خبر هآرتس: « الانتفاضة لا ينقصها إلا شرارة »

الساعة 07:06 م|08 مارس 2011

هآرتس: "الانتفاضة لا ينقصها إلا شرارة"

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

كتب مناحيم كلاين، المحاضر في العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، في صحيفة "هآرتس" اليوم، أنه في ظل الثورات في العالم العربي وانسداد الأفق أمام الفلسطينيين، وإدراكهم أن الخلاص لن يكون عن طريق الولايات المتحدة فإن مسألة اندلاع انتفاضة لا ينقصها إلا شرارة لإشعالها.

 

وكتب أنه إذا نال جنوب السودان وتيمور الشرقية استقلالهما قبل الفلسطينيين، فإن ذلك يعني أن خطبا ما قد حصل، فمن غير الممكن المقارنة بين مكانة هذه المناطق، وبين المكانية الدينية والدولية لفلسطين. وبحسبه فهكذا يفكر بالتأكيد الفلسطيني الذي يجري حساب ربح وخسارة شخصية ووطنية منذ اتفاق أوسلو.

 

ويقول إن الانتفاضات ضد رؤساء متسلطين وملوك وسلاطين في مصر وشمال أفريقيا والجزيرة العربية تسبب عدم الارتياح للفلسطينيين؛ فكيف حصل وأن حققت الشعوب هناك إنجازات كهذه في مواجهة السلطة القامعة، في حين أن الفلسطينيين عالقون تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض على محمود عباس ما يفعله وما يجب ألا يفعله.

 

ويتساءل الكاتب عن النتائج التي يستطيع الفلسطينيون استخلاصها من الهزات التي تضرب العالم العربي، فالخلاص لن يأتي عن طريق الولايات المتحدة فهي لا تدعم أبو عباس رغم التنازلات الكبيرة التي قدمها، في حين كشفت وثائق "الجزيرة" مدى التنازلات التي قدمها عباس في المفاوضات مع إسرائيل، ولكنه لم يتلق أية مساعدة من واشنطن. وكأنما لم يكن ذلك كافيا، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن، وذلك بعد أن أذاقهم نتانياهو العلقم، وقام بتوسيع المستوطنات في القدس وفي سائر أنحاء الضفة الغربية.

 

ويتابع الكاتب أن أحداث الأسابيع الأخيرة تشير إلى أن التنازلات السياسية لا تجلب الدعم الأمريكي، وإنما انتفاضة غير عنيفة من قبل المواطنين. ويشير في هذا السياق إلى أن عباس قد عارض بشدة الاقتراحات التي طرحت في دوائر مختلفة لتنظيم انتفاضات شعبية غير عنيفة، وعملت قيادة السلطة وقدامى حركة فتح على فرض قيود واحتواء المظاهرات الأسبوعية التي تجري في بلعين وقرى أخرى، فهم لم يخشوا من صعود منافسين سياسيين فحسب، وإنما من التوجه نحو مواجهات عنيفة ستجلب للفلسطينيين الضرر، مثلما حصل في الانتفاضة الثانية. وبحسبه فإن ميزان القوى في المواجهات العنيفة هو لصالح إسرائيل، وأن لديها مصلحة في التوجه نحو العنف من أجل إخضاع الفلسطينيين.

 

ويضيف أن الوضع الآن مختلف، فالنموذج الناجح الذي يضعه المنتفضون (بدون العنف) في أنحاء العالم العربي والانضباط الذي يبدونه من الممكن أن يعلّم الفلسطينيين بأنه هكذا يمكن تحقيق إنجازات تاريخية. وفي حال لجأت إسرائيل إلى قمع المظاهرات الفلسطينية فسوف ترتسم على أنها تنضم إلى القذافي أو أحمدي نجاد.

 

ويخلص إلى أن عدم الارتياح في الشارع الفلسطيني كبير جدا. فاليأس من العملية السياسية ومن إسرائيل والولايات المتحدة يشمل دوائر واسعة. ويشير إلى وجود بنية تحتية تكنولوجية في المجتمع الفلسطيني، وفي الوقت نفسه يشير إلى أنه في أماكن أخرى حركت شبكة الانترنت والهواتف الخليوية المظاهرات الحاشدة. ويلفت إلى أن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع شباب انسدت الآفاق في وجوههم بسبب الاحتلال.

 

ويضيف أن الانتفاضة الثانية والقبضة الحديدية لإسرائيل صاغت العقد الثاني من حياة شباب العشرينيات ولقاءهم الأول بالسياسة. فالمستوطنات والجنود والحواجز والقيود على التحرك يعيشها الفلسطينيون يوميا، ولم ينقص سوى الشرارة التي ستشعل العملية.

ويختتم بالقول "العنوان مكتوب على الجدار".