خبر حفظ الحُلم وتخزينه !! .. ميرفت صادق

الساعة 07:45 م|04 مارس 2011

حفظ الحُلم وتخزينه !! .. ميرفت صادق

 

تقول صديقة "من الورد في شيء": ما كنت لأصدّق لو أخبرني أحدهم بأن هذا الزمن العربي سيأتي وأنا فيه!

 

تضيف دهشتها هذه إلى وصف ساقه الدكتور إسماعيل الناشف قبل أيام في إحدى الندوات بعنوان:" الثورات العربية حدث كوني"، حين قال: العربي يعيش اليوم مذهولاً، ما يحدث فاق ما حلم به يوما!

 

أَتذَكّر هذا الذهول كل صباح، حين أبدأ هوسي الجديد في الشهر الأخير، في زمن الثورة السعيدة، حين أبدأ بجمع المقالات والمشاهد المصورة والمقابلات، لأحفظها في مكان قصيّ بعيد عن العبث أو الضياع في ذاكرة مهتزة... وكأنه حلم علينا أن نحرسه للمستقبل القادم!

 

أفكّر، سنعود يوما للبحث عن تفاصيل هذه الأيام، وعلينا وعيها وحفظها مصورة في قلوبنا وعقولنا ثم في رفوفنا وخزائننا، وحتى في أذهان صغارنا الذين يتساءلون بقدر بسيط من الفهم العصي على الكبار:" مش رحل مبارك، ليش لسة في ثورة؟!".

 

لا يدري الصغار أننا نعود، معهم إلى "مقاعد الابتدائي" لدراسة التاريخ العربي من جديد، ونحن الذين استُهلِكت عقولنا في فجائع سميت "مناهج التاريخ العربي" في صفوف طويلة من الاستغباء والاستغفال.

 

تمر في خاطري اليوم، دروسنا عن "الثورة العربية الكبرى" التي تناقلتها سنوات المنهاج الأردني من مريولنا الأزرق مرورا بالأخضر وحتى استفاق الصراخ العربي حديثاً.

 

أهز رأسي بقهر... كم غرروا بنا!.. كنا أطفالا وكبرنا مع ذاك الشك الصامت بأن ما لقنونا إياه مجرد هباء، لم نكن على صغرنا نصدق "تاريخهم المزور"... وكان على تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين... أن يثبتوا "صحة تاريخنا العربي"، وأن يعيدوا صياغة رواية الثورة العربية الكبرى بحقٍ وأمام أعيننا بلا "مونتاج" ولا "إضافات رسمية مقصودة".

 

وفي هذه الأيام، نحيك الحكايا ونسميها "كان يا ما كان ثائر عربيّ من هذا الزمان"، ونكتب الأخبار عن ثوار، ونصنع الكعك بنكهة الثورة، ونشرب البرتقال بذكر يافا "صار الحلم مشروعا أكثر".. ونسترد قصص الماضي بتشفي فيمن كانوا يحبطون الأمل..!

 

نكتب عنوانا لأيامنا "ثورة ثورة ثورة"!!

سأسمي حالتنا " التاريخ يُصنع الآن"..

 

وأنا أكتب، لأنني أريد أن آخذ صورة مع هذا التاريخ، فقط!

 

صورة بابتسامة زهرية اللون، ملء وجهي!

 

سأسمي فرحنا، اعتزازاً، "مشوباً بالخوف" نعم...

 

لكنه اعتزاز مفعم بالعروبة الصادقة!

 

سأسميها نهارا... حين أتتبع درويش في إحدى نبوءاته يقول:

 

"و يولد في الزمن العربي.. نهار".

 

الثورة مستمرة

 

ليبيا تقاوم/ اليمن يحاصر "قاتَهُ المزمن"