خبر لهذه الأسباب عوقب القذافي و لم تعاقب « إسرائيل »

الساعة 06:07 ص|03 مارس 2011

لهذه الأسباب عوقب القذافي و لم تعاقب "إسرائيل"

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

بالأمس القريب كانت الإدارة الأمريكية تلوح بالفيتو بمجلس الأمن و تسقط مشروع قرار يدين الاستيطان الذي يمارسه الكيان الصهيوني، و تفشل دول أوروبا مجتمعة من التي صوتت لصالح القرار في تمريره.

و في وقت ليس ببعيد عنا، أحرقت غزة عن بكرة أبيها في حرب شعواء شنتها آلة الحرب الصهيونية استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة من الأسلحة الفتاكة و المحرمة دولياً، و لا تزال حكومة الاحتلال تضرب حصاراً محكماً على القطاع منذ ما يزيد عن أربعة أعوام، و ترك أبنائها يموتون جوعاً و مرضاً، و الذين يدعون الحرية و الديمقراطية و الإنسانية في دول الغرب و الاتحاد الأوروبي لا يحركون ساكناً، و لم نسمع منهم إلا شعارات الشجب و التنديد، و لم يجرؤوا على اتخاذ أي خطوات من شأنها الضغط على الكيان الصهيوني

لربما تتشابه الظروف الآن في الشقيقة ليبيا، مشاهد من القتل و الدمار دون رحمة و لا إنسانية تستهدف الكبار و الصغار، المنازل تحرق و يشرد أصحابها، و لكن لربما كان لليبيا حظاً أوفر على الأقل من حظ غزة، إذ خرج وزراء الاتحاد الأوروبي و الإدارة الأمريكية، و تسابقوا على الإعلان عن فرض عقوبات على النظام الليبي، و رفع الحصانة عن القذافي و معاونيه، و جرى تجميد أرصدة حسابية هنا و هناك، كما حشدت أمريكا بوارجها الحربية مهددة النظام الليبي باستخدام القوة ضده، و لكن ليس حباً في الشعب الليبي و إنما لأسباب إستراتيجية هي محط أطماع دول أوروبا و أمريكا.

الباحث و المحلل السياسي الفلسطيني، حسن عبدو أكد أن ما يجري يبين حقيقة أسطورة العدالة الدولية المتواطئة مع الاحتلال، و سياسة الكيل بمكيالين، و التي يجري تسييسها لخدمة الاحتلال و الداعمين له في أوروبا و الإدارة الأمريكية.

و أشار عبدو في حديث لـ وكالة فلسطين اليوم، أن قوات الاحتلال ارتكبت مجازر و جرائم حرب و إبادة بحق العرب في لبنان و فلسطين، و تفلت في كل مرة من العقاب نظراً للتواطؤ الواضح معها من قبل المجتمع الدولي و الغربي على حساب الشعب العربي بشكل عام، و الفلسطينيين على وجه الخصوص.

و بين أن ما يجري في ليبيا الآن مرتبط بالمصالح الغربية أيضاً، مؤكداً أن الغرب متعدد الوجوه و يتلون بحسب مصالحه، و بتلويحه بالعقاب ضد ليبيا أنما هو يسخر العدالة الدولية لصالحه، لا سيما و انه "الغرب" يعي تماماً بأن ليبيا ليست مكاناً مناسباً للاستثمارات الاقتصادية طويلة الأمد، و لكن الأمر يتعلق بالموقع الاستراتيجي لليبيا، و خصوصاً أن بلاد المغرب العربي هي نقطة ضعف أوروبا الاسترتيجية، مشيراً إلى أقول أحد علماء الجوبوليتيك، ايتان كوهين، الذي قال بأن "الطريق إلى أوروبا يمر من خلال المغرب العربي"

و استبعد عبدو أن تتدخل أمريكا عسكرياً في ليبيا، محذراً بأنها إذا تدخلت فإنها ستلقى مصير القوات الأمريكية في لبنان و السودان، و ستواجه عنفاً أشد من الليبيين،مشيراً إلى أن هناك إجماع عربي على رفض أي تدخل غربي في ليبيا.