خبر الزهار: التحركات في غزة محاولة لزعزعة الأمن تحت حجة إنهاء الانقسام

الساعة 07:39 ص|02 مارس 2011

الزهار: التحركات في غزة محاولة لزعزعة الأمن تحت حجة إنهاء الانقسام

فلسطين اليوم: غزة

في ظل الحديث المتزايد في الشارع الفلسطيني عن ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية ومواصلة حركة فتح بالمناداة بانهاء الانقسام واعلان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس عقب تنحية الرئيس المصري حسني مبارك بان حركته ستقدم افكارا لتحقيق المصالحة اكد الدكتور محمود الزهار احد قادة حماس لـ'القدس العربي' الثلاثاء بان حركته تواصل لقاءاتها مع الفصائل الفلسطينية في غزة بهدف بلورة رؤية وطنية لانهاء الانقسام.

واضاف الزهار "نصنع شيئا يمكن ان يقدم للفصائل الفلسطينية، وبالتالي يتم طبخه على نار هادئة بحيث يتم تنفيذه"، رافضا الكشف عن الذي يجري حاليا.

وجاءت اقوال الزهار عضو المكتب السياسي لحماس لـ'القدس العربي' في حوار معه لمعرفة اين تسير الامور بشأن المصالحة وما هو موقف الحركة من القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية، وفيما يلي نص اللقاء:

- كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن المصالحة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام الداخلي، ما الذي يجري حاليا على صعيد المصالحة من قبل حماس؟

- اولا موضوع المصالحة عندنا هو موضوع مركزي، لان من يطالب بتحرير كل فلسطين لا يقبل الانقسام بين الضفة وغزة. ونحن الذين قدمنا في كل الحوارات السابقة كل ما نستطيع ان نملكه من افكار لانجاح المصالحة، للاسف الشديد وصلنا بعد فترة طويلة من الاتفاق على مواضيع الى خلل في الصياغة - متعمد او غير متعمد - لا نعرف، فتوقفت الامور بعد ان ظنت سلطة رام الله انها من خلال مفاوضاتها- مع اسرائيل- تستطيع ان تحقق مشروع سلام تطرحه امام الناس وبذلك تحرج حماس. والان بعد ان فشل مشروعها بدأت تتحدث بشكل عشوائي بدون دراسة عن رغبتها بالمصالحة ولذلك سمعنا تصريحات متعددة من رموز السلطة في رام الله ليس بينها تنسيق.

- وماذا تعملون انتم في حماس الان لتحقيق المصالحة؟

- نحن نقوم بلقاء الفصائل الفلسطينية هنا ـ في غزة - ونحاول في ضوء هذه المرحلة ان نصنع شيئا يمكن ان يقدم للفصائل الفلسطينية، وبالتالي يتم طبخه على نار هادئة بحيث يتم تنفيذه. لسنا في عجالة من طرح افكار للاعلام او للعلاقات العامة وهذا هو الموقف عندنا.

- ولكن دكتور هناك اندفاع من قبل اكثر من طرف فلسطيني وخاصة فتح لتحقيق المصالحة.

- هذا الاندفاع هو نتيجة فشل مشروع التفاوض عندهم ونتيجة الفضائح التي رسختها الوثائق التي اخذت من مكتب صائب عريقات ونتيجة فشلها ـ فتح - في اجراء انتخابات بلدية ونتيجة الضغوط الممارسة عليها من داخلها بسبب غياب برنامج بعد فشل مشروع التفاوض وبالتالي ارجو ان تكون توجهات فتح نحو المصالحة توجهات استراتيجية وليست تكتيكية بحيث اذا دفعهم الاحتلال مرة اخرى للمفاوضات ينفضوا ايدهم مما يطرحونه الآن، ولكن نحن نريد شيئا ثابتا على الارض واقعيا يمكن تنفيذه ويؤدي في المحصلة الى مصالحة وليس الى حملة علاقات عامة لاحراج الآخرين.

- دكتور محمود نقل عن مصادر مطلعة جدا بحماس بأن المصالحة الفلسطينية لن تتحقق قبل معرفة الرئيس المصري القادم، هل ما يجري في مصر له علاقة مباشرة بالمصالحة من وجهة نظر الحركة؟

- المصالحة هي شأن فلسطيني داخلي وليست مرتبطة بتواريخ ما يجري في مصر. المفروض الآن اذا تم تجهيز برنامج وتم الاتفاق عليه سيتم تنفيذه، وبالتالي ليس هناك ربط بين المصالحة والوضع في مصر.

- دكتور لماذا رفضت حركة حماس الاقتراح الذي تقدم به الدكتور سلام فياض والقاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسته مهمتها انهاء الانقسام الفلسطيني؟

- لا تزال سلطة رام الله تتصرف وكأنها هي السلطة الشرعية وبالتالي هذا الامر حقيقة يعطل اتخاذ أي خطوة ايجابية باتجاه المصالحة، فليس ما يقوله أبو مازن ويقرره أبو مازن يفرض على الاخرين. هذه قضية يجب ان يتم استيعابها، فبدون ان يكون هناك تشاور في كل القضايا قبل أن يتم اتخاذ خطوات تصبح هذه الخطوات قفزات في الهواء ليس لها على ارض الواقع مصداقية.

- ولكن في ظل فشل كل الجهود التي بذلت لإنهاء الانقسام من الذي يتحمل تلك المسؤولية؟.

- الذي يتحمل المسؤولية هم من رفضوا نتائج الانتخابات. من الذي رفض نتائج انتخابات عام 2006؟ فتح هي التي رفضت تلك النتائج. وفتح هي التي ذهبت بعد اتفاق مكة الى اطلاق الرصاص على حكومة الوحدة الوطنية التي كانت مشاركة فيها، وبالتالي فتح تتحمل المسؤولية، وفي الرد على فتح بعد ان استخدمت السلاح للقضاء على حماس عسكريا هزمت في تلك المواجهة فهربت وتركت غزة واستولت على الضفة الغربية عنوة علما بان الضفة يجب ان تدار من قبل حماس وفق نتائج الانتخابات.

- ولكن هناك تحركات في الشارع الفلسطيني لإنهاء الانقسام وحماس منعت حتى تجمعا شبابيا تم التنادي اليه في غزة مؤخرا للمطالبة بانهاء الانقسام؟

- ما يجري على الساحة في غزة الان وليس في الضفة الغربية هو محاولة لزعزعة الامن في غزة تحت حجة إنهاء الانقسام. لان الذين يرتبون لهذا الموضوع هم فتح وهم المسؤولون عن الانقسام والذي يرتب في هذا الموضوع ايضا هم بعض الفصائل الفلسطينية اليسارية التي تأخذ مرتباتها-اموالها- من فتح وهي اصلا كانت جزءا من الانقسام يوم رفضت ان تشارك في حكومة الوحدة الوطنية التي عرضناها عليهم بعد نتائج انتخابات عام 2006. فهناك فرق بين من يخرج للشارع ليطالب بانهاء الانقسام وبين من يستخدم هذا العنوان لزعزعة الامن في غزة.

- ولكن فتح التي تقود منظمة التحرير دعت للانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل ايلول القادم لانهاء الانقسام ولكن حماس رفضت اجراء هذه الانتخابات؟

- نحن رفضنا لانه لا يمكن اجراء انتخابات بدون موافقة الاطراف الفلسطينية بما فيها حماس هذا اولا. اما ثانيا فهذه قفزة اعلامية ومحاولة علاقات عامة من اجل ان يأتي صحافي ويقول ان فتح قدمت برنامجا للانتخابات وانتم رفضتم، وانتم تقعون في فخوخ العلاقات العامة السياسية التي تسعى اليها فتح التي يوجد بداخلها من يقول بانه لا يمكن اجراء هذه الانتخابات قبل التوافق عليها.

- كيف تنظر حماس الى ما جري في مصر وقبلها تونس والآن ليبيا؟

- هذا الامور متوقعة بعد فترات طويلة من غياب الدور العربي عن اداء دوره الكامل خدمة للشارع ومحاربة للفساد وتأييدا للقضايا القومية والوطنية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ما يجري هي نتائج طبيعية للحرب على غزة ولانقسام جنوب السودان وعلى الشرذمة العربية التي اوقفت الجامعة العربية عن اتخاذ اي خطوة لصالح القضايا العربية. وبالتالي الشارع العربي تقدم كثيرا على قياداته وهو قرر ان يحسم هذه القضية بطريقته السلمية، وهذا ما نراه من خلال الانفجارات المتكررة في اكثر من قطر عربي، وهذه ليست حركة وليدة، وليست حركة تقليد او طارئة بل العكس هذه هي طبيعة واصالة الشعب العربي الذي يجب عليه ان يصحح الموقف بينه وبين قيادته، فاذا انحرفت القيادة عن تحقيق اهداف الشارع العربي يصبح من المنطقي جدا الذي نراه اليوم.