خبر رأس بلا قلب -يديعوت

الساعة 09:41 ص|07 مارس 2011

رأس بلا قلب -يديعوت

بقلم: سيما كدمون

حين تنظر هذا الصباح في المرآة، سيدي رئيس الوزراء، اسأل نفسك ماذا يفعل اليوم نحو مليون ونصف مواطن في دولتك بحاجة ماسة الى مساعدة العاملين الاجتماعيين كحاجتهم الى هواء التنفس. ليس انطلاقا من الدلال. ليس كترف. بل انطلاقا من حاجة اساسية، وجودية، يائسة.

اسأل نفسك، سيدي رئيس الوزراء، واذا كنت لا تستطيع أن تعرف وحدك، فاسأل سارة، التي تعرف الموضوع عن كثب، ماذا تفعل هذا الصباح الامهات للاطفال في خطر، واللواتي حياتهن اصعب من أن تحتمل حتى دون ذلك، وان اضراب العاملين الاجتماعيين تجعل هذه الحياة لا تطاق.

فكر كيف سيكون يوم عجائز يحتاجون الى مساعدات الاغاثة، مرضى بالذهان، مقعدون، نساء مضروبات – دون مساعدة هؤلاء العاملين في المستشفيات، في مكاتب الرفاه الاجتماعي، في السلطات المحلية، في قسم اعادة التأهيل. ماذا سيفعل اليوم، غدا وحتى نهاية الاضراب العادل هذا ذاك الجمهور المحتاج، الذي لا يسمع صوته، وشعاع نوره، الامل الوحيد في التسهيل قليلا على حياته اليومية، هم اولئك العشرة الاف عامل اجتماعي في القطاع العام الذين كل ما يطلبونه هو أن يعيشوا بكرامة.

هؤلاء اشخاص كان بوسعهم أن يتعلموا أي مهنة كانت، ولكن انطلاقا من الاحساس بالغاية والرسالة اختاروا المهنة المتآكلة وعديمة الشهرة هذه، التي جمهورها المستهدف هم اناس كادحون، معظمهم من الطبقات الفقيرة، ممن قست بهم الحياة.

هل هذا هو الجمهور، سيدي رئيس الوزراء الذي على ظهره كنت تريد ادارة الحروب؟ هل بالذات عديمو الوسيلة هؤلاء يدفعونك لان تستعرض العضلات؟ الا تجد في المجتمع الاسرائيلي أي قطاع آخر يكون أكثر نزاهة ادارة حروب الاجور ضده؟ ولماذا بالذات اولئك العاملين الاجتماعيين هم الذين تحولوا في نظر وزارة المالية الى هدف سهل بهذا القدر؟ هل هذا لان مهنتهم هي ذات رسالة، حاجة نفسية حقا، وبالتالي يمكن استغلالهم. ام ربما لان الحديث يدور عن مهنة يعمل فيها اساسا النساء، اللواتي رواتبهن هامشية في نظر رجال المالية وربما – وهذه امكانية اشد خطورة – هذه المعاملة تنبع من أن العاملين الاجتماعيين يخدمون جمهورا غير عنيف، صوته في الصحراء، دون علاقات عامة ودون اهتمام اعلامي. إذ ان كل طفل يعرف لو كان هذا الاضراب في المطار، في شركة الكهرباء او في أي قطاع قوي آخر – لكنت منذ زمن بعيد تنازلت مثلما فعلت في الماضي.

وكم سيكلف حل هذه الازمة؟ 160 مليون شيكل؟ في دولة ميزانيتها هي 350 مليار تعد هذه قروشا قليلة جدا، ولا سيما اذا أخذنا بالحسبان الخدمة التي تقدم هنا. اذا كان يراد التقليص، فيمكن مثلا الغاء عدة مكاتب لنواب وزراء او وزراء بدون حقيبة. وكبديل يمكن القطع من المنح الدراسية لطلاب الدين. اذا كان يراد حقا، ولكن حقا، يمكن ايجاد رزمة تمول هذه الخدمة الهامة جدا.

اسأل نفسك، سيدي رئيس الوزراء، واذ لم يكن هذا بكاف، فاستشر زوجتك، اذا كان هذا ما تريده ان يذكر من عهد ولايتك: اضراب طويل، منهك، أليم على ظهر عديمي الوسيلة. على حساب الاطفال في خطر.

ولا تنتظر، سيدي رئيس الوزراء، عليك منذ الان ان تعرف ماذا يحصل عندما يكون هناك اضراب عادل. امس كان هؤلاء هم الفنانون المتجندون. ماذا ستفعل حين يخرج الى الشوارع كل اولئك الذين يحتاجون الى المضربين – ذات المليون ونصف شخص الذين لا ترى وجوههم، ولا تسمع اصواتهم ولا تعرف مأساة كل واحد منهم.

إذن لا تنتظر، سيدي رئيس الوزراء. فاذا كان لا بد ان تستسلم، فلماذا ليس من أجل هدف سامٍ بهذا القدر.