خبر نتنياهو يهرب من الجدار- هآرتس

الساعة 10:43 ص|02 مارس 2011

نتنياهو يهرب من الجدار- هآرتس

بقلم: الوف بن

(المضمون: نتنياهو في حيرة شديدة يقدم رجلا ويؤخر اخرى لا يعرف أيهب للفلسطينيين دولة في حدود مؤقتة فينقض ائتلافه أم يمنع عنهم ذلك ويُعرض نفسه للعزلة الدولية المتزايدة - المصدر).

        أصبح نتنياهو بعد سنتين من عودته الى الحكم مكبلا بعقد ضرورات مثقلة ويبحث عن مخرج. شعبيته تخبو في استطلاعات الرأي، حيث يُسحق الليكود بين كديما واسرائيل بيتنا. من المؤكد ان تسيبي لفني تجلس في المركز السياسي، ويهدد افيغدور ليبرمان من اليمين بنقض الائتلاف، ويُسحق نتنياهو بينهما دون برنامج عمل ودون أمل. لا يُترجم الهدوء الأمني والنمو الاقتصادي الى مشايعة من الجمهور بل الى عدم اكتراث وتعب من الحكومة.

        أخذ الضغط الدولي يضيق من الخارج. خلّص نتنياهو من براك اوباما قرار النقض على التنديد بالمستوطنات في مجلس الأمن الذي لم يثبت سوى عزلة اسرائيل. فـ "العالم" متحد في رأيه ان اسرائيل متمسكة بالوضع الراهن، ويطلب ان تتخلى عن الاحتلال والمستوطنات بأن يكون ذلك إسهامها في النظام الاقليمي الجديد. إن تحذيرات نتنياهو من ان الثورات في الدول العربية ستقوي ايران والاسلام المتطرف، ولهذا يجب التحصن والانتظار، تُستقبل بالتجاهل والرفض في الغرب المسحور بأعجوبة "الديمقراطية العربية".

        يقترب الفلسطينيون من "ايلول الابيض" الذي سيعلنون فيه الاستقلال – واذا قوبلوا برفض اسرائيلي، فسيبدأون انتفاضة شعبية كما في مصر. فالظروف التي أدت الى الثورة في ميدان التحرير قائمة في شرقي القدس ايضا حيث يوجد كثير من الشبان بلا أمل مُعرضين لاغراءات العولمة والانترنت. اذا ما ساروا في مسيرات آلافا الى البلدة القديمة فلن تستطيع اسرائيل وقفهم. لن يذبح نتنياهو المتظاهرين مثل القذافي.

        ايران مستمرة بلا كلل على برنامجها الذري الذي كان احباطه في مقدمة أولويات نتنياهو. وقد انهارت العقوبات الدولية التي لم تُجد ايضا بسبب غلاء أسعار النفط. مسّت فيروسات الحاسوب بآلات الطرد المركزي لكنها لم توقفها. الربيع على الباب ومعه "نافذة الفرص" لعملية عسكرية قد لا تعود.

        ماذا نفعل؟ يقترح وزير الدفاع اهود باراك على نتنياهو اجراء ذا ذراعين: مبادرة سياسية مع الفلسطينيين وهجوما ردعيا على ايران. أعطِ العالم يتسهار واحصل على شرعية قصف نتانز. ويقترح الوزيران ليبرمان وبوغي يعلون الدفع قُدما بتسوية بينية في الضفة الغربية والتخلي عن مهاجمة ايران. يرى يعلون ان تطوير السلطة الفلسطينية الى دولة في حدودها الراهنة سيسقط تهديدات الفلسطينيين لاسرائيل. وسيصعب على محمود عباس باعتباره رئيس دولة معترف بها أن يخيف اسرائيل بطوفان سكاني، وبـ "انهيار السلطة" واعادة الادارة العسكرية، أو بالسعي الى دولة ثنائية القومية. بحسب هذا النهج، اذا كان يمكن اعطاء الفلسطينيين دولة دون التخلي عن ملليمتر واحد من الارض فان اسرائيل ستكسب فقط.

        أصبح نتنياهو يفحص منذ عدة اشهر عن فكرة الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة. ومستشاروه مختلفون: فتسفيكا هاوزر يؤيد ورون بريمر يعارض. يصعب أن نجد صيغة تبدو سخية بقدر كاف من الخارج ولا تفضي الى نقض الليكود. وتبدو خطة شاؤول موفاز للتسوية المرحلية صيغة منطقية بحسب قياس المركز السياسي في اسرائيل. لكن سيصعب على اليمين هضمها لانها تعد الفلسطينيين بأن يحصلوا في نهاية الامر على دولة مساحتها الضفة والقطاع.

        نتنياهو حائر، وينحرف في هذه الاثناء الى المركز بالطريقة المجربة التي تعلمها من اريئيل شارون وهي مجابهة المستوطنين حول اخلاء بؤر استيطانية. والتعليل معروف ايضا: "نحن في واقع دولي صعب جدا، لن أضرب رأسي بالحائط"، كما قال في كتلة الليكود البرلمانية أول أمس. وفي خطبة نتنياهو في الكنيست في الاسبوع الماضي اومأ الى تسوية بينية تحتفظ بها اسرائيل بغور الاردن وتؤجل طلبها الاعتراف الفلسطيني بـ "دولة الشعب اليهودي".

        ليست مشكلة نتنياهو نقص الصيغ السياسية بل عدم كونه ثقة في نظر زعماء الجماعة الدولية. سيضطر الى ان يطرح لهم عظما سمينا، كي يمنحوه دعما ويمتنعوا عن تأييد انتفاضة فلسطينية. لكنه سيخاطر آنذاك بضياع الائتلاف اليميني والسقوط من الحكم كما حدث له في الولاية الاولى بعد اتفاق واي. انه يقف الآن أمام مقامرة حياته: هل يفاجيء بـ "خطبة بار ايلان 2" مؤملا ان تنقلب استطلاعات الرأي في الداخل ويعرف العالم له فضله، أم يفهم ان الامر خاسر وان ولايته ستمر ببساطة كأن لم تكن.