خبر سنتان على حكومة نتنياهو- يديعوت

الساعة 09:43 ص|01 مارس 2011

 

سنتان على حكومة نتنياهو- يديعوت

الزمن الزبالة

بقلم: باروخ ليشم

في كرة السلة معروف تعبير "الزمن الزبالة". فالمباراة حسمت في صالح فريق معين ولا يوجد للفريق الخصم أي امكانية لتغيير النتيجة. كون قوانين اللعب تفترض لعب اربعين دقيقة، فان اللاعبين يمررون الزمن المتبقي حتى النهاية بخطوات عابثة بلا غاية.

حكومة نتنياهو، في ختام سنتين على ولايتها، توجد في الزمن الزبالة للعبتها السياسية. ليس فقط استطلاع مينا تسيمح في "يديعوت احرونوت" في نهاية الاسبوع يدل على ان نتنياهو يهبط في الاستطلاعات واليمين بأسره يفقد أغلبيته، بل اساسا لان لنتنياهو انتهت الروافع. كل مستشار للتسويق السياسي يعرف بان الاستطلاعات يمكنها أن تكون مسألة مؤقتة فقط. فمثلما يهبطون يمكنهم ايضا ان يرتفعون في ظروف معينة. الفن الاكبر للسياسيين هو تشخيص الاسباب التي تؤدي بالمزاج الوطني الى الهبوط، وحقن الجمهور بحقنة ادرينالين تدفعه الى الارتفاع مرة اخرى.

المشكلة الاساس لدى نتنياهو هي أنه يفقد الارتفاع في الاستطلاعات رغم أن وضع دولة اسرائيل يبدو ظاهرا معقولا جدا. الحدود في الشمال هادئة، من السلطة الفلسطينية لا تخرج عمليات ومن غزة يوجد تنقيط صواريخ فقط، لا تذكر بمطر صواريخ القسام والجراد في الماضي. كما ان الوضع الاقتصادي يبدو مستقرا. يوجد ارتفاع في الانتاج القومي، لا يوجد ارتفاع في معدل البطالة واجتزنا الازمة العالمية بسلام نسبي. صحيح أن هناك ارتفاع مستمر في الاسعار، الا انه يمكن لنا أن نعزو ذلك الى ظروف دولية تتمثل بغلاء مصادر الطاقة.

لماذا رغم ذلك الجمهور غير راض؟ لان نتنياهو غير قادر على ان يشير الى أي خطوة أدت الى هذه النتائج. الوضع الامني هو نتاج حكومات سابقة وهو يبدو سائلا جدا في ضوء حقيقة أن نتنياهو لا يدفع الى الامام بالتسويات السلمية. الوضع الاقتصادي يبدو جيدا أكثر في حساب البنك الوطني لاسرائيل مما في حساب البنك الخاص للمواطنين.

هذا لا يعني أن نتنياهو لا يفهم ما الذي ينبغي له أن يفعله كي ينجو من مأزق الصورة الذي علق فيه. فعندما يجمع منتدى فيلته في قيساريا، في منتهى الاسبوع، يقولون له ما قاله منتدى المزرعة في ايام الخميس لارئيل شارون: الاجماع الجماهيري يوجد في الوسط السياسي. بعد أن نفذ شارون فك الارتباط عن غزة واقام كديما، وعدته الاستطلاعات بـ 45 مقعدا، والباقي تاريخ طبي.

نتنياهو بدأ هو ايضا بعملية مشابهة من خلال خطابه في بار ايلان، الذي كان نسخة عن اقوال شارون في مركز الليكود. لهذا الغرض جند حزب العمل لحكومته بثمن وزاري مبالغ فيه، ولكن في حساب انتخابي سليم. كانت هذه بطاقة دخوله الى نادي الوسط والسماح له بمواصلة طريق شارون.

هنا ينتهي وجه الشبه بين الاثنين. ان يكون المرء زعيما ليس فقط موضوعا ثقافيا، بل وأيضا موضوعا هرمونيا. حتى ابو نتنياهو شخّص ابنه بانه ملائم ان يكون وزير خارجية وليس رئيس وزراء. مثل دافيد بن غوريون الذي سمع ابا ايبان، السفير في الامم المتحدة ولاحقا وزير الخارجية، يدافع عن العمليات الانتقامية لاسرائيل وقال، حسب الرواية: فقط بعد ان سمعتك اقتنعت بان العملية مبررة. نتنياهو قادر على أن يشرح على نحو ممتاز عملية هو نفسه غير قادر ابدا على تنفيذها.

الان، عندما تهود ايهود باراك لليمين، ليس لدى نتنياهو غريب سبت يساري كي يصبح كديما ب. ومثل المدمن الذي أدمن على الوعود الكاذبة، يهذر للمستشارة انجيلا ماركيل بان قريبا سيعرض خطة سياسية جديدة. هو وهي يعرفان بان لهذا التعهد ذات القيمة مثل تعهد المدمن بالشفاء من المخدرات. الان لم يتبقَ له غير تمرير الوقت حتى نهاية الامر المحتوم. الزمن الزبالة.