خبر المعارضة الليبية تستخدم الطائرات الحربية لأول مرة ضد قوات القذافي

الساعة 07:15 ص|16 مارس 2011

المعارضة الليبية تستخدم الطائرات الحربية لأول مرة ضد قوات القذافي

فلسطين اليوم-وكالات

قالت المعارضة الليبية لـ«الشرق الأوسط» إنها استخدمت الطائرات الحربية أمس، ولأول مرة، ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي، وبدأت هجومها باستخدام طائرتين بعد إصلاحهما، وأوقعت بهما خسائر فادحة في صفوف كتائب القذافي الأمنية قرب أجدابيا والبريقة. وأضاف مسؤول كبير في المعارضة الليبية من مقره في بنغازي عبر الهاتف أن ضباطا كبارا كانوا في الجيش الليبي عادوا من الخارج إلى المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها الثوار المناوئون لحكم القذافي، وشرعوا منذ عودتهم قبل يومين في إصلاح الطائرات الحربية المتبقية في المطارات العسكرية بالمنطقة الشرقية، وتمكنوا من إصلاح بعضها، واستخدموا لأول مرة طائرتين عصر أمس في دحر قوات القذافي التي كانت تتقدم في اتجاه أجدابيا.

ومن جانبه أكد عبد الله إبراهيم المسؤول في إذاعة ليبيا الحرة هذه المعلومات في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بنغازي، وقال: صارت مناوشات كبيرة جدا بين قوات القذافي وقوات الثوار، في كل من البريقة وأجدابيا، وأضاف: تمكنت قوات الثوار من دحر قوات القذافي، و«تمكن الثوار من تقبل الضربات التي توجهت لهم من البداية منذ نحو الساعة الثامنة صباحا بتوقيت ليبيا». وأضاف «قامت قوات القذافي بضرب مدينتي البريقة وأجدابيا بالطيران الحربي وبالمدفعية، وأن سفنا تجارية نفطية تابعة للقذافي تم تجهيزها براجمات المدفعية، لاستخدامها في ضرب الأحياء السكنية والثوار في مدن البريقة وأجدابيا».

وأضاف أن هاتين المدينتين شهدتا منذ الصباح وحتى عصر أمس هجوما مكثفا من البحر والجو فيما كانت الدبابات التابعة للكتائب الأمنية للقذافي تغير على المدينتين من البر، بغرض تأكيد استيلاء قوات القذافي على البريقة والاستيلاء على مدينة أجدابيا.

وأضاف إبراهيم أن الثوار تمكنوا لأول مرة من استخدام طائرتين حربيتين قديمتين أمس ضد قوات القذافي، وتمكنوا بهاتين الطائرتين من ضرب سفينتين تجاريتين من تلك التي كانت تقصف الثوار، وإغراقهما تماما، كما تمكنت هاتان الطائرتان من شن هجوم على كتائب القذافي التي كانت تتقدم في اتجاه أجدابيا.

وتابع أن طائرتي المعارضة تمكنتا من إثارة الارتباك في صفوف قوات القذافي، وأن الضربات الجوية التي شنها الثور على الكتيبة الأمنية التي كانت متقدمة نحو أجدابيا أسفرت عن تدمير جزء كبير منها، وأن الثوار استولوا على قرابة السبعين آلية من آليات هذه الكتيبة إضافة إلى هروب عدد كبير من أفرادها وتشتتهم في الصحراء.

وقال إبراهيم: «حاليا أجدابيا تحت سيطرة الثوار.. أما البريقة فما زالت تشهد كرا وفرا، ولا توجد معلومات مؤكدة بشأنها».

وأفاد مصدر آخر من تحالف ثورة 17 فبراير أن طائرات تابعة للثوار أصابت سفينة ثالثة في المنطقة البحرية القريبة من أجدابيا، وذلك بعد أن أغرقت سفينتين حربيتين تابعتين للقذافي.

وعن طبيعة هذا التحول في صفوف الثوار، خاصة استخدامهم لأول مرة لطائرات حربية، قال: «يوجد رص للصفوف وقدرة على تقبل الصدمات.. تنظيم الصفوف في قوات جيش المعارضة يسير قدما إلى الأفضل. أصبحت توجد خبرات كبيرة من قيادات الجيش من المعارضين الذين رجعوا من الخارج، ومن بينهم ضباط كبار وضباط صف وجنود. كلهم عادوا وانضموا إلى جيش الثوار.. جيش الثوار نفسه أصبح أكثر تنظيما، وكتائب القذافي بدأت تدرك هذا التحول، وهي تهرب حين ترى أي قوات للثوار برفقة قوات جيش المعارضة».

وأضاف أن استخدام المعارضة لطائرات أمس يعتبر ثاني أكبر كمين تتعرض له قوات القذافي، بعد الكمين الذي نفذته يوم أول من أمس وأسرت فيه 72 من قوات القذافي قرب البريقة.

وقالت مصادر أخرى إن الثوار تمكنوا أمس بمساعدة من الجيش الوطني الليبي من محاصرة كتيبتين لابني القذافي «خميس والساعدي» بعد أن كانتا متجهتين إلى أجدابيا، وذلك بعد أن أجرت المعارضة انسحابا تكتيكيا من البريقة في اتجاه أجدابيا، قبل أن تعاود الكر على قوات القذافي في وقت لاحق من عصر أمس، حيث تحولت المنطقة الفاصلة بين البريقة وأجدابيا إلى ساحة من القتال العنيف بين الطرفين. وحسب شهود عيان فإن أفضل قوات القذافي التي يشرف عليها ابناه خميس والساعدي تعرضت لأضرار كبيرة أمس بعد أن كانت تتقدم لإحكام السيطرة على البريقة والانطلاق منها إلى أجدابيا.

يأتي هذا بعد ساعات من قول التلفزيون الليبي الرسمي ظهر أمس إن قوات القذافي أخرجت «المرتزقة والإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة»، في إشارة لمقاتلي المعارضة، من أجدابيا.

وعلى الجبهة الغربية من المواجهات بين قوات القذافي والثوار، ذكرت المصادر أن المناوشات مستمرة بين سكان المدن القريبة من العاصمة طرابلس من الغرب والشرق، وقوات القذافي، وأن وحدات من اللواء 32 العسكري، وهو أحد الألوية التابعة لخميس القذافي، استمرت في ضرب الحصار على مدن الزاوية وزوارة ومصراتة.