خبر كيف يمكن إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا؟

الساعة 06:39 ص|10 مارس 2011

كيف يمكن إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا؟

فلسطين اليوم-وكالات

سواء أكان حلف شمال الأطلسي أم تحالف من دول متطوعة سيتولى فرض احترام منطقة لمنع الطيران في المجال الجوي الليبي، فإنه يفترض أن تتم دراسة هذا التدخل بعناية.

وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن هذه العملية ستتطلب تخطيطا ثقيلا جدا في ظل تعدد المتغيرات العملياتية مع الكم الكبير من المشكلات اللوجيستية التي ترافقها.

 ويملك الحلف الأطلسي بذاته أو بواسطة البلدان الأعضاء فيه مجموعة كبيرة من الوسائل التي يمكن تطبيقها من طائرات رادار أواكس لمراقبة المجالين الجوي والبحري وطائرات للحرب الإلكترونية لضرب الأسلحة المقابلة من نوع أرض - جو، ومقاتلات قاذفات لاعتراض الطائرات الليبية التي قد تنتهك الحظر الجوي أو لتدمير الصواريخ الليبية من نوع أرض - جو.

وفي مواجهة الترسانة الغربية، لا تملك ليبيا إلا نحو 20 أو أكثر من المقاتلات السوفياتية القديمة (ميغ 21 و23) أو الفرنسية (ميراج إف1) صالحة للاستعمال بشكل كامل مع سائقين مدربين.

والخطر الأكبر قد يأتي من البطاريات المتنقلة لصواريخها من نوع أرض - جو، «إس إيه8» للعلو المنخفض (5 آلاف متر)، «إس إيه2» و«إس إيه6» للعلو المرتفع (من 7500 إلى 8 آلاف متر).

ويمكن لـ«إس إيه8» على وجه الخصوص بقيادتها البصرية أن تطارد أهدافها مع عدسة مقربة يصعب رصدها.

والتهديد كاف ليقوم الحلف الأطلسي بضربة وقائية للبطاريات المذكورة، مع خطر تسجيل خسائر عند الجهات الليبية الصديقة. إلا أن كل شيء سيعتمد على ما يراد مراقبته في ليبيا التي تبلغ مساحتها نحو مليون كلم مربع.

ويمكن القول إن المطلوب مراقبة قطاع بعمق مائة كلم على الشاطئ الليبي لأن 85% من السكان الليبيين يتمركزون فيها.

وبما أن طائرات أواكس تملك القدرة على المراقبة الفاعلة في دائرة شعاعها 200 إلى 250 عقدة بحرية (360 إلى 450 كلم) على علو منخفض، فإن جهازا واحدا منها موضوعا في مكان جيد جنوب إيطاليا يكفي لتغطية قوس يضم جزءا كبيرا من ليبيا أو على الأقل المنطقة التي تسيطر عليها قوات معمر القذافي. وتسيير طائرات أواكس هذه في طلعات ليلية ليس ضروريا مع العلم أن الطائرات الليبية غير قادرة على الأرجح على القيام بمهمات ليلية.

وفي حال الرغبة في تأمين مراقبة على مدار الساعة، سيسمح وضع 5 طائرات مزودة بأنظمة أواكس في صقلية على سبيل المثال بالاستغناء عن طائرات التموين.

لكن إذا تم الاكتفاء بـ3 طائرات أواكس لأسباب اقتصادية، فسيكون اللجوء إلى طائرات التموين لازما. وهذا الأمر سيتطلب جهدا كبيرا ومكلفا.

وإذا طالب الحلفاء إضافة إلى هذه المراقبة بمقاتلات لها قدرة على إسقاط طائرات ليبية في 5 دقائق، فإن أكثر من مائة طائرة من كل الأنواع يجب استخدامها يوميا.

وفي النهاية، إذا تم تحديد الوقت المطلوب لاعتراض الطائرات إلى 10 دقائق، فإن بضع عشرات من الطائرات كاف. لكن هذا سيترك فرصة ضئيلة لطائرات العقيد القذافي كي تشن ضربات قبل إسقاطها. ومن الضروري إذا أن تحدد الدول المستعدة للتدخل بداية درجة الإحكام الذي ستتميز به منطقة الحظر الجوي التي يريدونها! فضلا عن طبيعة المهمة وقاعدة الاشتباك فيها! قبل أن يتم تحديد حجمها.