خبر حسن.. لست أول الشهداء ولكنك أجمل من في القافلة ..بقلم/ رامز الحلبي

الساعة 10:19 ص|17 مارس 2011

حسن.. لست أول الشهداء ولكنك أجمل من في القافلة ..بقلم/ رامز الحلبي

 

حسن.. سلام عليك حين ولدت وحين جاهدت وحين مضيت حيا... هو شلال العشق المتدفق، هو الحب اللا متناهي لله وفلسطين، هي الإرادة التي سكنت خلاياك حسن، وروح الثورة التي اجتاحتك، فصهوة المجد امتطيت، وسيف الإسلام امتشقت، قادتك خطى النبي العظيم -صلى الله عليه وآله وسلم- فسرت ثابت القدم، تعرف الوجهة ولا تخطئ الطريق، "الصهيونية" عدوك والجهاد سبيلك والإيمان زادك.

تحيرني حسن كما أجمل الشهداء، فأنت صاحب العلم، إذا ليسكت القلم، وأنت من يخضب نحره بدمه فيما نحورنا بالطيب تخضب، وأنت هناك في الملأ الأعلى، فيما قبضة الطين تجذبنا. منذ سنين مضيت وما مضى طيفك، غاب بدنك وظللتنا روحك، ذوت زهرتك وعبق الفضاء أريجك، وهذا صوتك ما زال يتردد صداه في البرية، تشدو بشدو أمينك فتحي الشقاقي (فلسطين وطن صغير لا يتسع لشعبين).

مضيت يا حسن وأثرك في كل لحظة مجد وفخر باق، فمن هنا خرج لهم حسن وهناك أرعبهم وفي ذانك المكان أذلهم، طاردتهم حسن بعدستك.. بطهرك.. بإيمانك ووعيك.. بثورتك.. علمت بأن الطريق بعيد وأن وعثاء السفر شاقة، فتزودت بخير زاد، فشهد لك حلق الذكر ومجالس القرآن، وشهدت لك زوايا مسجد القسام، فما من زواية إلا وعبَقها أريج طاعتك، وشرَفها شذى قدميك.

شرفني الله بمعرفتك وزاد في شرفي أن جلست في مجلسك، فكنت الأنبه والأفطن بقلب واع تتلقى المعاني، وبعقل نبيه تستقبل الأفكار.. لن أنساك وأنت تهمس في أذني في إحدى ليالي العشر الأواخر حين قلت لي أريد أن أتكلم بموعظة، فحضنتك بقلبي وأطبقت عليك أجفاني، فها هو فتى عسقلان الصاعد الواعد، وها هو شبل الجهاد يبدأ زئيره، وفي منتصف الليل قدمتك للحضور بأن موعدنا الآن مع الشيخ حسن، فانتظر القوم أن يأتي ذلك الشيخ ولم يدر في خلدهم بأن ذلك الشبل الجالس بجواري هو الشيخ حسن، وسرعان ما طفق الرجال والشيوخ يهمهمون بالرضى ويرسم على محياهم إمارات الإعجاب وعلامات الحب للشيخ حسن، بدأت تعض الناس وكأن لك ألف عام تعظهم وما درى أحد منهم أنها الموعظة الأولى.

حسن.. لا شك أني لم أعرفك إلا شبلا ولكن ليس غريبا أو صعبا أن يعرف المرء نهاية ثمرتك، ففي كنف أب مجاهد تربيت، ومن حضن أم ربت فأحسنت درجت، فلماذا لا تكون يا أبا إسلام حسنا، حسنا في كل مكان وزمان، وفي كل حركة وسكن.

حبيبي الشهيد.. وكعادة قلمي يخذلني في أول الطريق وأنا أتحدث عنك وإخوانك الشهداء، فأعذر محبا لك عرفك فأحبك، وما زال ولا يزال على حبك قائما.. المجد لخط عبأك، المجد لرحم أنجبك، المجد لك ولإخوانك الشهداء.. ندعو الله ألا يحرمك أجرك وألا يفتننا بعدك وأن يغفر لنا ولك..