خبر الاغتيال والدرس -هآرتس

الساعة 09:42 ص|01 مارس 2011

الاغتيال والدرس -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

صلاح شحادة، قائد العمليات الارهابية لحماس في غزة والضفة الغربية، قتل في تموز 2002 في حملة "دغلان" للجيش الاسرائيلي والمخابرات. وقد خطط للحملة واجلت عدة مرات على مدى سنة، خشية المس بالمدنيين حول شحادة. وفي النهاية اقرت ونفذت بقصف جوي. هدف الحملة انجز، ولكن التخوف تحقق. مع شحادة قتل أيضا 14 من أفراد العائلة والجيران.

        قضية "دغلان" استوضحت منذئذ في تحقيقات ومداولات قضائية. في صيغتها الاخيرة عنيت بالحملة لجنة القاضية المتقاعدة طوفا شترسبرغ – كوهين، التي كان بين اعضائها اسحق ايتان، قائد المنطقة الوسطى الذي عند موعد قريب من الحملة قائدا لحملة "السور الواقي" في الضفة الغربية.

        كما كان متوقعا، فان تقرير لجنة شترسبرغ – كوهين الذي رفع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول أمس، يحاول جسر الفجوة التي بين السياق والنتيجة. لا ينبغي التنكر للميزان الدموي للحملة: فقد قتل وجرح فيها مواطنون فلسطينيون لم يكن لهم ضلع في الارهاب. المسألة المركزية التي استوجبت الاستيضاح، بالتالي، كانت جودة سياق جمع المعلومات الاستخبارية، التخطيط، المصادقات والقرارات، الذي قام كما اتضح على أساس اخطاء او قصورات قاتلة.

        شحادة كان ضالعا في العمليات التي قتل فيها عشرات عديدة من الاسرائيليين. اغتياله مس بحماس، التي لم تجد له بديلا بمستواه، ولكنها كلفت ثمنا دمويا غير مقبول من مقتل ابناء عائلته وجيرانه. هذا ما يتفق معه في نظرة الى الوراء المسؤولون ايضا، الذين يلقون المسؤولية على المعلومات الاستخبارية المخلولة التي توفرت لهم قبل العملية.

        ما تشوش بين الاستخبارات (التي لم تعرف بان مواطنين يسكنون بجوار شحادة) والتحقيق العملياتي (الذي استخلص لهذا السبب بان قنبلة ثقيلة لن تقتل مواطنين قرب الهدف) مهم أقل من الدرس العام: مطلوب اشراف من القيادة الاعلى – العسكرية، السياسية، القانونية – لتقليص الخطر في مثل هذه الحملات. ضغط الزمن والفرصة لضرب العدو، التي قد تفوت، لا يبرر اذونا خفيفة الرأي لاستخدام قوة نار كبرى في محيط مدني. ما تعلمناه في "دغلان" عدنا وتعلمناه في "رصاص مصبوب" وفي الاسطول التركي. تقرير شترسبرغ – كوهين هو مذكرة اخرى بالحاجة الى استخلاص الدروس وتطبيقها.