خبر المذبحة هي مذبحة -يديعوت

الساعة 09:31 ص|13 مارس 2011

المذبحة هي مذبحة -يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

القتل في ايتمار باعث على الصدمة جدا، فظيع جدا، بحيث أنه يجعل الجدال على المستوطنات غير ذي صلة. فأمام قاتل يمتشق سكينا ويذبح بدم بارد ثلاثة اطفال في نومهم يشطب الفارق بين تل أبيب وايتمار.

المذبحة هي مذبحة هي مذبحة. لا ملابسات يمكنها أن تشرحها، لا كلمات يمكنها أن تدخلها في سياق. من يشارك في هذا الفعل هو حيوان. مرسلوه – اذا كان له مرسلون – ليسوا افضل منه.

حيال فعل ذبح كهذا نكتفي بالكلمات التي كتبها حاييم نحمان بيالك قبل مائة سنة، في اعقاب الاعتداء الذي وقع بحق يهود كيشينيف: "الجلاد! يا رقبة، إنهض إذبح! / دمي مباح / دم يسفك على قميصك / ولا ينمحي الى الابد، الى الابد".

وبيالك يضيف مقطعا آخر لقصيدته يوجد فيه معنى اليوم ايضا: "وبائس من يقول: سنثأر! / ثأرا كهذا، ثأر دم طفل صغير! / لم يخلقه الشيطان بعد".

بطبيعة الحال، فان حدثا بمثل هذا الحجم الباعث على الصدمة يستدعي من كل ذوي الصلة في الساحة الشرق اوسطية ان يعقبوا. أول المعقبين كان بالذات الناطق بلسان حماس في غزة. تعقيبه دل، وليس على نحو مفاجىء، على منظومة اخلاقية مشوهة، مريضة، ترى في الرضيع ابن يومه هدفا شرعيا للقتل. فضلا عن ذلك، فقد دل على قلق كبير، يبدو ان ليس هذا القتل هو ما تمنوه في غزة.

مع خروج السبت حان وقت رئيس وزراء اسرائيل للتعقيب. فقد قال الى هذا الحد او ذاك ما قاله اسلافه في ملابسات مشابهة، ما يتوقع منه الجمهور ان يقوله. وقد أجاد في وصف ما في الفعلة من فظاعة، عانق المستوطنين، دعاهم الى ضبط النفس، توجه الى ضمير العالم وهاجم الدعاية المناهضة لاسرائيل في جهاز التعليم والدعاية الفلسطينية.

كراهية اسرائيل في كتب التعليم الفلسطينية جديرة بكل تنديد، ولكن مشكوك أن يكون احد ما في حكومة اسرائيل يعتقد بجدية بانها هي التي بعثت القاتل، او القتلة، الى منازل ايتمار.

ما يقلق نتنياهو أكثر بكثير هي الخطوات المناهضة لاسرائيل التي تبادر اليها السلطة الفلسطينية في الساحة الدولية. وهذه الخطوات هي ما يرغب في ان يوقفها، ولهذا فانه يهاجم قادة السلطة من على كل منصة. هذه المواجهة تعود الى الساحة السياسية. المحاولة لربطها بالحدث في ايتمار مفتعل، مكشوف، غير مقنع.

رد فعل انطلق ايضا على لسان ممثلي المستوطنين. اولا رئيس مجلس "يشع" داني دايان وبعد ذلك ممثل الجيران في ايتمار. المستوطنون يسعون الى جعل القتل رافعة في كفاحهم ضد سياسة حكومة نتنياهو.

برأيهم لا يبنى ما يكفي في المستوطنات. وهم يتوقعون بان يولد القتل ما يسمى "الرد الصهيوني المناسب": زخم بناء كبير في كل الضفة. هذا ايضا مفتعل، مكشوف، متهكم. عن مثل هذه الخطوات كتب بيالك في قصيدة اخرى له "في مدينة القتل"، الابيات القاسية التالية: "الى المقبرة، ايها البخلاء! وحفرتم عظام ابائكم / وعظام اخوانكم المقدسين وملأتم حقائبكم! وحملتموها على ظهوركم وانطلقتم على الدرب! للمتاجرة بها في كل المعارض / وعندما أفلستم حللتموها وأفرغتم ما فيها".