خبر لا مبالاة شعبية تجاه حكومة فياض المرتقبة وتشكيلتها

الساعة 05:40 ص|01 مارس 2011

لا مبالاة شعبية تجاه حكومة فياض المرتقبة وتشكيلتها

فلسطين اليوم-وكالات

فيما انتهى الاسبوع الثاني على تكليف رئيس حكومة رام الله سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة يواصل الشارع الفلسطيني عدم مبالاته وعدم اكتراثه بتلك الحكومة وتشكيلها.

وفي سؤال لصحيفة 'القدس العربي' وجه للكثير من المواطنين وسط رام الله الاثنين حول متابعتهم لتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة كانت معظم الاجابات لا توحي بأي اهتمام او متابعة لتشكيل تلك الحكومة حيث قال المهندس زكريا العلي وهو يتسوق 'يا اخي اي حكومة تسأل عنها' في اشارة الى سيطرة الاحداث الجارية في العالم العربي على اهتمامات المواطن الفلسطيني.

ومن جهته قال الحاج ابو محمد الذي كان يحمل بعض اكياس الخضار في يديه 'يا عمي احنا مصدقين حالنا عند حكومة ووزراء'، مضيفا 'والله على بال مين يلي بترقص في العتمة' اي في الظلام، مشيرا الى ان الاهتمام حاليا مقتصر على الثورات في الدول العربية.

ومع انتهاء الاسبوع الثاني الاثنين على تكليف فياض بتشكيل حكومة جديدة اوضح المواطن معتز محمد الذي يعمل في احدى الوزارات الفلسطينية بانه يسمع عن تشكيل الحكومة من زملائه في العمل، منوها الى ان اخبار ما يجري في ليبيا وتونس ومصر تغطي على كل شيء على حد قوله، مشيرا الى ان الشارع الفلسطيني بات غير مكترث بذهاب حكومة او تشكيل حكومة جديدة ما دام الاحتلال الاسرائيلي هو الذي يتحكم في كل مفاصل الحياة الفلسطينية.

وجاء رأي محمد منسجما مع ما قالته المواطنة فريال الاحمد التي اوضحت تعقيبا على سؤالها اذا ما كانت تتابع انباء تشكيل الحكومة الفلسطينية المرتقبة 'لم اعد اكثرت باستقالة حكومة او تشكيل حكومة جديدة'، مضيفة 'لا فرق بين هذا الوزير او ذاك ما دام رئيسنا ورئيس وزرائنا بحاجة لتصريح اسرائيلي اذا اراد ان ينتقل من مدينة فلسطينية الى اخرى'، منوهة الى ان اهتمام الفلسطينيين واعينهم باتجاه ما يجري في العالم العربي على حد قولها.

ومن جهته فسر الشاعر الفلسطيني المتوكل طه وكيل وزارة الاعلام الفلسطينية عدم اهتمام المواطنين الفلسطينيين بالحكومة وتشكيلها بالقول للقدس العربي 'انا اعتقد بان القضايا الكبرى المغيبة عمدا والتي تمس جوهر القضية الوطنية الفلسطينية موضوعة على الرف ولم توضع على بساط البحث بشكل جدي وحاسم، وبالتالي هي اكثر اهمية وخطورة وحساسية من مسألة تشكيل الحكومة، بمعنى انه ليس من المهم النظر لثوب الجريح المهم ان تخيط جرحه وتوقف نزيفه. انا اعتقد بأن الحكومة مسألة اجرائية وآلية من الآليات وشكلية قياسا بقضايا يجب ان تسبق تشكل الحكومة مثل اعادة الوحدة الوطنية. فهذه مسألة اعتقد بانها اكثر اهمية وخطورة من قصة تشكيل الحكومة'.

واضاف طه قائلا لـ'القدس العربي' 'عندما يراك الشارع بانك ذاهب للبعد الشكلي وتارك الجوهر طبعا هو لن يهتم'، وتساءل قائلا 'من الاكثر اهمية وضع استراتيجية لمجابهة طوفان المستوطنين الاعمى ام تشكيل الحكومة؟ من اكثر اهمية تدعيم اهالي القدس وبقائهم ووقف عملية التهويد ام تشكيل الحكومة؟'.

واشار طه الى ان المواطن الفلسطيني فقد ثقته في الحكومة الفلسطينية وما هو ناتج عنها وخاصة في ملفي التعليم والصحة، متسائلا: كيف للمواطن ان يثق في التعليم الحكومي الذي ترعاه الحكومة عندما يرى بأن كل اولاد المسؤولين يدرسون في المدارس الخاصة، وكيف سيثق المواطن في القطاع الصحي والمشافي الحكومية عندما يرى معظم المسؤولين الفلسطينيين يغادرون لخارج البلد للعلاج واجراء الفحوصات الطبية.

واختتم طه حديثه بالقول 'في ظل فشل الحكومة في الملفات الاساسية - التعليم والصحة -، القضايا الكبرى غير ملتفت اليها، فالوضع الطبيعي ان لا تجد اهتماما من قبل المواطن في الحكومة واخبار تشكيلها'.

وفي ظل مواصلة سلام فياض مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة دعا النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة كافة الفصائل إلى رفض المشاركة في الحكومة التي ينوي سلام فياض تشكيلها بتكليف من رئيس السلطة محمود عباس. وأكد خريشة في تصريح صحافي على أن الحكومة التي ينوي فياض تشكيلها دون مصادقة المجلس التشريعي عليها ستكون غير شرعية، وعلى كافة الفصائل الفلسطينية رفضها.

ودعا النائب المستقل كافة القوى والفصائل للضغط بشدة لتفعيل دور المجلس التشريعي، وإعطائه الفرصة في حل كافة القضايا الفلسطينية العالقة الداخلية والخارجية منها.

وكانت بعض الفصائل والشخصيات الفلسطينية قد عبرت عن رفضها لأي مشاركة في حكومة فياض بحجة انها تأتي في ظل تواصل الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وانتهى الاثنين الاسبوع على تكليف فياض باجراء مشاورات لتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة، في وقت توقعت فيه مصادر فلسطينية أن يتم تمديد فترة التكليف أسبوعاً آخر وذلك من أجل الإنتهاء من التشكيلة النهائية للحكومة.