خبر شارة ثمن -يديعوت

الساعة 09:10 ص|15 مارس 2011

شارة ثمن -يديعوت

يسمون هذا ردعا

بقلم: يوعز هندل

عمليات الارهاب تستدعي شارة ثمن، لشدة الاسف هذا هو منطق الشرق الاوسط. الاقوال التالية لم تكتب لان العيون تغمرها الدماء، ولا انطلاقا من الرغبة في الثأر الاعمى على المذبحة في ايتمار. فهي تكتب انطلاقا من الواقعية السياسية. في السنوات الاخيرة اصبح هذا التعبير منبوذا بسبب اعمال حفنة من المعربدين – مجرمين التقوا أبرياء باسم الايديولوجيا والتفسير المغلوط للدين – ليس هكذا وليس لهذا الغرض يجبى الثمن. العكس هو الصحيح: في الواقع الذي تفحص فيه الحدود كل الوقت، محظور أن تكون شارة الثمن من عمل المتطرفين – فهي ضرورة سياسية، وبصفتها هذه يجب أن تنفذ برعاية سياسية.

عمليات الارهاب في تعريفها هي فعل عنيف ضد مدنيين من أجل تحقيق أهداف سياسية. المعنى هو ان للارهاب منطقا مرتبا – اعتبارات الكلفة حيال المنفعة. بتعبير آخر، عندما ينطلق نشيط ارهابي لذبح اطفال صغار، عندما يدعو واعظ في مسجد لقتل اليهود، عندما تسكت القيادة الفلسطينية امام التحريض – فانهم يزنون في قلوبهم ماذا سيكون الثمن للعملية الارهابية. في البحوث يسمى هذا ردعا متراكما: أفعالك في الماضي – ردود فعلك على العنف، شارة الثمن التي ستقرر ، هي التي ستقرر أعمال الخصم في المستقبل.

في بداية الانتفاضة الثانية، عندما غمرت شوارع اسرائيل بالدم من انتاج مبعوثي عرفات، ادعى متزمتو السلام أن لا مفر. يجب التجلد وادارة المحادثات بالتوازي مع الامتصاص العنيد. "ضبط النفس هو قوة"، قال الكليشيه – الى أن جاءت حملة "السور الواقي" وتبين أن ضبط النفس الطويل كان بالاجمال عمى زاد دائرة المصابين. رغم التصريحات القاطعة بانه انتهت الاحتمالات، فان ما نجح حيال ارهاب الانتحاريين وقلص الظاهرة تقريبا تماما كان أعمالا عنيدة لقوات الامن، عدوانية سياسية وجباية ثمن. شارة ثمن.

اليوم بات ممكنا القول بالفم المليء ان الفلسطينيين، خلافا للتفكير الليبرالي، هزموا في ميدان المعركة، حين شطب مركز كتلتهم – معظم البنى التحتية للارهاب. بعد ذلك هزموا ايضا حين توصلوا الى الاستنتاج بان كلفة الارهاب أعلى من منفعته. انتصار مؤقت وموضعي يجب تعزيزه – ولكنه انتصار. شارة الثمن التي جبتها اسرائيل كانت هدم انجازات السلطة الفلسطينية في التسعينيات. ثمن باهظ، ولكنه ليس عاليا مثل مئات الاحياء الذين قطفت حياتهم.

وها هو، بعد الدروس الدامية التي كانت لنا في العقد الاخير، تأتي عملية اجرامية، فحصا متجددا للحدود بعد فترة طويلة من الردع. ومرة اخرى هناك من يخرج من الخزانة الكليشيهات عن ضبط النفس والتجلد – وكأننا لم نكن شاهدنا هذا الفيلم من قبل. وتفسير ضابطي النفس هو أنه يجب الحذر من المساس باتفاق السلام الذي توا سيكون هنا.

وبالفعل يا سادتي، قبل ان نحذر مرة اخرى من المساس بكرامة السلام المحتمل، يجدر بنا أن نحذر من المساس بكرامة الحياة، ولهذا الغرض فان اسرائيل تحتاج الى شارة ثمن، الى ردع.

كيف نفعل ذلك؟ على المستوى التكتيكي – من خلال عقاب عدواني تجاه منفذي العمليات. هدم منازل المخربين، عودة الى عمل الحواجز والتفتيشات في القرية التي خرجوا منها (هذا مهم للاستخبارات وسيوضح الثمن لمن سيرغب في الخروج من هناك للقيام بعملية). بسحب الامتيازات الزائدة من نماذج الاقتداء – سجناء محبوسين في السجون الاسرائيلية.

على المستوى الاستراتيجي يدور الحديث عن تغيير وجه الواقع على الارض. بناء مكثف في الكتل الاستيطانية (والذي في نظري حيوي كل السنة) هو مثال واحد على ذلك.

وبالنسبة للاثار على اتفاق السلام؟ سينجو. مثلما نجا في الفترة التي ضبطنا فيها أنفسنا.