشارع على نفس الامتداد من الشرق إلى الغرب بنفس العرض وهو "30م" بما يخدم توفير كافة حقوقهم.

البلدية ترد

البلدية ترد

من جهته أكد محمد الفرا رئيس بلدية خان يونس في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" حول تفاصيل هذا الموضوع :" أن تعبيد وتوسيع هذا الشارع سيأخذ طابعاً استراتيجياً من حيث الأهمية ليكون شبيهاً بشارع عمر المختار بغزة ,واصفاً هذا الشارع بأنه أهم الشوارع في المدينة.

وأشار الفرا إلى أن الشارع سيخصص على جانبيه البناء للكثير من المؤسسات الحكومية مستقبيلاً ضمن المخطط المستقبلي للبلدية.

ويمتد المشروع الذي سيطال توسعة هذا الشارع من بداية حاجز التفاح ويأخذ توسعته مساحتة عرض 60 متر  وصولاً لحرم جامعة الأقصى  الواقعة في منطقة المحررات ويأخذ مساحته 30 متر لانها ارض طابوا.

وبين الفرا أن هؤلاء المواطنين الذين عبروا عن غضبهم يسكنون على  أراضي حكومية تم الاستيلاء عليها من قبلهم حيث كانت هذه المنطقة مدمرة من قبل الاحتلال.

وأوضح أن وكالة الغوث سارعت وقتها ببناء مساكن بديلة وجديدة لهؤلاء المواطنين وجمعيهم وقعوا على تنازلات تفيد بأنهم استلموا وحدات سكنية  بديلة في منطقة الفخاري.

مواطنون مستفيدون

ودعا الفرا كافة المواطنين الذين لديهم أوراقاً ثبوتيه تؤكد  ملكيتهم للمنازل فليأتوا لتقديمها ونحن سنرحب بذالك.

ونوه الفرا إلى أنه وفي حال تًركت مساحة الشارع التي يطالب فيها المواطنون على مساحته 30 متر فذالك سيؤذي إلى هدم منازلهم أيضاً قائلا:"إن عرض الشارع في طبيعته الحالية قبل البدء بتوسعته لاتتجاوز  20 متر .

وكشف الفرا عن وجود عدد من المواطنين المنتفعين على جهتين قائلا:"هناك من يطالب بوقف توسعه الشارع ولديه منزلاً أخر تم تعويضه إياه ويتم استئجاره لأناس أخريين يستفيد منهم.