خبر تكريم للدبلوماسيين- هآرتس

الساعة 10:15 ص|08 مارس 2011

تكريم للدبلوماسيين- هآرتس

بقلم: مريم شميرت

كانت سفيرة اسرائيل في فنلندا والنرويج

(المضمون: يواجه الدبلوماسيون الاسرائيليون في العالم اليوم مشاكل كثيرة بسبب صورة اسرائيل السيئة في الخارج لكن لا يعني هذا أن يتركوا عملهم ويُديروا ظهورهم لاسرائيل كما يطلب جدعون ليفي في مقالة سابقة - المصدر).

        كان ذلك منذ زمن. وكنت دبلوماسية ضئيلة الشأن في سفارتنا في هولندا، أوكل إلي الصحافة والاعلام. وكانت الايام ايام حرب لبنان الاولى وأحداث صبرا وشاتيلا. سألتني ابنتي ألا أنوي الاستقالة من وزارة الخارجية. وقد ثارت بي هذه الفكرة حقا. لكنه آنذاك غرس بي أحد كبار الصحفيين في هولندا – وهو من منتقدي اسرائيل – برؤيته الواعية الايمان بأن الغضب سيمر وأن دولتي تنتظرها ايام مختلفة فبقيت وهذا ما حدث.

        يطلب جدعون ليفي من الدبلوماسيين الاسرائيليين اتخاذ موقف سياسي معلن ("جوقة سفراء اسرائيل"، "هآرتس"، 6/3). منذ متى يشايع العاملون في وزارة الخارجية هذه الحكومة أو تلك؟ فالحكومات تأتي وتذهب، وتجري على أهداف السياسة الخارجية تحولات، ويتغير المحيط السياسي الذي يعمل الدبلوماسيون فيه. العمل السياسي الشخصي الوحيد للدبلوماسي الاسرائيلي هو في يوم الانتخابات في صندوق الاقتراع.

        الى جانب الأخطار التي يتعرض لها الدبلوماسي الاسرائيلي - واليكم مثالا مما جربت: ففي برلين داهم القنصلية التي رأستها عدد من الشبان الأكراد. أُطلقت النار عليهم وقُتلوا. وفي اوسلو خططوا لاختطافي وقطع عنقي – عليه ان يواجه بينه وبين نفسه اسئلة هوية وصورة المجتمع والدولة التي يمثلها، لكن هذه اسئلة تقلق كل مواطن مفكر نزيه.

        تضيق نفسه أكثر من مرة بالأمزجة العامة الكدرة وبالعنصرية لاسمها في بلدنا الكثيرة الأقطاب والطوائف. ويصعب عليه عدم وجود حوار بنّاء مع الفلسطينيين. لكن هل يوجد في هذا ما يدعو الى استقالة دبلوماسي مسؤول ذي خبرة، من وزارة الخارجية الاسرائيلية؟ هل النموذج الذي يُحتذى هو عدد من الدبلوماسيين الليبيين؟ وأي صورة ستكون لوزارة الخارجية في حكومات المستقبل اذا أصبحت الدبلوماسية سياسية واستقال أناس المهنة؟.

        الجمهور لا يُكشف له عما يُقال في نقاشات وزارة الخارجية – والكلام يُقال. قد اضطررت الى أن أقول للسفير أن مهمتي أن أعمل في اتزان مهني لا في طاعة عمياء. واحتججت على توجيه المدير العام لوزارة الخارجية آنذاك. وقُبل رأيي. كان السفير المندهش في ماضيه شخصا من "العائلة المقاتلة" وكان تعيينا سياسيا. هذا هو وجه الاشياء في النقاشات في وزارة الخارجية من جهة جوهرية.

        لا يعمل الدبلوماسي اليوم بالاعلام وحده كما يظن ليفي. فالدبلوماسي يعمل في حلبات مختلفة: فثمة الاتفاقات الاقتصادية والدفع قُدما بأهداف تجارية، واتفاقات تعاون في مجالات كالطيران والصحة والزراعة والقضاء وحماية البيئة والثقافة ومساعدة الدول النامية والدول في أزمات – وهذه قائمة جزئية فقط.

        الى جانب عدم وجود رؤيا في السياسة الخارجية الحالية، يجب على الدبلوماسي الاسرائيلي أن يواجه ايضا سلب اسرائيل شرعيتها في العالم. لكننا نرى ان حكومات اسرائيل تتغير ويبقى الدبلوماسيون الاسرائيليون. أتفهم الارتياح الذي يشعرون به عندما يتم التعبير عن الأفكار وتمكن المشاركة في العمل السياسي. هذا ما يشعر به الآن بيقين ايلان باروخ – وهو دبلوماسي ذو موهبة وتقدير. لكن هذا هو امتياز الدبلوماسيين الذين يقتربون من سن التقاعد أو استقالوا من وزارة الخارجية.

        المجتمع في اسرائيل مدين كثيرا لأناس وزارة الخارجية في الخارج، المكشوفين في الكوخ وهم العمود الفقري للدبلوماسية الاسرائيلية. أجل ليسوا كاملين كلهم، لكن المسافة من هنا حتى صبغ السفير الاسرائيلي بصبغة أن "مكانته منفوخة بالأهمية الذاتية"، والحديث عن "المنصب والفخامة والمنازل الفخمة" – كما يفعل ليفي في مقالته – طويلة.

        كان حظي حسنا إذ تركت العمل للتقاعد مع تغير الادارة ودخول افيغدور ليبرمان مكتب وزير الخارجية. اجل لا يمكن أن نفسر اعلاميا ما لا يقبل التفسير كما قال أحد كبار وزارة الخارجية قبل عقدين.