خبر طفل يتواصل مع العالم عبر الفيسبوك من داخل غرفة زراعية « مصور »

الساعة 07:32 ص|06 مارس 2011

خانيونس : طفل يتواصل مع العالم عبر الفيسبوك من داخل غرفة زراعية

فلسطين اليوم –غزة (مثنى النجار)

يقضي الطفل محمد أبو زيد 11 عاماً في الصف الخامس الابتدائي عدة ساعات على جهاز الكمبيوتر في اللعب إلى جانب متابعة صفحة الفيس بوك الخاصة والتي تحتوي على 249 صديق له وتحمل صفحته بالفيس اسم "حبيب الملايين ".

مقهى "الانترنت" الذي أقامه الشاب عيد أبو شباب 21 عاماً وهو من عشيرة بدوية من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة , يعتبر الأول في تلك المنطقة المحافظة على عادتها وتقليدها.

على مساحة سبعة أمتار عرض وبداخل غرفة زراعيه صغيرة يبلغ طولها خمسة أمتار أقام المواطن أبو شباب مقهىً للانترنت وذلك لخدمة أبناء منطقته التي يطلق عليها أسم "الشهيد إبراهيم أبو عويله" الذي استشهد عام 2002 برصاص الاحتلال الإسرائيلي والواقعة في السطر الغربي شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع.

بالرغم من أن المنطقة التي يقطنها أبو شباب نائية  ولكنها لم تقف حائلا أمام ولعله بالشبكة العنكبوتية (الانترنت) وسعيه لنشرها بين سكان قريته حتى وإن كان في خيمة زراعية , يقطن سكانها على مساحاتٍ من الأراضي الحكومية قرب المحررات,في وقت يتردد شبابها وأطفالها لذلك المقهى في خطوة يجد فيها البعض قضاءً لوقت الفراغ لديهم .

 

"شيكل" واحد يكفي لقضاء ساعة بأكملها ويشغل أغلب الأطفال في اللهو على عدد من الألعاب التي جلبها لهم صاحب المقهى,مشيراً إلى أنه يقدم خدمة بسيطة للسكان الذين يحرمون من مراكز الحاسوب والانترنت في المكان.

ووصف أبو شباب خلال حديث خاص "لفلسطين اليوم" مكونات مقهى الانترنت بالقول:" يتكون المقهى المتواضع المقام بتكلفة بسيطة من الحديد الذي يلفه النايلون المقوي من جميع جوانبه لقلة الموارد المالية وصعوبة وجود مواد للبناء بسبب الحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة منذ ثلاثة أعوام ونصف,إلى جانب تمكين جوانبها ببعض الحجارة لوقايتها من تقلبات الأجواء .

وأكد أن الفكرة بدأت منذ أربعة أعوام بثلاثة أجهزة حاسوب إلى أن تطورت بجلب عددٍ أخر نتيجة الحاجة ,منوهاً إلى أنها تكفي نوعا ما متطلبات رواده, معتبراً أن فكرته تحظى باهتمام إقبال شديد من قبل سكان المنطقة بحيث أصبح هذا المقهى الملاذ الوحيد أمام الأطفال وغيرهم ممن يتلقون الخدمة.

ويعيش في هذه المنطقة قرابة ألفى نسمة غالبيتهم من البدو مثل عائلة:"أبو شباب,أبو عابدين ,أبو عراج ,أبو بكرى وأبو يوسف ,أبو جوعيد ,والجلاد وغيرهم ويسكن اغلبهم في بيوت مسقوفة "بالأسبست" و"الزينجوا" ،وقليلاً من بيوت الباطون ,ويعتمد سكانها على الزراعة ورعي الأغنام في حين يلجأ طلبتها إلى مدرسة حكومية قريبة وهي "مدرسة عيد الأغا" .

ويقبل طالب الثانوية العامة سلمان جمعة 17عاماً على المقهى للاستفادة من الانترنت في البحث عن أسئلة الامتحانات القديمة والتي تمكنه من الدراسة لامتحان الثانوية العامة حيث أنه سيعيد تقديم الامتحان لمادتي الانجليزي والحساب بعد رسوبه العام الماضي.

ولم ينكر سلمان هوايته للرياضية ,مؤكداً أنه يلجأ للمقهى كذالك للتصفح في بعض المواقع الرياضية والتعرف على نتائج المباريات ,حيث أنه يتابع الدوري الاسباني ويشجع فريق ريال مدريد.

وتعتبر مقاهي الانترنت إحدى الوسائل الهامة التي يستخدمها الشباب والأطفال للاتصال بشبكة الانترنت وتجاوز صعوبات الاستخدام من المنزل خاصة العقبات المادية, كما تنتشر في القطاع ظاهرة المحال التي تخصص أجهزة الحاسوب لديها للألعاب القتالية وسباق السرعات ما يجذب الأطفال بشدة.

وبعين يملؤها الأمل يتمنى صاحب المقهى أبو فريد أن تشهد منطقته تحسناً أفضل يرفع من مستواها لتصل إلى التطور الذي تشهده المناطق الأخرى ,داعياً في ختام حديثه إلى ضرورة الاهتمام ومساندة فكرته وتقديم يد العون من أجل تطوير ودعم المقهى بشكل كامل.

 

مقهى


مقهى


مقهى


مقهى