خبر حسن شقورة ... نموذج العاملين بصمت

الساعة 11:45 ص|13 مارس 2011

حسن شقورة ... نموذج العاملين بصمت

فلسطين اليوم _ غزة ( خاص)

شخص هادئ .. ابتسامة صادقة .. نظرة حادة .. قلب رحيم .. صديق وفي .. كتوم السر .. متقن العمل  .. دائم المساعدة للآخرين ...

 

صفات لم يختلف عليها أحد ممن جمعتهم الأقدار ولو لساعة واحدة مع الشهيد حسن شقورة , حيث أجمع العديد من العاملين في إذاعة صوت القدس أحد ميادين العمل للشهيد شقورة أنه كان النموذج الفعلي للمهندس الالكتروني , والمقاوم الذي لم يعرف أحد شئ عن عمله العسكري إلا بعد أن فارق الحياة الدنيا قبل ثلاث سنوات حيث يصادف يوم غد الثلاثاء الذكرى الثالثة لاستشهاد شقورة.

 

فقد أكد رامز حسن أحد العاملين في إذاعة صوت القدس أن الشهيد حسن شقورة كان نموذجاً فعلياً للعاملين بصمت , منوهاً أن شقورة كان ينجز عمله بهدوء تام , ودائم المساعدة  للآخرين حتى في أحلك الظروف التي كان يتعرض فيها لضغط العمل .

 

وعن تلقي حسن لنبأ استشهاد شقورة قال: " كنت مستبعداً تماماً أن يكون حسن مقاوما وذلك لصفاته الإعلامية الهادئة , وشخصيته المرحة " , مؤكداً أن نبأ استشهاده جاء كالصاعقة التي ألمت به .

 

أما محمد قنيطة فقد اعتبر أن عزاء إذاعة صوت القدس وكل من تعامل أو عمل مع حسن شقورة بفقدانه هو  أنه نال الشهادة التي يتمناها كل مواطن حر شريف .

 

وأوضح قنيطة أن إذاعة صوت القدس قد فقدت باستشهاد حسن شقورة مهندساً وفناناً الكترونياً , مؤكداً أن فقدان حسن لم يكن في مجال العمل فحسب بل وفي العلاقات المميزة بينه وبين الجميع حيث  كان حسن شقورة محط احترام من الجميع .

 

ولا يكاد حسن شقورة يغيب عن بال قنيطة في يوم من الأيام خاصة وقت جلوسه على جهاز الكمبيوتر , فكان قنيطة قد تعلم من حسن كيف يدخل على جهاز الكمبيوتر ويتصفح المواقع ولا أحد بعده يعرف المواقع التي تصفحها .

 

وعن نبأ استشهاد حسن فلم يكن يتوقع قنيطة أن يأتي اليوم الذي يذيع فيه نبأ استشهاد حسن شقورة قائلاً : " يوم استشهاد حسن , جاءني نبأ استشهاد ثلاثة مواطنين في حي التفاح , وخلال الخبر وردتني أنباء أن حسن مصاب , وبعد لحظات ورد نبأ استشهاد حسن فلم أتمالك نفسي ولم أواصل العمل " , منوهاً أنه ترك الإذاعة وذهب للمستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة على الشهيد حسن شقورة .

 

أما الزميل أكرم دلول فقد اكتفى بتذكر اللحظات الأخيرة في حياة حسن شقورة والتي كانت تناقض شخصيته تماماً , فقد كان حسن هادئ جداً لدرجة أنه يكون داخل الغرفة ولا أحد يشعر بوجوده , ولكن اللحظات الأخيرة في حياته كان ينشد فيها حسن ويبتسم بطريقة غير معهودة .

 

ووصف دلول حسن شقورة بدينامو الإذاعة وخاصة في تعامله مع جهاز البث في الأستوديو , مستذكراً أحد الأيام التي كان يستعد فيها للخروج على الهواء مباشرة وإذا بجهاز البث يتعطل بشكل مفاجئ ولأول مرة في تاريخ عمل الإذاعة , فما كان أمام طاقم العمل إلا اللجوء إلى الدينامو حسن لإنقاذ الموقف وبالفعل استطاع حسن أن يخرجهم من المأزق .