خبر لماذا 400 فقط- يديعوت

الساعة 10:42 ص|14 مارس 2011

لماذا 400 فقط- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

400 وحدة سكن في المناطق، هذا ما أقرته الحكومة أمس ردا على القتل في ايتمار. لماذا فقط 400، تساءل ايلي يشاي. يجب بناء 5000 وحدة سكن، 1000 لكل قتيل.

بمفهوم ما ايلي يشاي محق: اذا كان سبيل الرد السليم على القتل الفظيع لعائلة بوغل في ايتمار هو توسيع البناء في المستوطنات، فان 400 هو عدد بائس للغاية. فهو لا يعكس الصدمة، النفور، الغضب. ليس فيه مواساة. في أقصى الاحوال، توجد فيه محاولة للتهدئة من خلال قرص عقارات للنواة الصلبة في جمهور المستوطنين. وهذه مثابة بدل صمت.

وزراء الليكود عقبوا القرار ببيان تأييد حماسي. وبرزت على نحو خاص بيانات وزير المواصلات كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية يعلون. من يقرأ البيانات يمكنه ان يفكر بانه حتى نهاية الاسبوع الماضي دار في الحكومة صراع مرير على البناء في يهودا والسامرة. الوزراء ضغطوا، هددوا، استجدوا ولكن باراك ونتنياهو احباط مساعيهم. الحقيقة، بالطبع، مختلفة تماما. مسألة البناء في المستوطنات اشغلت حقا بال المستوطنين وحدهم. وانضمام الوزراء الى لوبي البناء الان ينبع من حاجتهم لان يقولوا شيئا وطنيا، فاعلا في ضوء القتل، وبالطبع لاعتبارات سياسية باردة: لمؤيدي المستوطنين يوجد نفوذ لا بأس به في مركز الليكود.

مما يبقينا نحن مع نتنياهو. السؤال ما هو الصحيح لاسرائيل عمله في المناطق يرافقه منذ أن قرر التوجه الى السياسة. وقد فكر بحلول مختلفة، كلها تنطوي على تقسيم اقليمي. أي من الخيارات التي فكر فيها لم يضم ايتمار، المستوطنة التي تقع في قلب السكان العرب، بين بيت فوريك وعورتا. وقال لي في ولايته الاولى كرئيس للوزراء: "انتبه، أي مستوطنة لا أزور". فهو لم يسافر الى المستوطنات في قلب الضفة لانه اعتقد بانها جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل.

ذات مرة اعتبر البناء في يهودا والسامرة كعقاب مناسب للارهاب الفلسطيني. هم بالعمليات. نحن بالاستيطان. هذا المفهوم فرغ من محتواه في اللحظة التي فهم فيها معظم الاسرائيليين بان لا سبيل لتخليد الوضع القائم. الخيار هو بين تقسيم الارض الى دولتين ونشوء دولة واحدة، اليهود لن يكونوا فيها أغلبية. التقسيم سيكون موضوع صعب واليم. الدولة ثنائية القومية ستكون مصيبة.

حيال هذا الواقع، توسيع المستوطنات في قلب الضفة هو عقاب لاسرائيل وليس للفلسطينيين.

المذبحة في ايتمار كانت بشرى أيوب لكل انسان في اسرائيل. يمينيا كان أم يساريا. من الصعب فهم لماذا تختار الحكومة مواصلة معاقبتنا بتوسيع البناء. لماذا يحتاج هذه الجائزة اولئك الذين يسعون الى جعل اسرائيل دولة ابرتهايد، أو، كبديل، دولة بسيطرة أغلبية عربية. لماذا يستحق هذا العقاب كل الاخرين.

نتنياهو يجتهد في هذه الايام لان يرضي الجميع، في كل مجال تقريبا. هذا هو طريقه للتصدي للاضطرارات، هذا هو طريقه للبقاء. استعداده للمساومة شرعي: المساومات هي جزء لا يتجزأ من النظام الديمقراطي. المشكلة هي أنه من شدة الاضطرارات والترتيبات والصفقات غاب الهدف. بدلا من ان يسأل نفسه كل صباح كيف سأنهي اليوم، يمكن لرئيس وزراء اسرائيل ان يسأل نفسه ويمكن لنا أن نسأله – الى أين تسير.