خبر باراك محق ومخطيء -هآرتس

الساعة 09:11 ص|15 مارس 2011

باراك محق ومخطيء -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

وزير الدفاع، ايهود باراك، يحذر من "تسونامي سياسي" يهدد اسرائيل، في شكل اعتراف دولي جارف بدولة فلسطينية في حدود 67. في خطابه أول أمس في معهد بحوث الامن القومي حذر باراك من خطوة جارفة لنزع الشرعية، ترمي الى "دحر اسرائيل في الزاوية التي بدأ منها تدهور جنوب افريقيا القديمة".

        لدى باراك اقتراح لكيفية صد الموجة المهددة. فقد دعا الى البحث مع الفلسطينيين في كل المسائل الجوهرية، بهدف تحقيق تسوية لتقسيم البلاد بروح خطة كلينتون: اقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش، في ظل اخلاء متدرج للمستوطنات التي ستبقى خلف الحدود الدائمة. وحذر قائلا من أنه "كل شيء آخر سيعمق عزلة اسرائيل ويعرض للخطر قوتها".

        ولم يمتنع باراك عن قول الامور ايضا في ظل القتل الوحشي في ايتمار وردود الفعل الملتهبة لشركائه السياسيين من اليمين. في خطابه انتقد بشدة "انعدام الفعل، الشلل، البحث الدقيق عما يريد جمهور اليمين او اليسار سماعه في هذه اللحظة، وتكرار هذه الاقوال". وكان واضحا لسامعيه بانه يقصد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يمتنع عن القرارات الحاسمة ويسوف في الوقت.

        باراك محق. اسرائيل المحبة للحياة، الراغبة في انقاذ نفسها من شرك العزلة الدولية، ملزمة بالخروج من المناطق وتسليمها لدولة فلسطينية. خير كان لو أن نتنياهو أنصت لوزير دفاعه بدلا من انصاته لقادة مجلس "يشع" المستوطنين.

        ولكن بقدر ما هو صحيح تقدير باراك للوضع، فانه مخطىء في افعاله. فباراك يصر على أن عليه "ان يحاول التأثير من الداخل"، حتى بعد سنتين تجاهل فيهما نتنياهو مشوراته ومواقفه، والحكومة انجرفت فقط نحو اليمين. وتبدو اقواله مدحوضة على نحو خاص بعد أن ساهم في القرار ببناء مئات الشقق الجديدة في المستوطنات ردا على العملية في ايتمار.

        بزعم باراك، القوة السياسية لكتلته، لا تكفي لاحداث التغيير، وعليه فان على "كديما" ان ينضم الى الحكومة. وهكذا يرفع العتب بدحرجة المسؤولية نحو تسيبي لفني. ولكن عمليا، فان باراك، بمواصلة ولايته في منصبه تحت نتنياهو، يعطي اسنادا لسياسة هي برأيه هدامة لمستقبل اسرائيل.