خبر شاليط..جديد في عالم المفقودين- يديعوت

الساعة 09:51 ص|17 مارس 2011

شاليط..جديد في عالم المفقودين- يديعوت

بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان

في 10 حزيران 1982، في ذروة حرب لبنان الأولى أصيبت بشدة كتيبة احتياط 362 في اللواء المدرع 401 في معركة طويلة دارت امام الجيش السوري. هذه المعركة، بعد الاخفاقات العسيرة لتلك الحرب، تميزت بسلسلة من نقاط الخلل، كررت نفسها لشدة الاسف في حرب لبنان الثانية: قيادة مهملة، تعتمد على معلومات استخبارية مخلولة، وتبعث بقوة أصغر مما ينبغي لتنفيذ مهمة غير واضحة على الاطلاق قبل لحظة من دخول وقف النار حيز التنفيذ. خطوة اعتباطية في اللحظة الاخيرة.

النتيجة: جنود الكتيبة الذين كان يفترض بهم أن يسيطروا على مفترق الطرق جنوبي سلطان يعقوب، تورطوا في معركة يائسة مع قوة متفوقة عليهم، في الوقت الذي على مسافة غير بعيدة منهم ترتاح قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي، لا يعلمون بما يجري في المفترق المجاور. في هذه المعركة قتل عشرين من رجال الكتيبة، واصيب ثلاثون بجراحات خطيرة، اثنان اخذا في الاسر واربعة صنفوا كمفقودين. الاسيران، حازي شاي وآريه ليبرمان، اطلق سراحهما في وقت لاحق في صفقات لتبادل الاسرى. وهكذا أيضا اعيدت جثة زوهر ليفشتس. مصير المفقودين الثلاثة الاخرين، زكريا باومل، يهودا كاتس وتسفي فيلدمان، بقي غامضا حتى هذه اللحظة، 29 سنة الا ثلاثة اشهر.

امس توفيت سارة كاتس، والدة يهودا. قبل سنتين من ذلك توفي يونا باومل والد زكريا. قبل سنتين توفي ابراهام فيلدمان، والد تسفي. كل واحد منهم، بطريقته، ادار صراعا عنيدا على مدى السنين. كل واحد منهم، بطريقته، ظن ان الدولة ملزمة بان تفعل اكثر، وأنه لم يتم فعل ما يكفي.

من الصعب مجادلة هذا الزعم، حتى وان كان جزءا من الجهود للعثور على الابناء ولا يزال سريا. بالحذر اللازم يمكن التقدير بانه لم يتم القيام بما يكفي من العمل، ولا سيما في ضوء قدرات الاجهزة السرية الاسرائيلية، في ضوء حقيقة أنه في اختبار النتيجة حكومات اسرائيل على اجيالها فشلت. 

والان سارة كاتس لم تعد موجودة ايضا. جيل الاباء آخذ في التقلص، المعلومات عن مصير المفقودين آخذة في الابتعاد، وحتى لو كانت هناك حالات لا يكون فيها ممكنا، رغم الجهود، العثور على آثار المفقودين، فان على جدول أعمال الحكومة الحالية يوجد مصير جندي حي، غير مفقود، آثاره واضحة جدا، وبينه وبين العودة الى الديار لا يوجد سوى البحث في الثمن. أي ثمن؟ يسأل المعارضون وكأن أحد ما يتحدث عن اعادة المناطق مقابله، وكأن احد ما يطلب القدس لقاءه.

بالفعل، أي ثمن. الان. خمس دقائق كرست أول أمس للكفاح في سبيل اعادته ليس فيها حتى ما يهدىء الضمير. ليس لطيفا الاعتراف، ولكننا نعتاد بسرعة شديدة على العيش مع مفقودين أموات ومع مفقودين أحياء. نعتاد على اننا لا نعرف ما حصل لهم، نعتاد على أن جلعاد شليت هناك، وانه بعد قليل الشتاء سينتهي وعائلة شليت لم تعد الى بيتها وانهم باتوا يديرون حياة يزعم أنها طبيعية في هذه الخيمة في القدس، التي نمر عنها كل مرة وفي احيان بعيدة نتوقف وندخل.

قصة مفقودي سلطان يعقوب، مثل قصص مفقودين آخرين، هي قصة غير منتهية. قصة فظيعة، إذ ابدا لن يكون من يواصل الانتظار، وكل طرقة على الباب ستجعله يقفز. إذ أنه لا يمكن السير الى الامام اذا لم تصل الامور الى منتهاها.

إذن يمكن مواصلة الجدال، حتى يجف الحلق، اذا كان سليما ابقاء مفقودي سلطان يعقوب في هذا التعريف أم الاعلان عنهم كضحايا. اذا كان ينبغي فرض البيان على الاهالي. يمكن مواصلة التردد في مسألة ما هو الافضل للعائلة، وما هو التوقيت السليم للقيام بالامور، ولكن واضح أنه لا يمكن تطبيق هذه الادعاءات على جلعاد شليت. يوجد له عنوان معروف، وكل انعدام فعل اليوم من شأنه أن يجعله غدا اسما آخر في قائمة المفقودين. لدينا منذ الان حالة كهذه.