خبر أنقذوا الشعب الليبي من الهلاك ..د. محمد صالح المسفر

الساعة 09:12 ص|08 مارس 2011

أنقذوا الشعب الليبي من الهلاك ..د. محمد صالح المسفر

يقود معمر القذافي من طرابلس الغرب حرباً دامية ضد الشعب الليبي الشقيق، تحت شعار إما أحكمكم وإما أبيدكم. إن معمر القذافي حكم ليبيا لأكثر من أربعين عاماً لم ير الشعب الليبي خيراً طيلة تلك الأعوام، عائدات ليبيا من البترول يراها الإنسان الليبي تتناثر في كل مكان وتنفق فيما لا يعود بالنفع العام لا للشعب الليبي ولا للشعب العربي ولم يكن آخرها دفع 2.5 مليار دولار أي عشرة مليون دولار لكل كرسي في تلك الطائرة الأمريكية التي أسقطها معمر القذافي فوق الأراضي الاسكتلندية عام 1988، وبعدها أسقط الطائرة المدنية الفرنسية فوق النيجر عام 1989 ودفع من أموال الشعب الليبي ملايين الدولارات تعويضاً لإسقاط تلك الطائرة، فماذا كان العائد على أهلنا في ليبيا غير الحصار والتجويع والحرمان لكل الشعب الليبي.

 

في السابع عشر من فبراير انطلق الشعب الليبي العظيم في ثورة سلمية شعبية جامعة عمت كل أصقاع الفضاء الليبي ليتخلص هذا الشعب المحروم والمغبون من نظام حكم القذافي وأسرته الباغية، لكن نظام الظالمين (القذافي) أبى أن يستجيب لإرادة الشعب كما فعل بن علي في تونس ومن بعده حسني مبارك في مصر وراح يصب جحيم سلاحه الفتاك من الطيران والمدفعية الثقيلة والدبابات والصواريخ على كل المدن والقرى الليبية التي ترفض البقاء تحت سلطان ملك ملوك إفريقيا القذافي مستعيناً في ذلك بجحافل من المرتزقة الأفارقة الذين كان يعدهم إعداداً عسكرياً مجربين في كل حروب إفريقيا الأهلية بتمويل ليبي واليوم حان استثمار تلك الجحافل المقاتلة ضد الشعب الليبي.

 

(2)

 

في الوقت الذي يطالب الشعب الليبي المجتمع الدولي بإغاثته بالمال والسلاح والإمدادات الطبية كأدوية ومستشفيات ميدانية وأطباء نرى المجتمع الدولي خاصة المجتمع العربي جالساً أمام شاشات التلفزة متفرجين على مجازر القذافي التي يرتكبها مرتزقته وجيش العائلة (كتائب القذافي) ضد الشعب الرافض لهيمنة القذافي فلا نرى مستجيباً إلا من دولة عربية أو دولتين على الأكثر التي تحاول إرسال بعض الإمدادات التموينية والأدوية، المجتمع الليبي يريد مستشفيات ميدانية وأطباء في كل التخصصات وثلاجات حافظة للموتى، ومولدات كهربائية لاستمرار التيار الكهربائي لحفظ محتويات تلك الثلاجات وكذلك غرف العمليات الجراحية لأن النظام الليبي سيحرم الشعب من الكهرباء.

 

إنه من المؤسف جداً أن نرى المجتمع الدولي يغلق كل الأبواب في وجه القذافي وأسرته فهو ممنوع من السفر إلى خارج ليبيا، وهو مطلوب أمام محكمة الجنايات الدولية، وإن ادخاراته في الخارج مجمدة الأمر الذي يدفعه إلى الاستماتة في ليبيا لأنه ليس له إلا الحياة حاكماً لليبيا أو مقتولاً على ترابها. إن المطلوب في هذه الساعة وبعد اتخاذ تلك القرارات آنفة الذكر تجاه القذافي مطلوب وعلى الفور فرض حظر جوي على سماء ليبيا يشمل الطيران الحربي وكذلك طائرات الهليكوبتر المسلحة وبمشاركة عربية على أن يكون لقيادة فريق الحظر الجوي الحق في إسكات مصادر نيران مرتزقة القذافي الثقيلة. ذلك الأمر مطلوب فوراً وبلا تردد، وكذلك على دول حلف الناتو وبعض الدول العربية التشويش على اتصالات القيادة الليبية السلكية واللاسلكية لمنعه من التواصل مع مرتزقته المسلحين، وأشير هنا إلى أن كلا من مصر وسوريا والسعودية والجزائر يملكون قوات بحرية عسكرية ومطلوب تواجدهم على السواحل الليبية خاصة أمام المناطق المحررة من سيطرة القذافي لتقديم الدعم الكامل وبكل أشكاله إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي في مدينة بنغازي الممثل الشرعي للشعب الليبي.

 

على الدول العربية والمجتمع الدولي اتخاذ كامل التدابير السياسية والعسكرية تجاه الدول التي تسهل عمليات تجنيد مرتزقة بهدف إرسالهم إلى ليبيا لنصرة القذافي براً أو جواً أو بحراً. إن انتصار الثورة الشعبية في ليبيا وإسقاط حكومة الاستبداد والفساد ينهي دور تنظيم القاعدة. إن بقاء نظام حكم معمر القذافي وعلي عبدالله صالح في اليمن يوفران ملاذاً آمناً لخلايا الإرهاب وتنظيم القاعدة الذي يرعب أوروبا. إن القول إذا انتصرت الثورة الشعبية في ليبيا فإن آلاف الناس سيجتاحون أوروبا انطلاقاً من ليبيا. ولن يستطيع أحد إيقافهم قولاً مردوداً عليه، إنه في ظل الاستبداد والفقر والظلم الذي يمارسه القذافي ستكون ليبيا مجالاً لانطلاق الهجرات غير الشرعية إلى أوروبا، ولن يكون هناك قرصنة بحرية في المتوسط ولن يهاجم الأسطول السادس الأمريكي فيه كما يجادل القذافي. إن القذافي يستخدم القاعدة والهجرات الغير شرعية إلى أوروبا والقرصنة البحرية في المتوسط لتخويف أوروبا من الثورة الشعبية ضد حكمه. إن الكاتب يقول بكل ثقة في حال سقوط نظام القذافي فإن الشرق الأوسط وإفريقيا وكذلك جنوب أوروبا سيعيشون في أمن وسلام بلا تهديد ولا تربص بالآخرين.

 

آخر القول: مطلوب دور عربي لنصرة شعب ليبيا في مواجهة المستبدين الظالمين الفاسدين وإلا ستندمون كما أنتم نادمون على ما فعلتم بالعراق.

 

صحيفة الشرق القطرية