خبر 200 غزّي ممنوعون من العودة إلى بلادهم بقرار مصري

الساعة 01:27 م|14 مارس 2011

200 غزّي ممنوعون من العودة إلى بلادهم بقرار مصري

فلسطينيون في مطار دبي منذ 45 يوماً

سفير مصر بدبي: السلطات منعت منح الفلسطينيين تأشيرات لدخول مصر

فلسطين اليوم: غزة

ينتظر ثمانية فلسطينيين في مطار دبي منذ نحو 45 يوماً سماح السلطات المصرية لهم بالمغادرة إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع القطاع، إذ «فشلت كل مساعي السفارة الفلسطينية في القاهرة، وقنصليتي مصر وفلسطين في دبي، في حل مشكلتهم التي نجمت عن التغيرات الأخيرة التي شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير».

وقال أحد الفلسطينيين العالقين في مطار دبي، إنه وزملاءه يعانون وضعاً مأساوياً، إذ لم يتمكنوا من النوم أو ممارسة حياتهم بشكل طبيعي طوال تلك المدة، فيما كشفت القنصلية الفلسطينية في دبي أن عدد «الفلسطينيين العالقين داخل المطار وخارجه يزيد على 200 شخص في دبي والإمارات الشمالية، لا يتمكنون من العودة إلى غزة».

وأفاد قنصل مصر في دبي والإمارات الشمالية، السفير مهاب نصر، بأن القنصلية قدّمت ما بوسعها لحل مشكلة عشرات الفلسطينيين العالقين، إذ أعطت 177 فلسطينياً عالقاً تأشيرات دخول إلى مصر لمدة 72 ساعة، لكن منعهم من الدخول جاء من سلطات مطار القاهرة، قبل أن تتلقى القنصلية تعليمات بوقف منح التأشيرات للغزّيين في الوقت الراهن، ودراسة كل حالة على حدة.

وتفصيلاً، قال غسان شكشك، أحد الفلسطينيين العالقين في مطار دبي، إن مشكلته وزملائه بدأت منذ نحو 45 يوماً، حين فوجئوا بأنهم لن يتمكنوا من المغادرة إلى قطاع غزة وكان عددهم حينئذ 15 شخصاً، لكن عدداً منهم تمكّن من السفر إلى دول أخرى لا تطلب تأشيرة، مثل ماليزيا، فيما اتجه آخرون إلى سورية، حتى استقر العدد حالياً على ثمانية أشخاص عالقين.

وأضاف شكشك أنه كان عائداً لتوّه من الصين، حيث عثر على فرصة عمل هناك، وكان في طريقه إلى غزة لاستكمال الإجراءات اللازمة والعودة إلى الصين، وتابع «لكن الحياة توقفت بي فجأة في مطار دبي، بعد رفض السلطات المصرية دخولي»، وأضاف «وصلت إلى مطار القاهرة مرتين، لكن السلطات هناك أعادتني إلى دبي».

وأوضح أنه وزملاءه يفترشون الأرض أو مقاعد الصالة ليستلقوا عليها، موضحاً أن سلطات المطار لا تقصّر معهم في الطعام أو الشراب، لكن وضعهم أصبح لا يُحتمل، فهم محتجزون في مكان محدد لا يقوون على مغادرته دون ذنب ارتكبوه.

وقال فلسطيني آخر، يدعى حسام محمد أبوغليون، إن الوضع صعب للغاية، ولم يعد يحتمل البقاء حبيس المطار، لافتاً إلى أنه وبقية العالقين خاطبوا القنصلية الفلسطينية طالبين مساعدتها لدى السلطات المصرية للسماح لهم بالعودة، لكن معاناتهم زادت ولم يتحرك أحد.

إلى ذلك، قال مساعد القنصل العام الفلسطيني للشؤون الإدارية في دبي، لؤي موسى، إن عدد الفلسطينيين العالقين في دبي عموماً حالياً يصل إلى نحو 200 شخص، بينهم ثمانية عالقون في مطار دبي، لا يتمكنون من الدخول، لأنهم قادمون إليها «ترانزيت» وليس لديهم تأشيرات لدخول الدولة.

وأضاف أن «القنصل العام الفلسطيني اجتمع مع نظيره المصري في دبي وتوصلا إلى اتفاق لإصدار تأشيرات للفلسطينيين العالقين، نظراً إلى وجود أطفال وشيوخ وطلبة بينهم، وصدرت تأشيرات بالفعل، لكن فوجئنا بصدور قرار من المجلس العسكري في مصر بوقف التأشيرات حالياً».

وأشار إلى أن القنصلية الفلسطينية خاطبت شركة «مصر للطيران» لنقلهم في رحلات خاصة إلى العريش ومنها إلى رفح التي تبعد نحو 45 كيلومتراً فقط، لكن الشركة رفضت ذلك، مستندة إلى قرارات تلقّتها من السلطة الحاكمة في مصر حالياً.

وأكد موسى أن «السلطات الإماراتية ممثلةً في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي لم تقصّر مع الأشخاص العالقين، إذ أبدت موافقة على إعفاء المخالفين من الغرامات، وتمديد التأشيرات، شرط قيام السلطات المصرية بتحديد تاريخ السماح لهم بالمغادرة إلى القاهرة ومنها إلى رفح».

من جانبه، قال القنصل العام المصري في دبي والإمارات الشمالية، السفير مهاب نصر، لـ«الإمارات اليوم» إن القنصلية منحت تأشيرات لكل من تجاوز الـ40 عاماً، ولمن أعمارهم دون الـ،16 إلا أنها تلقت تعليمات مطلع فبراير الماضي، بوقف منح التأشيرات، ودراسة كل حالة على حدة، وأشار إلى أن التنسيق جارٍ حالياً مع القنصلية العامة الفلسطينية في دبي لإنهاء هذه المشكلة.

وحول مشكلة العالقين في مطار دبي تحديداً، قال السفير مهاب نصر، إن القنصلية أرسلت قائمة بأسماء جميع العالقين حالياً في دبي إلى «الخارجية المصرية» أواخر الأسبوع الماضي، وعرضت تفاصيل المشكلة بالكامل، متوقعاً الحصول على موافقة في أسرع وقت ممكن.

إلى ذلك، أبلغ مصدر دبلوماسي في القاهرة «الإمارات اليوم» بأن الإشكالية تطال عدداً كبيراً من الفلسطينيين العالقين في رفح، الذين تقطعت بهم السبل، نتيجة صعوبة الحصول على موافقات أمنية في ظل تجميد عمل جهاز أمن الدولة المصري الذي كان معنياً بإصدار الموافقات الأمنية لطالبي التأشيرات.