خبر حسن شقورة.. هل استعجلت الرحيل ؟!...

الساعة 07:52 ص|15 مارس 2011

حسن شقورة.. هل استعجلت الرحيل ؟!...

كتب/ محمود أبو عواد (أحد أصدقاء الشهيد)

في مكانٍ ما من حياتنا البسيطة نعيش لحظاتٍ كالغرباء.. نستذكر فيها بلمح البصر شريط ذكرياتٍ طويل.. تسكن قلوبنا صور أحبِةٍ رحلوا عن دنيانا.. تعيش في فضاء عيوننا ابتسامةٌ ارتسمت على مُحيا وجوههم.. هجّروا الدنيا جسداً وسكنت أرواحهم قلوباً تحّن لنظرةٍ يُشرق فيها اللقاء.

كنا بالأمس معاً نشدو بأصواتنا أشجان الحياة.. واليوم تفرقنا الأماني بين الموت شهداء والعيش في فلك المتاهات.. هكذا كانت تمضي بنا الأيام ساعاتٍ وساعات.. والآن تفصل أجسادنا مسافات ما تحت وفوق التراب.. لكن تجمعنا صورٌ من لحظات، بل أرواحٌ تتآكل فيها لغة الفراق.. ما هي إلا ثلاث سنوات.. مرت كطرفة عين طفلةٍ في أوج عمرها.. والساعات والأيام والأعوام تخطّ رحيلك يا حسن.

كان الخامس عشر من آذار موعد الختام.. وأي ختّام.. وأي وجع ذاك يا حسن الذي هفت بقلوبنا فاجعّة رحيلك عن دنيانا.. ولم تمضِ عليه سوى الدقائق وابتسامتك لم تفارقنا بعد.. ونظرات عينيك تُودعنا وكأنك كنت تعلم بأن الرحيل قد آن.. فهل اكتفيت من لقائنا وتوّقّت لِجمعّة أرواح صحبٍ آخرين.. أم أن الاشتياق للقاء الله كان إليه الحنين.. حسبنا أنك رحلت شهيداً.. فحين سُجّي جسدك كالطفل الوديع.. وطافت روحك بسمائنا كالنجم المضيء.. أيقنت ألا مفر من الرحيل...

ستبقى ذكرياتنا معاً مخطوطةً في ذاكرةٍ من بحر الآلام.. ولن تكون ضرباً من الخيال.. بل هي محفورةٌ في قبر قلبٍ ينبض بالوفاء.. علّها تكون الداء لكل دواء.. وحسبي أنك غادرتنا شهيداً يسمو بدمه وطهر جسده.. وموعدنا هو اللقاء...