خبر بيت حنينا ...البلدة المنسية بين جدارين تواجه قرارات الهدم الجماعي

الساعة 05:43 م|07 مارس 2011

بيت حنينا ...البلدة المنسية بين جدارين تواجه قرارات الهدم الجماعي

القدس المحتلة – فلسطين اليوم "خاص"

إلى الشمال من مدينة القدس المحتلة تقع بلدة بيت حنينا المقدسية، و التي قسمها الجدار العازل إلى قسمين، الأول داخل ما يسمى بحدود القدس الكبرى، حسب التصنيف الصهيوني، و الثاني خارج الجدار و المهدد سكانه بسحب هوياتهم المقدسية و تهجيرهم.

فالبلدة التي يقطنها 120 ألف مقدسي، تواجه ما تواجه جميع البلدات المقدسية داخل الجدار و خارجه، فمن جهة تهدد بلدية الاحتلال المقدسيين خارج الجدار بالطرد من المدينة و سحب حقوقهم بالعيش فيها، و من جهة أخرى تهدد من داخل الجدار بالملاحقة اليومية لهدم منازلهم و فرض ضرائب باهضة عليهم.

وتقع بيت حنينا إلى الشمال من مدينة القدس، و في العام 1980 قسمت بلدية الاحتلال البلدة إلى قسمين حسب مخطط "القدس الكبرى، فكانت بيت حنينا الفوقا و بيت حنينا التحتا، و فصلت بشارع استيطاني، و مع بداية بناء الجدار العازل حول المدينة في العام 2002 فصل شقي البلدة بالجدار العازل، دون مراعاة للتواصل الجغرافي، حيث تتركز مراكز الخدمات الصحية و التعليمية في الق العلوي من البلدة الأمر الذي حول حياة السكان هناك الى جحيم.

ومع بدء بناء الجدار العازل و الإعلان عن مخططات بلدية الاحتلال بسحب البطاقات المقدسية من السكان خارج الجدار اضطر الآلاف من الأهالي الى الانزياح الى الشق العلوي" داخل الجدار" و البناء هناك، و مع رفض البلدية إعطاء التصاريح اللازمة للبناء، اضطر الآلاف منهم الى البناء غير المرخص، و الذي تهدده سلطات الاحتلال الآن بالهدم.

هذا الأمر جعل 125 منزلا مهددا بالهدم في البلدة، و تشريد الآلاف من المقدسيين و سحب بطاقاتهم المقدسية و حقهم بدخول و الإقامة بالمدينة المحتلة.

ويوم أمس سلمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال 14 عائلة مقدسية تقيم في بناية "برج الرشيد" إخطارات بهدم البناية وتشريد مائة مواطن، أغلبهم من الأطفال، يقيمون في هذه الشقق، بحجة مخالفة شروط البناء.

وقبل أسبوع سلم موظفي البلدية أصحاب 24 شقة سكنية في برج الأمراء المجاور إخطارات بهدمها لنفس الحجة، و ليس ببعيد أنذرت الطواقم ذاتها 45 عائلة من حي العقبة بالبلدة بهدم منازلها أيضا.

يقول محافظ القدس عدنان الحسيني، ان مشكلة بلدة بيت حنينا جزء من مشكلة البناء في الشق الشرقي من مدينة القدس المحتلة بشكل عام، حيث تعاني هذه المنطقة من الإهمال و محاولات التهويد و المصادرة من قبل بلدية الاحتلال.

و تابع الحسيني:" سلطات الاحتلال ومنذ احتلال الشق الشرقي لمدينة القدس المحتلة تمنع عمل تنظيم هيكلي لأي من أحياء و البلدات فيها، وتطالب المواطنين أنفسهم بعمل هذه المخططات،و التي تكلفهم أموالا باهضة، و في نهاية الأمر ترفضها ولا تصادق عليها".

هذا الأمر جعل السكان يضطرون للبناء غير المرخص لتأمين حاجتهم السكنية، لتعود البلدية بتهديدهم بهدم منازلهم، الأمر الذي جعلهم بوضع نفسي سيئ جدا نتيجة خوفهم الدائم للطرد من منازلهم و هدمها.

و اعتبر الحسيني ان هذا الأمر مخطط له من قبل القائمون على البلدية، الذين يسعون لجبي المزيد من الأموال نتيجة الضرائب و الغرامات المالية العالية التي تفرضها على السكان المخالفين.

و أشار الحسيني إلى أن بلدية الاحتلال تعتبر ثلث منازل المقدسيين غير مرخصة و تهددها بالهدم، هذا الأمر يشير بوضوح إلى أن بلدية الاحتلال تسعى لتنظيف المدينة من الفلسطينيين بالكامل.

وشدد الحسيني أن مواجهة هذه القرارات تحتاج إلى قرار سياسي عربي و إسلامي لوقفه، و ليس لمعالجات فردية لمنزل هنا و منزل هناك، و أن الجهات الدولية تتحرك فقط باتجاه الإدانة و كتابه التقارير التي لا تقدم ولا تأخر، و المطلوب هنا "قرارات تمنع دولة الاحتلال من التدخل بشؤون المواطنين تحت الاحتلال".