خبر لا مفر -يديعوت

الساعة 10:43 ص|14 مارس 2011

لا مفر -يديعوت

ومعهم تريد صنع السلام؟

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: يحتمل جدا أن يكون القتل الفظيع في ايتمار هو ثمرة مبادرة فرد او افراد. وربما لا. في كل الاحوال هذا تذكر أليم آخر على أن ليس لدينا امكانية اختيار لجيران عاطفين. ولكن معهم – حتى عندما يكون في نظرنا شعبا فظيعا – ينبغي التوصل الى سلام  - المصدر).

        الرد الغريزي لكل مواطن اسرائيلي تقريبا أمس، مع صدور النبأ عن القتل الشنيع لعائلة بوغل كان على النحو التالي بالتقريب: حسنا، ومع هؤلاء الفلسطينيين تريد أن توقع اتفاقا؟ تصنع سلاما؟

        حتى الاشخاص ذوي اللسان النقي بشكل عام اضافوا أمس الشتائم والسباب على جيراننا. كلمات لا تسمح الكتابة بالتعبير عنها.

        ولكن جواب الموقع اعلاه على السؤال الذي يكاد يكون كل اسرائيل سأله امس هو: نعم! مع هؤلاء الفلسطينيين، حتى عندما تكون افعالهم – وللدقة لقسم منهم – نكراء، فان علينا أن نتوصل الى مصالحة وسلام. يمكن عمل ذلك، بالمناسبة، مع ابتلاع اقراص ضد التقيؤ. كما يمكن التقيؤ ايضا. ولكن يجب عمل ما ينبغي عمله.

        اذ ان السؤال الذي يتعين على كل واحد منا أن يسأله لنفسه بعد القتل الفظيع هو: أي بديل يوجد لمن يرفض السعي نحو السلام؟ مائة سنة اخرى من الارهاب والدم.

        القتل عشية السبت جاء بعد سنة من وقف النار، مع حوادث عمليات قليلة بعدد صغير، نسبيا، من الضحايا. في ورقة الانجازات للحكومة تباهى بنيامين نتنياهو في أن هذه كانت السنة الاكثر هدوءا منذ عقد من الزمان.

        كلنا شعرنا بالراحة. شفينا من العلة التي علقت بنا في الالتصاق بالمذياع كل نصف ساعة، لم نسمع صافرات سيارات الاسعاف والشرطة. شعب اسرائيل خرج لقطف البواكير واحتفل بجمعه. يا له من جمال، يا له من هدوء.

        ومعه آمن شعب اسرائيل ببراءة في انه انقطع حبل العمليات، فالجيش الاسرائيلي الرهيب فرض رهبته على المخربين، والمخابرات نجحت في ما لم ينجح فيه احد تقريبا في أي مكان في العالم: القضاء على الارهاب. وها هو امام ناظرينا يتجسد حلم مناحيم بيغن: "وتصمت البلاد أربعين سنة".

        واذا سمح لي بان استخدم كلمة حادة: هراء. مع كل الاحترام والاعتزاز بالجيش الاسرائيلي، المخابرات والشرطة الذين قاموا بالفعل بعمل رائع، فان وقف الارهاب كان ثمرة قرار فلسطيني. ببساطة تعلموا من التجربة. بدلا من اثارة العالم باكمله عليهم لفظائع المخربين الانتحاريين، توجهوا الى النشاط السياسي المكثف، وهكذا نالوا دعما دوليا مثيرا للانطباع.

        في ايلول القريب ستعترف 140 دولة، على الاقل، بدولة فلسطينية على اساس حدود 67، دون تجريد عسكري. ونحن؟ نحن سنشجب، ونصرخ، وكل دولة ستوافق على ان تخرج قائمة الـ 140 ستصبح في نظرنا عزيزة امم العالم. كل صوت اقل – انتصار. ممثل ماكرونيزيا سيتغيب عن التصويت؟ ممثل جزر بلاو سيمتنع عن التصويت؟ ما احلاه. وها هو لا يزال يوجد لدينا اصدقاء. هنا وهناك. وبالاساس هناك.

        اذا لم نقبل – على ما يبدو لن نقبل – نتائج التصويت الجارف في الامم المتحدة، سيستأنف ارهاب الانتحاريين، وهذه المرة بصمت عشرات الدولة التي ستقوم: كان لكم خيار. كما يمكن ان تندلع انتفاضة ثالثة، ولا سمح الله ستكون اشد من سابقتها.

 إذ انه – وهذا وليس سرا – لا يمكن، او على الاقل من الصعب جدا، مواجهة الانتحاريين. ليس لديهم ما يخسروه.

انتصرنا في الانتفاضتين السابقتين؟ طوبى للمؤمنين. فكروا في هذا جيدا جيدا، بانه لو انتصرنا – كيف حصل ان رؤساء وزراء اسرائيل وافقوا على ان يعيدوا اكثر من 90 في المائة من الاراضي؟

يحتمل جدا أن يكون القتل الفظيع في ايتمار هو ثمرة مبادرة فرد او افراد. وربما لا. في كل الاحوال هذا تذكر أليم آخر على أن ليس لدينا امكانية اختيار لجيران عاطفين. ولكن معهم – حتى عندما يكون في نظرنا شعبا فظيعا – ينبغي التوصل الى سلام.