خبر اسبوع الابرتهايد الإسرائيلي -ديعوت

الساعة 09:15 ص|03 مارس 2011

اسبوع الابرتهايد الإسرائيلي -ديعوت

"لا ترتكبوا حماقات"

بقلم: ليعاد مودريك

اذار 1904. السنة هي سنة حياة بنيامين زئيف هرتسل الاخيرة. لسنوات حاول استحصال اعتراف من أمم العالم في حق وجود الدولة اليهودية. ولم يتنازل بعد عن الحلم. قبل ثلاثة اشهر من وفاته كتب في مجلة الشبيبة الصهيونية في فيينا، "أملنا": "أومن عن حق وحقيق بانه حتى بعد نيل بلادنا، بلاد اسرائيل، لن تكف الصهيونية عن أن تكون مثالا، وذلك لان الصهيونية، كما أفهمها، تتضمن ليس فقط التوق الى قطعة أرض الميعاد كقانون لشعبنا البائس، بل وايضا التطلع الى الكمال الاخلاقي والروحاني".

اذار 2011. قطعة أرض الميعاد في القانون موجودة. اما الكمال الاخلاقي والروحاني – فليس بعد. لشدة الاسف، تعتبر اسرائيل اليوم كاحدى الدول غير الاخلاقية في العالم. في هذا الشهر تماما يحتفل في أكثر من أربعين مدينة في ارجاء العالم "اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي" بالدعوة الى مقاطعة كل ما مصدره هنا.

لو كان الحديث يدور عن حدث موضعي لعله كان ممكنا صرف النظر. والتجاهل. ولكن هذا جزء من ميل آخذ في الاتساع لنشاط سياسي ضد امكانية وجود دولة يهودية وديمقراطية يشارك فيه اوروبيون وامريكيون، بينهم غير قليل من اليهود.

نحن نعطيهم غير قليل من الذخيرة، لشدة الاسف مع مشاريع القوانين المناهضة للعرب، رسائل حاخامين عنصريين وتصريحات غير دبلوماسية لوزير الخارجية. صورة اسرائيل تتغير، ومعها أيضا موقف العالم منا. هذا تهديد أقل ملموسا بكثير من النووي الايراني. ليس له وجه ناكر للكارثة يهدد من على كل منصة ممكنة بتدمير اسرائيل ولا توجد صور جوية تعرض المفاعل الذي ينضج فيه. ولكنه وجودي بقدر لا يقل: أنظمة تقوم وتسقط كنتيجة لالتزامها بالديمقراطية ولشرعيتها.

وماذا نفعل نحن ضد هذا؟ تجاه الداخل – لا شيء. رئيس الوزراء لا يقف للدفاع عن الديمقراطية، لا يقدم اعتراضا قاطعا على اولئك الذين يسعون الى حمل الدولة الى مواقع غريبة عنها. تجاه الخارج، غير كاف. وزارة الاعلام تبعث بعشرين (!) شابا مفوها، يفترض أن يقنعوا الاف المتظاهرين بخطئهم. مهما كانوا اكفاء، فرصهم متدنية للغاية. 3 الاف متصفح نشط في مواقع الانترنت لانقاذ صورة اسرائيل. امام نحو مليون موقع تظهر في "جوجل" عند البحث عن "anti Israel" هم قطرة في بحر.

لا يوجد ما يدعو الى انتقاد وزارة الاعلام بقدر اكبر مما ينبغي. في الاطار القائم تعمل الوزارة غير قليل. ميزانيتها هي بالاجمال 40 مليون شيكل. هذا أكثر بقليل من واحد في المائة في المائة من ميزانية الدولة. الامر مهم لهذه الدرجة في نظر أصحاب القرار. عمليا، لا يوجد احد مسؤول حصري عن التصدي لنزع الشرعية: وزارة الاعلام مسؤولة عن الاعلام غير الرسمي. وزارة الخارجية تعمل في الافاق الدبلوماسية. قيادة الاعلام في ديوان رئيس الوزراء تقوم بالتنسيق. في وزارة العدل يعالجون المسائل القانونية. في وزارة الشؤون الاستراتيجية يبلورون استراتيجية. في وزارة الثقافة يردون على الغاء عروض لفنانين. كل وزارة تفعل ما تراه مناسبا.

أيار 1904. هرتسل بات يفهم بان نهايته اقتربت. في رسالة يبعث بها الى دافيد ولفسون يطلب قائلا: "لا ترتكبوا الحماقات بعد موتي".

عودة الى اذار 2011. تجاهل حملة نزع الشرعية، اختيار عدم التصدي للمسائل التي تثيرها حول السياقات غير الصحية التي تجري في مجتمعنا، الغاء الامر بالقول "كلهم لاساميون" سيكون احدى الحماقات الاكبر التي يمكننا ان نرتكبها. على دولة اسرائيل قبل كل شيء ان تتذكر من هي، وعلى اساس أي مبادىء اقيمت. بعد ذلك تجدها ملزمة بالتصدي لحملة نزع الشرعية. حان وقت الاستيقاظ.