خبر الشيخ عزام : إنهاء الإنقسام يحتاج خطوات كبيرة من الطرفين

الساعة 12:42 م|11 مارس 2011

عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام لـ"الاستقلال"..

إنهاء الإنقسام يحتاج خطوات كبيرة من الطرفين

موقف الأنظمة العربية حيال الفلسطينيين لن يتغير لارتباطهم بسياسات خارجية

مبادرة نتنياهو "تمويه" و"إضاعة للوقت" والبديل "برنامج سياسي مشترك"

بيت إبراهيم الشقاقي كان نواة انطلاقة "الجهاد الإسلامي"

فلسطين اليوم - الاستقلال

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام أن التغييرات الجارية في الساحة العربية والناتجة عن الثورات الشعبية التي أطاحت بأنظمة استبدادية -في الإشارة إلى مصر وتونس- "تسير نحو الإيجابية حيال الفلسطينيين وقضيتهم العادلة"، مشيرًا إلى أن ذلك يدلل على حيوية هذه الشعوب ورفضها الخضوع والانكسار.

وأعرب عزام عن تفاؤله في أن الأنظمة الجديدة "ستكون صاحبة معاملة أفضل مع الفلسطينيين، وستذلل العقبات لنيل حقوقهم وثوابتهم التاريخية"، موضحًا أن حركته تشكك في إمكانية تغيير بعض الأنظمة لسياساتها الحالية تجاه القضية الفلسطينية، لارتباطها بسياسات خارجية.

 

المصالحة الفلسطينية

وفي موضوع المصالحة الفلسطينية، أكد عزام أن معوقات كبيرة تقف سدًا منيعًا أمام إنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس، موضحًا أن حركته لا تلقي اللوم على أي فصيل دون الآخر. وأضاف: "هناك حالة من عدم الثقة سائدة بين الحركتين، وهذا الأمر يعيق المصالحة أيضًا، والمطلوب خطوات جريئة لتحقيق ذلك". وتابع بالقول: "حركة حماس فصيل مقاوم كبير، وفتح أيضًا صاحبة تاريخ عريق في الثورة الفلسطينية ولا نشكك في نوايا أحد، ولكن يجب أن تكون هناك خطوات كبيرة من الطرفين لإنهاء الانقسام"، منوهًا إلى أنه وعلى الرغم من أن السلطة تمارس عملًا أمنيًا مع الاحتلال تدينه الجهاد الإسلامي وتستنكر استمراره، "فإن المصالحة يجب ألا تتوقف عند هذا".

وحول تقييم حركته لعمل الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، أوضح عزام أن هذا العمل لن يكون كاملًا وبالصورة المثالية في ظل استمرار الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ومواصلة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ما يقارب 5 أعوام.

 

مبادرة نتنياهو

وحول مبادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيجاد "حل مرحلي" للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال عضو المكتب السياسي للجهاد: "إن ما يتحدث عنه نتنياهو هو محض كذب وافتراء، ولا يعدو كونه عملية تمويه ومحاولة لإضاعة مزيد من الوقت، فهو لا يملك أي حل للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ لأنه سبب في المشكلة ومعروف بمواقفة العدائية تجاه الشعب الفلسطيني". وبيّن أن هناك عدة خيارات بديلة عن هذه المبادرات وعملية التفاوض مع الاحتلال، منها: توحيد جهود الأنظمة العربية لمواجهة الكيان الصهيوني في فلسطين، والإنهاء السريع للانقسام الدائر بين غزة والضفة، والاتفاق على برنامج سياسي مشترك في إدارة الصراع، والتمسك بخيار المقاومة.

وقال عزام: "إن هذا الصراع الطويل تحكمه عدة عوامل أيديولوجية وثقافية وتاريخية واجتماعية وجغرافية، ويجب أن تكون هناك جهود موحدة للعرب تجاه القضية الفلسطينية ضد إسرائيل"، مؤكدًا أن الجهاد الإسلامي "يستبشر خيرًا بالثورات والهبات الشعبية، على اعتبار أن هذا يدعم الشعب الفلسطيني".

 

الاعتراف بدولة فلسطينية

وفيما يتعلق باعتراف عديد من دول العالم بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، أثنى عزام على هذه المواقف وعبر عن تقدير حركته لجهود الدول المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني، لكنه استدرك القول: "إن هذا الأمر لا يكفي لحل المشكلة". وأضاف: "يجب أن تكون هناك رسائل ضغط قوية على "إسرائيل" لإنهاء احتلالها، وتنظيم حملة دولية لإجبار الكيان الصهيوني على تغيير سياسته، وممارسة مساعٍ دولية جدية لإنصاف الشعب الفلسطيني"، مجددا تأكيده على أن الأراضي الفلسطينية هي التي احتلتها عصابات اليهود في عام 1948، وليست تلك المحصورة فيما احتله الكيان في العام 1967 فقط.

 

 

التوافق الداخلي

وبخصوص الخيار العسكري والتهديدات بالحرب على القطاع، أكد عزام أن المقاومة الفلسطينية هي أفضل السبل والخيارات لنيل التحرير وتحقيق الثوابت الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا فلسطينيًا داخليًا بين فصائل المقاومة، بما يراعي عوامل المرحلة الحالية. واستبعد أن تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حربا جديدة على غزة قريبا. وقال: "رغم عدم ثقتنا بنوايا وسياسات الاحتلال، لكننا نرى أنه ومع استمرار حالة التوافق بين الفصائل حول أساليب المقاومة والرد على التصعيد، فلن يكون هناك حرب قريبة"، معتبرًا أن هذا التوافق بمثابة: "مرحلة انتقالية ترتبط بمدى تصعيد الاحتلال لهجماته ضد القطاع". وفيما يتعلق بطبيعة العلاقة التي تحكم الجهاد الإسلامي مع الفصائل الفلسطينية، قال: "منذ 30 عامًا و"الجهاد الإسلامي" تحرص على بناء علاقات قوية مع الفصائل الفلسطينية كافة"، معربًا عن استعداد حركته لتوثيق علاقتها مع أي فصيل حتى لو وجدت بينهما خلافات فكرية وأيدلوجية، "طالما أن هناك قواسم مشتركة تجمعنا سويًا، ولا زلنا نؤمن بهذا المبدأ".

وعن دور منظمة التحرير الفلسطينية، أكد عزام أنها بحاجة إلى جهد كبير لإنهاضها وتفعيلها وضمها للكل الفلسطيني على صعيد هياكلها وأطرها؛ للتعبير عن هموم الشعب وتطلعاته، وقال: "لا توجد منظمة تحرير فلسطينية الآن، وكثير من فصائل المنظمة تتفق معنا على ذلك في هذا التقييم، فقد تغيرت سياساتها في العقود الأخيرة، ونراها باتت مغايرة عن تلك التي كانت قبل 50 عامًا، ونأمل أن تعود جسمًا يعبر عن كل الفلسطينيين".

 

مخيمات الشتات

وعلى صعيد دور الجهاد الإسلامي، في مخيمات الشتات والصمود المنتشرة في دول العالم، قال بأن حركته تلعب دورًا شعبيًا في عديد من الدول التي تسمح للفلسطينيين بحرية التحرك والتعبير، وتحاول التواصل معهم على الدوام، ولديها مكاتب وممثليات عنها فيها، "حيث تمارس دورًا كبيرًا من أجل تحسين وضعهم المعيشي"، مذكرًا بأن الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي استشهد أثناء عودته من رحلة كانت تهدف إلى تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الجماهيرية الليبية. إلا أن عزام أكد أيضًا أن صعوبة كبيرة تحيط بدور حركته في التعايش مع مخيمات فلسطينية تخضع لسياسة الدول التي تحتضنها، وقال: "إن هذا الأمر يعقد قيامنا بعمل رسمي فيها، إلا أن ذلك لا يمنعنا من مواصلة الدعم والتواصل معهم".

وفي موضوع منفصل، يتحدث القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عن حياة الحاج إبراهيم الشقاقي -والد الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي، الذي توفي قبل عدة أيام- ويروي فصول عمله في خدمة مسيرة الجهاد والمقاومة، فقال: "إن الحاج إبراهيم الشقاقي كانت لديه معاناة استثنائية عن الشعب الفلسطيني بسبب احتضان بيته لنواة انطلاقة الجهاد الإسلامي والفكر المقاوم". وأضاف: "لقد فتح لنا هذا الرجل بيته الذي كان مجلسًا يعقد فيه الندوات الفكرية، وشهد نقاشات وحوارات عديدة، وفيه طرح المؤسس الشقاقي أفكارة ورؤيته في الجهاد في فلسطين، فكان أبو فتحي يستقبل عشرات من مؤيدي هذا الفكر بترحاب شديد"، مشيرًا إلى أنه كان يدفع ثمن ذلك عبر منعه من السفر وأداء فريضة الحج لمرات عديدة.