خبر ايران - ليست ما اعتقدنا.. هآرتس

الساعة 09:24 ص|04 مارس 2011

بقلم: رؤوفين بدهتسور

(المضمون: عرض لنتائج حديث الى علماء ايرانيين خارج ايران تحدثوا فيها عن الوضع الداخلي في ايران مع الحرص على عدم الكشف عن هوياتهم - المصدر).

إن تصورنا عن ايران وما يجري فيها – مزور ومخطوء ويقوم على الجهل أساسا. هذا ما تُبينه أحاديث مع علماء ايرانيين تمت لقاءات معهم في احدى العواصم الاسكندنافية وكان شرط إتمامها كالمتوقع الوعد بعدم الكشف عن هويتهم. ليس الحديث عن جالين يعيشون في الغرب ويستمدون معلوماتهم عما يحدث هناك من يد ثانية أو ثالثة. فهؤلاء علماء نشطاء جاءوا مباشرة من طهران وهم عالمون بالمسارات الاجتماعية والسياسية التي تجري في بلادهم.

تُقدم تحليلات الايرانيين غير قليل من المفاجآت لمحادثهم الاسرائيلي. ففي حين انهم في اسرائيل على ثقة من ان تأثير ايران في الشرق الاوسط يتفشى، فان الشعور في ايران يختلف تماما. يقول أحدهم: "لم تكن ايران قط في عزلة كما هي اليوم". دول المنطقة تقاطعها فضلا عن دول الغرب. والعلاقات بالسعودية متوترة جدا حتى إن الدولتين على شفا حرب.

يعنينا نحن أكثر من كل شيء الشأن الذري بطبيعة الامر. تسود المؤسسة الذرية الايرانية حيرة كبيرة. إن ايقاع تطوير المشروع الذري لا يلائم توقعاتهم ويصعب عليهم مرة بعد اخرى التغلب على عوائق تقنية. أحد اسباب ذلك ان البرنامج الذري الايراني متعلق كله بموارد داخلية. ومع عدم وجود صلات ذرية بدول اخرى، يضطر العلماء الى الاعتماد على معلومات ايرانية وهي غير كافية للتغلب على بعض العوائق. حتى إن روسيا والصين تؤخران تسليم ايران المعلومات والتقنية والمعدات.

نشأ في ايران على العموم تصور الاعتماد على الذات باعتبارها "شعبا يسكن وحيدا". يرمي هذا التوجه الى ابعاد السكان عن التأثيرات الخارجية. لهذا فان التطبيع مع الولايات المتحدة ايضا يخيف القيادة الايرانية. إن دخول ثقافة الغرب في ايران يُعرض استقرار نظام الحكم للخطر. لهذا يعزز الزعيم الأعلى علي خامنئي وكبار الحرس الثوري الصورة المتدينة. فبهذا وحده يستطيعون السيطرة على المجتمع الايراني. يُبين محادثونا ان هذا المجتمع هو في أساسه مجتمع علماني بوضوح، وأن مسار العلمنة يتسع وخاصة بسبب فشل الثورة الاسلامية. ويجزمون قائلين: "لا شك ان ايران ستصبح في المستقبل دولة علمانية".

كما هي الحال في دولة اخرى في المنطقة، فان نظام الحكم هناك يؤكد الشأن الأمني والتهديدات الخارجية والحاجة الى الاستعداد لها حتى لو كان ثمن ذلك الاضرار بمجالات الحياة المدنية. والقصد الى تحويل الانتباه من الوضع الاقتصادي المتدهور للدولة، الذي ينبع في جزء منه من العقوبات التي تفرضها دول العالم على ايران. إن جولة العقوبات الاخيرة سببت ارتفاع اسعار الاحتياجات الأساسية بنحو من 20 في المائة. نسبة النمو أقل من 1 في المائة والبطالة 15 في المائة. سيكون سبعة ملايين شاب أكملوا الدراسات العليا عاطلين عن العمل في 2015.

ماذا سيكون رد ايران على هجوم اسرائيلي على المنشآت الذرية؟ هنا ايضا توجد مفاجأة. يزعم محادثونا ان المجتمع الايراني كله بعد هذا الهجوم سيتوحد من وراء النظام لكن بعد مرور زمن غير طويل عندما تتبين الآثار السلبية للهجوم، سيتسع الانتقاد على النظام وعلى إصراره على الاستمرار في البرنامج الذري.

هل ينبغي توقع ان يفضي المسار الذي بدأ في تونس ثم انتقل الى مصر الى اسقاط النظام الايراني ايضا؟ من المعقول افتراض ان هذا لن يكون. فليس هدف المتظاهرين في طهران تبديل نظام الحكم بل اصلاحات تكون نتائجها احتراما أكبر لحقوق المواطن وتحسينا للوضع الاقتصادي. فليست طهران القاهرة وليس خامنئي حسني مبارك.