خبر يُفخّمون شأن السعودية -معاريف

الساعة 09:25 ص|09 مارس 2011

 

يُفخّمون شأن السعودية -معاريف

بقلم: أيلي أفيدار

رئيس مفوضية اسرائيل في قطر سابقا

ورئيس منتدى "شرق اوسط حكيم"

(المضمون: لا يستطيع أي رئيس امريكي أن يسمح لنفسه باضاعة السعودية لان ذلك يعني انهيار الاقتصاد العالمي - المصدر).

        هل توشك أحجار الدومينو العربية التي تسقط واحدا بعد آخر أن تمس بأكبر ذخر استراتيجي للغرب؟ سيحبس قادة واقتصاديون في أنحاء العالم أنفاسهم في يوم الجمعة القريب – وهو الأجل المسمى لحملة الفيس بوك التي تدعو سكان السعودية الى الخروج لـ "يوم غضبهم".

        ظهرت بشائر انتفاضة في السعودية قُبيل نهاية شباط، لكنها لم تنجح في حشد زخم. ومن جهة اخرى ترفض موجة الاضطرابات في العالم العربي أن تخفت، وقد تابعوا في الاسابيع الأخيرة في قصر الملك السعودي عبد الله في قلق المظاهرات الشيعية في البحرين التي تهدد نظام الحكم السني في الدولة. اذا وقعت أحداث مشابهة في السعودية – وهي أكبر مصدرة للنفط في العالم – فان تأثيراتها قد تتجاوز كل ما رأينا في الاشهر الاخيرة. سيصعب على الأقلية الشيعية في السعودية جدا أن تسقط نظام الملك عبد الله، لكنها قادرة على انشاء عدم استقرار، وجعل المملكة تحصر عنايتها في نفسها وفي مصالحها، وأن تكون عنايتها بالدور الحيوي الذي تلعبه في الاقتصاد العالمي أقل.

        منذ عقد كانت واحدة من أبرز الجبهات في الصراع بين الاسلام المتطرف وحلفاء الغرب تتصل بسوق النفط. منذ القفزة الكبيرة لاسعار النفط في مطلع القرن الواحد والعشرين تحاول فنزويلا وايران استعمال أسعار النفط للمس بالاقتصاد الغربي. بل إن رئيس ايران نبّه مازحا الى أن سعر 100 دولار للبرميل يعني بيع سائل ثمين بثمن رخيص.

        في ايلول 2000 وصل أمير قطر مبعوثا من الامريكيين الى فنزويلا بقصد كف جماح تصريحات تشافيز المتعلقة بأسعار النفط ليؤثر هو بدوره في ايران ايضا. وكانت الشائعة التي انتشرت في قطر في تلك الايام أن الزيارة التي خُطط لأن تستمر ثلاثة ايام، انتهت في ساعات معدودة، بعد أن أهان تشافيز الحاكم القطري بل أسماه عميلا امريكيا.

        السعودية هي الثقل المعادل لتشافيز واحمدي نجاد. والسعودية، بخلاف دول اخرى، قادرة على زيادة انتاج النفط العالمي والحفاظ بذلك على ثمن منخفض. هذا ما فعله السعوديون في فترة حرب الخليج الثانية وهذا ما يفعلونه الآن: فمع نشوب الازمة في ليبيا أعلنت السعودية بأنها ستزيد الانتاج ليصبح تسعة ملايين برميل كل يوم.

        إن تهديدا شيعيا في الداخل، بالهام من ايران، قد يُغير قوانين اللعبة. قد أعلن الملك عبد الله بأنه سينفق 37 مليار دولار على شعبه لتهدئة النفوس في الدولة، وتصاعد الاضطرابات سيجعل هذا المبلغ يكبر أكثر.

        إن حقيقة ان الولايات المتحدة لم تدعم سائر نظم الحكم المعتدلة في الشرق الاوسط في الشهرين الأخيرين ستعزز فقط شعور ملك السعودية بأنه متعلق بنفسه فقط، وقد تجعله يتخلى عن اهتمامه باستقرار أسعار النفط. فهذه ستتأثر الآن بالمصالح السعودية الداخلية، لا بحلف الملك مع الغرب. وقد تكون النتيجة المباشرة ارتفاعا حادا آخر لسعر البرميل يُسبب جعل الانهيار المصرفي في نهاية 2008 يبدو مثل نزهة في متنزه.

        على هذه الخلفية يحسن أن نفهم تصريحات الامريكيين الاخيرة وفحواها انهم سيكتفون باصلاحات في الدول العربية، حتى وإن لم تستجب لمطالب المتظاهرين بالديمقراطية كاملة. اذا كان يوجد شيء لا يستطيع رئيس امريكي أن يسمح به لنفسه فهو إضاعة السعودية.