خبر طوارئ باليابان بعد تسرب نووي في « أوناغاوا » وتوقعات بزلزال جديد

الساعة 03:47 م|13 مارس 2011

اليابان: 1217 قتيلاً في هزة الجمعة وتوقع زلزال جديد

فلسطين اليوم- وكالات

ارتفعت حصيلة ضحايا زلزال مدمر تلاه تسونامي عارم اجتاح شمال شرقي اليابان الجمعة، إلى 1217 قتيلاً وآلاف المفقودين والجرحى، وسط مخاوف من كارثة نووية وتوقعات بأن تضرب هزة أرضية قوية جديدة البلاد خلال الأيام القليلة المقبلة.

وتوقعت "وكالة الشرطة القومية لطوارئ الكوارث" ارتفاع مطرد في عدد القتلى مع وصول فرق البحث والإنقاذ إلى المناطق الأكثر تضرراً بالهزة الأرضية وأمواج المد العاتية.

وقالت الوكالة الحكومية إن عدد القتلى الحالي ارتفع إلى 1217 قتيلاً و1086 مفقوداً بجانب 1741 جريحاً.

إلى ذلك، حذرت وكالة الارصاد الجوي في اليابان، الأحد، من أن احتمالات تعرض اليابان لهزة أرضية، تصل إلى نسبة 70 في المائة.

وقال تاكاشي يوكوتا، مدير قسم معلومات التنبؤ بالزلازل بالوكالة، إن قوة الهزة قد تتجاوز 7 درجات بمقياس ريختر، لافتاً إلى أن تكهناته تستند إلى نشاط تكتوني متزايد في باطن الأرض.

وفي الغضون، أبدى وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، يوكيو إيدانو، الأحد، مخاوفه من احتمال حدوث انفجار ثان في مجمع "المفاعل رقم ثلاثة"، بمحطة "فوكوشيما دايشي" شمال شرقي اليابان، التي تأثرت بهزة أرضية عنيفة ضربت المنطقة الجمعة.

وفي وقت سابق من صباح الأحد، انطلقت صافرات الإنذار داعية سكان مدينة "سنداي" اللجوء إلى مناطق مرتفعة، تحسباً من موجات "تسونامي" جديدة قد تضرب المنطقة بفعل هزة الجمعة، التي قالت وكالة الأرصاد الجوية، إن قوتها بلغت 9 درجات بمقياس ريختر، وليس 8.9 كما أعلن سابقاً.

ورجح وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، إيدانو، في حديث للصحفين "احتمال" حدوث انصهار في مفاعل "فوكوشيما رقم واحد"، وأن السلطات تعمل أيضاً على فرضية حدوث انصهار محتمل في مفاعل "فوكوشيما رقم ثلاثة."

وكان إيدانو قد أشار السبت إلى انهيار جدار في محطة "فوكوشيما النووية رقم واحد"، بعد وقوع انفجار بالمنشأة وانطلاق سحب دخان أبيض منها، لافتاً إلى أن وعاء المفاعل النووي لم يصب بأذى.

وقال المسؤول الياباني إن الانفجار وقع عندما اشتعل مزيج من الهيدروجين والأوكسجين.

وأضاف أنه رغم أن مستوى الإشعاعات التي تم قياسها حول المحطة كان مرتفعاً في أحد الأوقات، إلا إنه انخفض بالتدريج.

إلى ذلك، صنفت الحكومة اليابانية الحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما النووية "رقم واحد"، عند المستوى الرابع على المقياس العالمي المدرج من صفر إلى سبعة.

والمستوى الرابع على المؤشر العالمي للحوادث النووية والإشعاعية يعني إصابة الوقود بأضرار وانبعاث كميات كبيرة من المواد المشعة داخل المجمع.

وقالت "وكالة الأمن النووي والصناعي" اليابانية، إن الوقود الموجود في المفاعل انصهر جزئياً، في أول حادث من نوعه تشهده اليابان، وفق قناة "ان هتش كي" NHK اليابانية.

وفي وقت سابق، أعلنت السلطات اليابانية أنها ستتبنى تدابير إذا حدث انصهار في اثنين من مفاعلاتها النووية، رغم عدم وجود أي مؤشرات حتى الآن على حدوث انبعاثات خطرة من المواد المشعة في الجو.

وتتمحور الجهود الحثيثة في سياق محاولات تفادي كارثة نووية محتملة حول مفاعل "فوكوشيما دايشي" شمال شرقي البلاد، مع تحركات محمومة تسابق فيها الحكومة اليابانية الزمن لإنقاذ ناجين من أعنف زلزال في تاريخ اليابان، تلاه "تسونامي" مدمر بلغ ارتفاع أمواجه عشرة أمتار، جرفت كل ما اعترض طريقها.

ويجري إجلاء نحو 180 ألف شخص يقيمون على مسافة ما بين عشرة إلى عشرين كيلومتراً من المحطة النووية، بالإضافة إلى عدة آلاف آخرين من المقيمين على مسافة أقرب من المنشأة، كان قد تم إخلاؤهم في وقت سابق.

وتتزامن جهود محاولة تفادي كارثة نووية في الوقت الذي تعمل فيه فرق الإنقاذ للبحث عن ناجين حوصروا تحت الأنقاض التي خلفتها الهزة وأمواج المد العاتية.

وقال رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان، إنه تم إنقاذ أكثر من 3 آلاف شخص، انتشلوا من المياه الموحلة وأنقاض المساكن المنهارة والمشتعلة.

وتعيق جهود الإغاثة الهزات الارتدادية، والتي بلغت أكثر من 140 هزة ارتدادية، وصلت قوتها إلى أعلى من 4.5 درجة بمقياس ريختر، منها واحدة بقوة 6.2 ضربت سواحل الشرقية لجزيرة اليابان صباح الأحد.

وتركز زلزال الجمعة المدمر على بعد 130 كيلومتراً من مدينة "سينداي"، التي يبلغ تعداد سكانها زهاء المليون نسمة.

وقررت الحكومة اليابانية إرسال 100 ألف من "قوات الدفاع عن النفس" إلى المناطق المنكوبة، بالإضافة إلى مساعدات عسكرية أمريكية، شملت حاملة الطائرات "يو اس اس رونالد ريغان"، وسفينة مدمرة، بجانب سفن حربية أخرى وصلت اليابان صباح الأحد.

وذكرت شبكة NHK اليابانية أن أكثر من عشرة آلاف شخص مازالوا في عداد المفقودين في شمال شرقي البلاد.

وعرضت 48 دولة أخرى تقديم مساعدات وفرق إنقاد لليابان للمساعدة في جهود الإنقاذ بعد كارثة الزلزال المدمر، الذي أدت قوته إلى تحريك اليابان والكرة الأرضية عن محورها.