خبر المساعدات الامريكية- يديعوت

الساعة 10:42 ص|14 مارس 2011

المساعدات الامريكية- يديعوت

اغلاق المحفظة

بقلم: رامي طل

 (المضمون: يجمل باسرائيل أن تطرح طلباتها للمساعدة الاضافية في الاتصالات السرية، وليس في مقابلة مع صحيفة، حتى وان كانت هذه أكثر تأثيرا في الولايات المتحدة - المصدر).

20 مليار دولار، هذا هو مبلغ المساعدات الامنية الاضافية التي "تتوقعها" اسرائيل من الولايات المتحدة، في اعقاب موجة الثورات في العالم العربي. هكذا قال وزير الدفاع هذا الاسبوع، في مقابلة مع "وول ستريت جورنال".

        ايهود باراك، على أقل تقدير، لا يعاني من مشاكل اقتصادية. فقد بشرنا هذا الاسبوع بانه يحمل على معصمه ساعة "باتيك فيليب" ثمنها 142 الف شيكل، بمعنى نحو 41 الف دولار. ولكن مستوى معيشة وزير الدفاع ليست دارجة لدى معظم سكان العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. اذا كان باراك يفكر في امريكا بصفتها العم الغني، الذي يلبي كل نزوة لقريبه الاسرائيلي، فانه يعيش في عالم خيالي.

        الدخل السنوي الخارجي للعائلة الامريكية هو 46 الف دولار، ليس أكثر بكثير من ثمن الساعة الفاخرة. 50 في المائة من العائلات تكسب أقل. فضلا عن ذلك، الولايات المتحدة توجد في ذروة الازمة الاقتصادية الاكبر منذ ثمانين سنة. العجز في الميزانية اجتاز المبلغ الفضائي للتريليون دولار، ومن المتوقع أن يبقى في هذا المستوى لسنوات عديدة اخرى. البطالة لا تزال تصل الى 9 في المائة. صحيح أن اوباما سجل مؤخرا انجازات في المجال الاقتصادي، ولكن ارتفاع اسعار النفط والمواد الخام يؤثر سلبا على الانتعاش، البطيء على أي حال.

        في مثل هذا الحال، فان البيان العلني لوزير الدفاع  يعزز فقط صورة اسرائيل في اوساط آخذة في الاتساع، صورة طفيلي التصق بالظهر الامريكي. اسرائيل، دولة متطورة بالمعايير الدولية وعضو في الـ ؟؟؟، هي الاكثر استمتاعا، منذ عشرات السنين، بميزانيات المساعدات الخارجية الامريكية.

         ولكن ليس فقط لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة، بل ولمواطني اسرائيل مسموح طرح التساؤلات. منذ حرب الايام الستة، وميزانية الدفاع هي بئر بلا قاع. رواتب العسكريين الدائمين ارتفعت دون توازن مع باقي الرواتب في الاقتصاد. في ميزانية الدفاع تخبأ مبالغ طائلة مخصصة لشؤون ليس لها أي صلة بالامن – ولا سيما المستوطنات، القانونية وغير القانونية على حد سواء.

        في العام 2000، عندما بدا ان هناك احتمال باتفاق سلام مع سوريا، طلب رئيس الوزراء ووزير الدفاع باراك من واشنطن رزمة مساعدات أمنية بقيمة 17 مليار دولار "من أجل الصمود امام تحديات الامن التي يطرحها السلام"... الذريعة الحالية هي الهياج في العالم العربي. يخيل أن كل رفيف لجناحي فراشة في شنغهاي او في بوينس أيرس يشكل حجة للمطالبة بزيادة ميزانية الدفاع.

        الكنيست، التي يفترض أن تراقب مثل هذا النوع من المطالبات، أثبتت منذ زمن بعيد اهمالها. لجنة من النواب، برئاسة وزير الدفاع السابق عمير بيرتس، "قررت" أن في غضون خمس سنوات يجب نصب 13 بطارية "قبة حديدية" في الجنوب بكلفة 9 مليار شيكل. وذلك من أجل الدفاع ضد "صواريخ" بدائية، ثمنها اقل من مائة دولار وألحقت ضررا هامشيا في السنوات الست التي أطلقت فيها الاف الصواريخ منها. وماذا سنفعل اذا ما ضاعفت حماس كمية صواريخ القسام في حوزتها؟ سننصب 13 منظومة اخرى بكلفة كهذه؟ وبالاساس: من اين سيأتي المال؟ النواب المحترمون ايضا يفكرون على ما يبدو بان العم الغني سيوقع على شيك اضافي.

        على اسرائيل أن تفهم بانها في المستقبل المنظور ستجد صعوبة في تحصيل الصدقات من الولايات المتحدة. مؤشر على ذلك هو القوة الصاعدة لدوائر "حفلة الشاي" التي تعتقد بان الولايات المتحدة تستثمر اكثر مما ينبغي في العالم وأقل مما ينبغي في نفسها. يحتمل أن في اطار اتفاق السلام سيكون ممكنا تحقيق تحسن معين في شروط المساعدات، ويحتمل أيضا ان لا. باراك، يقال في صالحه، قال في المقابلة ان اسرائيل سيتعين عليها أن تعرض على الفلسطينيين "عرضا شجاعا" وان كان امتنع عن القول الصريح بان مثل هذا العرض هو شرط لازب للمطالبة بمساعدات اضافية.

        الامر المؤكد هو أن التصريحات العلنية لوزير الدفاع لا تجدي نفعا. فالحديث يدور عن موضوع حساس، ويجمل باسرائيل أن تطرح طلباتها للمساعدة الاضافية في الاتصالات السرية، وليس في مقابلة مع صحيفة، حتى وان كانت هذه أكثر تأثيرا في الولايات المتحدة.