خبر المدى البعيد في الغد.. هآرتس

الساعة 12:08 م|18 مارس 2011

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: يجب على اسرائيل الآن والعالم مشغول عنها بأزمة اليابان وليبيا ان تُعد خطة معقولة لتسوية دائمة مع الفلسطينيين - المصدر).

بدأت أرتاب في ان اهود باراك صحفي خائب الأمل. فهو يقول كلاما قد كُتب أو يوشك أن يُكتب. وهو يختطف من أيدينا مواضيع ساخنة ونبوءات سوداوية عن سلوك الحكومة. قصدت على سبيل المثال الى توقع تسونامي سياسي في ايلول القريب عندما قد تعترف الجمعية العامة للامم المتحدة بالدولة الفلسطينية في حدود 1967. وها هو ذا اهود باراك يسبقني الى مقالة تحذير مضادة للحكومة، وهو عضو الحكومة الأرفع والأكثر تأثيرا في بيبي.

حذر في محاضرة مبنية على نحو رائع في معهد ابحاث الامن القومي في تل ابيب انه ينتظرنا قُبيل ايلول تسونامي سياسي لا يعرف أكثر الجمهور عنه (ما عداه بطبيعة الامر). ليس من المؤكد أن تُمكّن الولايات المتحدة من تحقيق هذه النبوءة السوداوية، وليس محققا ان يكون هذا الاجراء في مصلحة الفلسطينيين. لكن التسونامي السياسي في الجمعية العامة للامم المتحدة، مثل التسونامي في الطبيعة، لا يسيطر عليه رؤساء القوى العظمى.

لكن ما هو الفرق بين الصحفي ووزير الدفاع؟ الفرق هو ان هذا الاخير من جهة شخصيته ومن جهة عمله هو عضو في الحكومة وواحد من الصائغين المركزيين لسياستها. فيفترض ان يعمل لا أن يكتب. ماذا نسمي تحذيره؟ ومن يحذر؟ هل يحذر نفسه أم رئيس الحكومة؟ انه يملك دائما خيار الاستقالة (هههههههه).

إن باراك وبيبي، صديقان صديقان، لكن ليس من المؤكد من منهما يؤثر في الآخر. إن القتل الوحشي في ايتمار تحدث من تلقاء نفسه. إن وسائل الاعلام الدولية التي تصرف عنايتها الآن الى الكارثة التي تحدث في اليابان مع عشرات آلاف القتلى فيها والتهديد الذري، تطرقت بسطر واحد الى ما وقع في ايتمار. تحدثت الـ سي.ان.ان عن (متسللين). وأضر بيبي نفسه بتأثير العمل الفظيع بالقاء التهمة على القيادة الفلسطينية، وبحث في الأساس ووجد "ردا صهيونيا مناسبا"، أي رخصة بناء 400 وحدة سكنية في المناطق. قد يبنون وقد لا يبنون. سيكون هذا بناء مرشحا للهدم أصلا في كل تسوية.

أكثر تقديرات بيبي مخصصة لنشرة الانباء القادمة. الأمد القصير عنده هو "منتصف النهار"، والأمد البعيد – نشرة انباء المساء. ليس من اللطيف ان نعرض هذا على هذا النحو لكن رد الحكومة أضر بتأثير الحادثة الفظيعة وصرف رأي العالم عن القتل.

والسؤال هو ماذا كان نصيب باراك من هذا القرار. هل بادر اليه؟ هل كان شريكا في تقدير بيبي؟ اخطأ باراك خطأ مشابها عندما كان رئيس حكومة ردا على عملية التنكيل الوحشية المصورة، التي قام بها الشباب من شرطة رام الله على اثنين من جنود الاحتياط ضلا طريقهما (19 تشرين الاول 2000). أمر باراك آنذاك مروحيات الكوبرا بقصف "أهداف" في رام الله. برغم وحشية عملية التنكيل، اتُهمت اسرائيل سريعا بقصف سكان مدنيين. وهم بردهم "الصهيوني" الملائم لا يُرضون المستوطنين ولا يُحيون الموتى.

يتمسك مراقبون برأي ان بيبي يُبجل باراك. والسؤال من الذي يقرر في نهاية الامر؟ من الذي يملك الكلمة الاخيرة؟ لا يسارع باراك الى انضمام كديما الى الحكومة خوف ان يكون ثمن ذلك حقيبة الأمن، ولن يكون خطيئة ان نفترض ان حيلة ترك حزب العمل قد نبعت من خوفه ان يفقد هذه الحقيبة. ولا يسارع باراك ايضا الى الانتخابات. فبحسب استطلاعات سرية للرأي يؤثر بيبي تأثيرا كبيرا في معسكر كديما في حين لا يتجاوز باراك نسبة الحسم، ومن هنا فان بيبي يملك الكلمة الاخيرة.

الاحداث في اليابان تخفف علينا فيما يُتوهم. ان ما يحدث هناك يجعل ما يحدث في ليبيا في الظل. وربما يؤثر ما سيحدث في ليبيا كانتصار القذافي مثلا في سائر الدول ولا سيما البحرين والسعودية. الولايات المتحدة تؤيد الديمقراطية لكنها تؤيد مصادر نفطها. زيادة على ذلك فانه ازاء ما يحدث في اليابان لن تظل المفاعلات الذرية لانتاج الكهرباء كثيرة الشعبية كما يبدو.

لن تحل امواج المد البحري في اليابان مشكلاتنا، لكن من المهم استغلال ضعف الضغط المركز على اسرائيل لاعداد خطة معقولة لتسوية دائمة مع الفلسطينيين. اذا كانت اليابان قد تحركت اربعة أمتار نتاج الزلازل فنحن قادرون على التحرك عن جمودنا الوطني. يجب على باراك ان يقرر أهو يسار أم يمين، أهو صحفي أم سياسي. يبدو ايلول بعيدا لكنه في عالم تقع فيه تغييرات تكتونية، أصبح المستقبل غدا.