خبر نتنياهو يعود الى عادته القديمة- هآرتس

الساعة 10:18 ص|08 مارس 2011

نتنياهو يعود الى عادته القديمة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

في نهاية الاسبوع الماضي كان يخيل أن التغييرات التي تحدث في الشرق الاوسط والضغط الدولي المتصاعد لتحريك المسيرة السياسية لم تجتز رئيس الوزراء.

        في لقاء مع كتلة الليكود في الكنيست صد نتنياهو الانتقاد له على الابطاء في وتيرة البناء في المستوطنات. وعلم انه قال في احاديث مغلقة ان الدولة ثنائية القومية ستكون "مصيبة على اسرائيل"، وانه لمنع ذلك فانه يبلور خطة سياسية، تحطم المأزق في المفاوضات. بل انه وعد المستشارة الالمانية بان قريبا سيعرض خطته في "خطاب بار ايلان 2".

        يبدو أن الامل في أن يكون نتنياهو قد فهم بان التسويف في القناة الفلسطينية لا يخدم المصلحة الاسرائيلية، كان مبالغا فيه. في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التشيلي سباستيان بنييرا، عاد نتنياهو والقى بالمسؤولية عن الجمود السياسي على الفلسطينيين. وادعى بان اسرائيل اتخذت خطوات عديدة لتقدم السلام وانها مستعدة للحلول الوسط فيما ان الفلسطينيين يعلقون آمالهم على تسوية مفروضة من الاسرة الدولية.

        ليس واضحا ماذا قصد نتنياهو بـ "خطوات عديدة لتقدم السلام": فهل قصد رفضه تجميد البناء في المستوطنات في اثناء المفاوضات على مصيرها؟ معارضته استئناف المفاوضات من المكان الذي توقفت عنده في عهد الحكومة السابقة، او على أساس حدود 67؟ مطالبته المتكررة بان تكون فلسطين الدولة العربية الوحيدة التي تعترف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي؟

        حسب شائعات عنيدة (لم تنفى)، فان "الحلول الوسط" التي ذكرها نتنياهو أول أمس تتعلق بخطة اساسها اقامة دولة فلسطينية على نحو 50 في المائة من اراضي الضفة. الاتفاق على الحدود الدائمة، التسويات في شرقي القدس ومشكلة اللاجئين ستؤجل الى موعد غير معروف. القيادة الفلسطينية عادت ورفضت الخطة، استنادا الى خريطة الطريق واعلان انابوليس اللذان قررا بان تؤدي المفاوضات الى انهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967، بل وعرضا جدولا زمنيا لتحقيق التسوية الدائمة.

        الخطب البديعة ودحرجة المسؤولية الى الاخرين ليس بديلا عن فعل سياسي جدي وشجاع. اذا لم يكن بوسع نتنياهو ان يمنع "المصيبة"، على حد قوله، فان عليه أن يعيد التفويض الى الجمهور.