خبر ما يفكر به، يقوله (ويفعله؟)- يديعوت

الساعة 09:26 ص|06 مارس 2011

ما يفكر به، يقوله (ويفعله؟)- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

لا يوجد في العالم منصب صعب، مركب ومعقد أكثر من منصب رئيس وزراء في اسرائيل. من جهة، صلاحياته أعلى أكثر، كما يقال، من صلاحيات الرئيس الامريكي. من جهة اخرى، لا يمكنه أن يتحرك حتى ولا سنتمتر واحد الى أي جهة دون قول او على الاقل صمت من "البيت الابيض". في يده، وفي يده فقط تقريبا، الحياة والموت، الحرب والسلام في الشرق الاوسط. وهو، اذا ما تصرف بعدم حذر، من شأنه أن يضرم نارا كبرى من أول العالم حتى آخره. مشوق أن نخمن ونعرف ماذا يفكر، ماذا يقول وماذا يفعل او سيفعل، اذا ما فعل على الاطلاق.

نتنياهو يفكر، اولا وقبل كل شيء، بان التغطية الاعلامية ترفع انجازاته وانجازات حكمه: عدد القتلى في العمليات المعادية هو الادنى منذ عشر سنوات، يقام جدار في الجنوب، النمو الاقتصادي اعلى من كل دول الـ OECD، البطالة قلت، زاد الاستثمار في التعليم العالي، خصص 30 مليار شيكل للبنى التحتية.

نتنياهو يفكر بانه في ضوء "عصف المحيط" مؤخرا، عليه ان يشدد الشروط الامنية في كل اتفاق متوقع مع الفلسطينيين. وان علينا، في كل اتفاق، ان نحافظ على غور الاردن كفاصل بين النهر، الدولة الفلسطينية واسرائيل. أن علينا الخوف من سيطرة ايرانية على العراق وتسلل من هناك الى الاردن، الى خط النهر بل حتى الى داخل الدولة الفلسطينية. قوات ناتو على خط الاردن؟ الناتو انسحب من كل مكان كان فيه، وفقط خط فاصل مثلما يوجد في كوريا ومثلما كان في المانيا يمكنه أن يوفر الامن. أن صد ايران، بما في ذلك قوتها النووية، يسبق كل تسوية. ان كل الدول المحبة للحرية تحتاج الى التحالفات بينها وبين نفسها. ان في نيته أن يدفع المزيد من المال نحو جهاز الامن، المزيد من المنظومات الدفاعية، للدفاع عن النفس في وجه التهديد الايراني وتضعضع النظام في الشرق الاوسط. انه يجب الفحص بسبع عيون التأهب والاستعدادات في قيادة المنطقة الجنوبية وفي قيادة المنطقة الوسطى.

نتنياهو يفكر بان سلم اولويات دولة اسرائيل يجب أن يكون الان كالتالي: 1. ايران وفروعها. 2. الاستعداد الامني. 3. استمرار النمو الاقتصادي. 4. ترتيبات مع الولايات المتحدة تمهيدا للسلام مع الفلسطينيين. وهو، بالمناسبة، فخور جدا بالحلف الجديد مع اليونان والذي كان عقده في اللقاء مع رئيس وزراء اليونان.

وماذا يقول نتنياهو؟ كخبير ومجرب فانه يعرف بان كل قول له يفحص بالمجهر في كل مكان في العالم، وعلى الرغم من ذلك فانه (لا يزال علامة استفهام) مدمن على الاعلام كمن هو مدمن على المخدرات. الاهم بالنسبة له: "ماذا سيقولون؟" عنه، بالطبع. مهم له الحذر في كل خطوة فعلها وسيفعلها. في مقابلة مع "الجارديان" البريطانية في نهاية شباط روى بانه عندما كان طالبا معماريا، عُرض على الطلاب جسر كبير، مثير جدا للانطباع. فقط عندما فحصوا جيدا مبنى الجسر، لاحظوا الشقوق المجهرية في جدرانه. في النهاية، انهار الجسر. والمشبه به؟ واضح جدا.

نتنياهو يقول ان معظم الحروب اندلعت من حالة السلام، أن فقط أو تقريبا فقط المصالح هي التي تبقي الدول، وأن فقط الترتيبات الامنية تمنحنا الهدوء والسكينة. وعليه، وبالتأكيد، في اعقاب الاحداث الاخيرة حولنا، فانه يرى اهمية عليا في الحاجة الى التجريد من السلاح وقدرات الحماية اذا ما وعندما نصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. من ناحيته، الاردن هو دولة فاصلة حيال ايران مثلما هي صحراء سيناء حيال مصر، واقامة دولة فلسطينية في الاردن، لا سمح الله، هي خطر كبير علينا. وقد عجب من الامريكيين لعدم مسارعتهم الى اقتراح "مشروع مارشل" على المصريين وبتعبيره: "وورن بافت وبل غيتس يتبرعان بالمليارات للادوية – والوضع الان حولنا هو مرض". خلاصته: "العاصفة حولنا ستصيبنا".

على سؤال هل ومتى ستستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين، يجيب رئيس الوزراء بالقول: "الفلسطينيون دوما يريدون شيئا اضافيا". الفلسطينيون يقولون الان لانفسهم: نحن لا حاجة بنا الى عمل شيء. دوما سيتهمون اسرائيل. وهو يذكر مطالبتهم الاخيرة بمعاليه ادوميم وحي هار حوما، ويبتسم. نتنياهو يقول ان العالم ينقض علينا بمقاييس تختلف عن الماضي: "دولة اسرائيل بقيادة نتنياهو. الرأي العام الدولي يبحث الان تحت الفانوس – والفانوس هو نحن، دولة اسرائيل. لا يصدق"، يقول، "ليبيا كانت ضوا في مجلس الامن لحقوق الانسان. ليبيا؟" العالم موحد ضدنا؟ العالم كان موحدا ضد اليهود قبل الكارثة ايضا.

وماذا يفعل نتنياهو؟ انه يفهم بان العالم يتوقع منه "توفير البضاعة"، ولكن ليس في نيته "ان يتخلص من الفلسطينيين باتفاق، كي يحصل هنا على الايرانيين".  في نيته كان القاء خطاب امام المجلسين، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، في واشنطن ولكن: 1. هو غير مقتنع بان الامريكيين سيسمحون له بالوصول الى المكانة عظيمة الصدى هذه دون أن يعرفوا مسبقا مضمون خطابه الذي يجب – برأيهم – ان يسير شوطا بعيدا نحو الفلسطينيين. 2. موعد الخطاب هو بعد نحو ثلاثة اشهر وفي الشرق الاوسط العاصف، الكثير يمكن أن يتغير حتى ذلك الحين.

نتنياهو يفهم بان عليه أن يتحدث قبل ذلك، قبل ذلك بكثير. غدا، ان لم يكن أمس. وماذا سيقول؟

أوه، عدنا الى سؤال: ماذا يفعل نتنياهو؟