خبر كيف يمنع فراغ سياسي؟ -إسرائيل اليوم

الساعة 09:49 ص|07 مارس 2011

كيف يمنع فراغ سياسي؟ -إسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: يمكن ملء الفراغ السياسي من خلال استعادة نجاد مؤتمر مدريد وعقد مؤتمر مشابه له في موعد الذكرى العشرين له، على أساس سلام مع سوريا وم.ت.ف في خطوط هدنة 1949  - المصدر).

من الصعب ان يكون المرء خبيرا في هذا الاوان. الكثير من المستشرقين يشعرون أنفسهم مثل الخبراء في الشؤون السوفييتية في نهاية الثمانينيات. النظام القديم يتضعضع، ولا يزال لا يوجد نظام جديد، وليس لاحد أي حاجة للخبرة التي تعرف كيف تشرح ما معنى حقيقة أن فلان ابعد عن الصف الاول من على شرف الكرملين في يوم الثورة.

شيء واحد واضح – بقدر ما يكون فيه الجمهور الغفير في الدول المجاورة لنا اكثر مغزى في تحديد السياسة، هكذا سيصعد النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الى مكان اعلى في سلم الاولويات. اذا ما استمر الفراغ السياسي، فمن شأن هذا ان تكون له اثار على مستوى العنف في المنطقة. هذا كفيل بان يكون ريح اسناد للارهاب.

تعبئة الفراغ الحالي من خلال خطوة سياسية هو حاجة الساعة التي تتجاوز حتى الاهمية الجوهرية للسلام الذي يضمن اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. لا يمكن المواصلة لزمن طويل في الجمود السياسي، دون صلة بمسألة من المذنب فيه.

الخطوة المرغوب فيها أكثر من أي خطوة اخرى، في نظري، هي المحاولة لاستئناف المفاوضات مع م.ت.ف على خلفية تجميد البناء في المستوطنات، والاستعداد للفحص مع عباس الامكانية للوصول  الى اتفاق على نمط مبادرة جنيف. مبادرة جنيف لا تتضمن ارئيل، في الخريطة المستقبلية لاسرائيل، وهي تنقل القدس الشرقية، باستثناء الاحياء الاسرائيلية التي اقيمت فيها الى ايدي الفلسطينيين.

كوني أفترض بان حكومة نتنياهو غير مستعدة لاتفاق سلام كهذا، وكوني اقدر بان الفلسطينيين لن يكتفوا باقل من ذلك، فالبديل يمكن أن يكون تطبيق المرحلة الثانية من خريطة الطريق: اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وبدء مفاوضات على التسوية الدائمة مع الدولة الجديدة.

كمبدأ، هذه الخطوة كفيلة بان تكون أكثر راحة للحكومة الحالية، ولكن اصعب بكثير للفلسطينيين. للامتناع عن تثبيت المؤقت يحتاج الفلسطينيون الى عرض واضح للافق السياسي المتوقع لهم. مشكوك ان يكون بوسعهم ان يحصلوا على ذلك من حكومة نتنياهو.

الامكانية الثالثة هي استغلال مرور 20 سنة على مؤتمر مدريد في 30 تشرين الاول 2011، وعقد مؤتمر مدريد الثاني في هذا الموعد.

تروي الاساطير بان على الاقل الاسد وشمير وافقا على المشاركة في المؤتمر فقط لان كل واحد منهما كان مقتنعا بان نظيره لن يوافق على المشاركة فيه. ولكن سواء كان هذا هكذا ام لا، الحقيقة هي أن المؤتمر افتتح ببهاء وفخار.

يمكن محاولة استعادة هذا النجاح، محاولة تحريك المسيرة من جديد. في الاشهر القريبة القادمة يمكن التركيز على اعداد الدعوة. هذه المرة ستكون حاجة للاشارة فيها الى أن هدف المحادثات هو الوصول الى سلام مع سوريا ومع م.ت.ف على اساس خطوط الهدنة بين اسرائيل والاردن وسوريا في 1949. الهدف الواضح مع الفلسطينيين سيكون اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وفي غزة. وستكون هناك بالتأكيد خلافات غير بسيطة في الطريق الى الصياغة النهائية، ولكن يحتمل ان تكون هذه مهمة أسهل مما كانت لبيكر قبل عشرين سنة، وذلك لان الحلول اليوم معروفة للجميع.

الامكانية الثالثة عملية في نظري. اما مقتنع بانه يجب العمل الان وعدم الانتظار. يوم ميلاد مؤتمر مدريد الاول العشرين كفيل بان يكون سببا وجيها للتحرك.