خبر محللون: مبادرة عباس لن تفضي إلى إنهاء الانقسام ما لم يتم مراجعة المسار السياسي

الساعة 08:56 ص|18 مارس 2011

محللون: مبادرة عباس لن تفضي إلى إنهاء الانقسام ما لم يتم مراجعة المسار السياسي

فلسطين اليوم- وكالات

لم يبد محللون سياسيون تفاؤلا تجاه مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة غزة وإمكانية أن تفضي الى إنهاء الانقسام من دون ان يبادر طرفا الخلاف "حركتا فتح وحماس" الى حوار وطني شامل يستند إلى اقرارهما بان منظمة التحرير الفلسطينية تشكل المرجعية العليا لحل كافة القضايا الخلافية.

 

وفي حديث الى "الغد" اعتبر المحلل السياسي خليل شاهين، أن عدم طرح الرئيس عباس للدخول في حوار وطني شامل، ودعوته لتشكيل حكومة مستقلين "تكنوقراط" تعد محاولة لإغلاق باب الحوار، والقفز عن المسار السياسي الذي أدى بالأصل إلى الانقسام الأمر الذي يتطلب عمليا استمرار الحراك الشعبي المطالب بانهاء الانقسام .

 

ورأى شاهين أنه ليس هناك ثمة فرق يذكر بين مبادرة عباس ومبادرة رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية سلام فياض الذي دعا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية فيما دعا عباس إلى حكومة مستقلين من دون أن يبدي استعداده للتفاوض.

 

وبالرغم من أن شاهين وصف مبادرة عباس بخطوة إيجابية يمكن البناء عليها إلا أنها أيضا مبادرة مجتزأة بحاجة للتطوير كي لا تكون مجرد محاولة لرمي الكرة في ملعب حركة حماس وذلك من خلال العمل على مراجعة المسار السياسي الذي شكل الخلاف حوله اداة الانقسام المباشرة بين الطرفين.

 

وقال شاهين "المطلوب ليس فقط تشكيل حكومة من التكنوقراط والتوجه إلى انتخابات، لأن هذا باعتقاد البعض سيخرج طرفا ما من الباب الذي دخل منه، فهذا الفهم للعملية الانتخابية من شأنه أن يعمق الانقسام، وليس أن ينهيه".

 

وتابع "إن التقاط مبادرة عباس يتطلب دفعا من كافة القوى ومن الحراك الشعبي من أجل تصحيح المسار نحو الحوار، أي البدء بالحوار، وليس قطعه والقفز عنه نحو تشكيل حكومة.

 

ويرى شاهين أن حماس، رحبت بالزيارة ولم ترحب بالمبادرة، وهي مستعدة لاستقبال عباس على أن يكون ذلك توطئة لحوار وطني فلسطيني لمعالجة كافة القضايا قبل التوجه لأي انتخابات حيث ستتمسك حماس بموقفها، غير أن الحراك الشعبي يمكن أن يدفع الأطراف لتقديم مزيد من التنازلات، نحو المصالحة".

 

ولم يستبعد شاهين زيارة عباس الى غزة خلال الفترة القريبة القادمة ولكن من دون ان يتوقع ان تنجح هذه الزيارة في حسم الخلافات أو استعادة الوحدة الوطنية ما لم يت الدخول في حوار وطني شامل ومعمق، يبحث كافة القضايا السياسية والملفات العالقة".

 

أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، فاعتبر الأجواء غير ناضجة تمامًا لإنهاء الانقسام، ما لم يطرأ جديد على مواقف الطرفين للذهاب إلى حوار مصالحة.

 

وألمح عوكل باستهجان الى أن طرفي الخلاف اخذا بالاعتبار التغيرات الإقليمية متسائلا "لماذا نفكر بالتغيرات الإقليمية عندما يخرج الناس للشارع، لماذا لم نفكر بالتغيرات الإقليمية قبل عشرة أيام مثلا، التغيرات جارية مثلا منذ أشهر، وهي تلزم الأطراف الفلسطينية بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة".

 

وأكد عوكل أن المشاكل القائمة تحتاج إلى حوار، لكن الرئيس عباس أراد أن يرد على دعوة هنية بطريقة تعطي مصداقية وتعكس استعداده جاهز للذهاب إلى خطوات عملية، وهذا ما ينتظره الناس.

 

ويرى عوكل أن الوضع الفلسطيني من حيث المبدأ، وبعد كل ما جرى، يحتاج إلى حكومة إنقاذ وطني، لكن "هذه الحكومة حتى تنجح لا بد أن تكون بدعم ورضا الأطراف المنقسمة فادا وافقت الأطراف على تشكيل هذه الحكومة فهي ملزمة أن تسهل عملها، وهذه الحكومة ستكون مهمتها إدارة عملية إعادة توحيد المؤسسات والتحضير لانتخابات، وبالتالي نكون بدأنا برحلة إنهاء الانقسام بشكل عملي من دون انتظار الدور المصري أو أدوار أخرى.