خبر القذافي و اوروبا من افسد من؟ ..مصطفى ابراهيم

الساعة 07:19 ص|01 مارس 2011

القذافي و اوروبا من افسد من؟ ..مصطفى ابراهيم

 

كان شكل المعلقين والصحافيين الاسرائيليين في قنوات التلفزة الاسرائيلية يثير السخرية والشماتة، وهم يعلقون على مجريات الثورة الليبية، وكان واضحا انهم مرتبكون ولا يملكون المعلومات الكافية، ويعتمدون على التحليل أكثر من الحديث من خلال المعلومات، وبالرغم من ادعاءهم المعرفة والمعلومات بكل التفاصيل التي تجري هناك، لكن سرعان ما تكتشف انهم ينقلون عن وسائل الاعلام العالمية والفضائيات العربية خاصة قناة الجزيرة.

 

المعلقون الاسرائيليون أكدوا على وجود كبير لما يسمى الجماعات الاسلامية المتطرفة " الارهابية"، وهؤلاء سوف يشكلون خطراً كبيراً على ليبيا، ومنطقة شمال افريقيا، من خلال الوجود الواضح لتلك الجماعات، وتحدث بعض منهم بسخرية عن شكل الديمقراطية التي ستكون عليها في لبيبا بعد رحيل القذافي، وما سينتج عنها، والادعاء بوجود السلاح بكثرة في ليبيا وانه موجود في كل بيت لبيبي.

 

وشكك هؤلاء المعلقين بقيام الولايات المتحدة بالتدخل العسكري البري في ليبيا لحماية ابار النفط، وقالوا أن تجربة الولايات المتحدة في افغانستان والعراق سيئة ولن تستطيع القيام بذلك في ليبيا، وفتح جبهة جديدة لا تستطيع الخروج منها خاصة ان هناك إجماع من الشعب الليبي على رفض التدخل العسكري.

 

 لكنها ربما تتدخل عسكريا من خلال ضربات جوية او فرض عقوبات ذكية، او بفرض عقوبات كما يجري الان من خطوات عن طريق مجلس حقوق الانسان، او فرض عقوبات اقتصادية وتجميد أرصدة ليبيا، ولكنها من جهة أخرى فهي تحاور القذافي والضغط عليه من اجل التخلي سلميا عن الحكم مع ضمان حياته واولاده.

 

وفي نفس السياق كان رئيس الموساد السابق ابراهام هليفي قال خلال مقابلة مع الاذاعة العبرية، أن الولايات المتحدة لن تقوم بعملية عسكرية برية في ليبيا لحماية ابار النفط لكنها ستتدخل في حال اندلعت ثورة في المملكة السعودية.

 

و تساءل بعض المعلقين عن طبيعة العلاقة بين نظام القذافي والولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية، ومن الذي افسد من؟ هل القذافي هو الذي افسد الدول الاوربية؟ أم الاخيرة هي التي افسدت القذافي؟ واوضح بعضهم طبيعة تلك العلاقة التي ما زالت مستمرة بالرغم من التصريحات والتهديدات التي تطلق من بعض المسؤولين الامريكيين والاوربيين ضد النظام الليبي، وصمتهم في بداية الثورة، ورد فعلهم المتأخر والبطيء.

 

بعض المعلقين الاسرائيليين تحدثوا عن العلاقة التاريخية التي تميز بها الرئيس الليبي معمر القذافي بعدد من الدول الاوربية مثل ايطاليا وبريطانيا والتي سمحت للقذافي بإدخال 3 ملايين جنية استرليني نقداً لإراضيها، والعلاقة المميزة مع فرنسا منذ عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وانتهاء بالرئيس الحالي نيكولاي ساركوزي والصفقات التي عقدها مع القذافي.

 

وتحدث هؤلاء المعلقين عن التحول السريع والدراماتيكي في العلاقة بين القذافي والولايات المتحدة واوروبا، ومن أجل البقاء هو ونظامه اضطر للقبول بدفع أثمانا كبيرة منها ما هو مالي، من خلال التعويضات الكبيرة لضحايا تفجير طائرة لوكربي، وتسليمه المفاعل النووي الليبي الذي قطع شوطا كبيرا في بناءه، ولم يقتصر الامر على الثمن المالي بل دفع أثماناً سياسية وامنية، وكان ذلك واضحا من خلال التعاون الامني والعلاقات الوطيدة مع اجهزة الاستخبارات البريطانية والامريكية في محاربة ما يسمى بالجماعات الاسلامية "الارهابية" في ليبيا ومنطقة شمال افريقيا، وافغانستان وغيرها من الدول العربية.

 

بعض المصادر الفلسطينية تؤكد ان بعض المسؤولين الفلسطينيين كان لهم دور كبير في توطيد علاقة القذافي ببعض الدول الاوربية، ويدللون على ذلك بالعلاقة المميزة التي تربط هؤلاء المسؤولين الفلسطينيين بسيف الاسلام القذافي والمستمرة حتى الان، وما يمتلكون من استثمارات في ليبيا.

 

في السنوات الماضية توطدت العلاقات الليبية والولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية، وكان واضحاً أن هناك صداقة مميزة، وتقدم وتعاون مستمر، وارتبطت مصالح القذافي، وعدد من أبناءه بالولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوربية، مثل ايطاليا وفرنسا وبريطانيا، وهناك مصالح ليست أمنية فقط بل مصالح اقتصادية رسخها ابن القذافي سيف الاسلام خاصة انه انهى تعليمه العالي في بريطانيا وتربطه علاقات مميزة ببعض المسؤولين البريطانيين وغيرهم من الاوربيين.

 

من افسد من؟ القذافي ام اوروبا؟ القذافي الطاغية الفاسد، الذي غيب الشعب الليبي 42 عاماً، واستحوذ خلالها على خيرات البلاد وثرواتها، وللاستمرار على رأس النظام الذي لا يعرف له شكل او هيكلية، القذافي أفسد الاوربيين كما افسدوه، وتغاضوا وصمتوا عن جرائمه السابقة والجارية الان ضد أبناء الشعب الليبي، وسرقت خيرات البلاد وقمع الحريات العامة، وتغييب الليبيين، ومنع أي مظهر للحياة السياسية، وإقامة المجتمع المدني والمشاركة السياسية، وضحت الدول الاوربية مع القذافي بالشعب الليبي ومصالحه وحقوقه، وبمبادئ الديمقراطية والحريات العامة من اجل الحفاظ على مصالحهم السياسية والامنية والاقتصادية.