خبر وزارة الأسرى: (27) أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة الجسدية

الساعة 08:47 ص|28 فبراير 2011

وزارة الأسرى: (27) أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة الجسدية

فلسطين اليوم-غزة

أكدت وزارة الأسرى  بان (27) أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة الجسدية بأشكالها المتعددة في سجون الاحتلال، وذلك نتيجة إصابتهم بالرصاص أو القذائف أثناء وقبل عملية الاعتقال، أو بسبب اعتقال  ذوى الاحتياجات الخاصة ، ولا يقدم لهم العلاج لهم المناسب لحالتهم المرضية أو نوع الإعاقة التي يعانون منها، ويتعرضون للموت البطئ في سجون الاحتلال نظراً لإهمال علاجهم بشكل مستمر.

ويعاني الأسرى المعاقون وفقا لتقرير وزارة الأسرى الذي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه أكثر من غيرهم أوضاعاً نفسية وصحية متردية في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والمبرمجة التي تتبعها إدارة السجون، وفي ظل الانتهاكات التعسفية والقمعية بحق الأسرى والاستهتار بصحتهم وحياتهم، مما يجعل حياة الأسرى المعاقين أشد خطورة، فهم يعانون بشكل مزدوج من إعاقات جسدية ومن آلام في أجسادهم إضافة إلى معاناة الضغوط النفسية والعصبية التي يتعرضون لها بسبب سوء العلاج المقدم لهم.

 وأفادت الوزارة أن هناك من الأسرى من أصيبوا بإعاقات نتيجة ممارسة وسائل التعذيب القاسية والمحرمة ومنهم على سيبل المثال الأسير " نادر عبد القادر مسالمة (45عامًا) من بلدة بيت عوا قضاء الخليل في الضفة المحتلة، والذي أصيب بشلل نصفى نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له خلال فترة التحقيق، حيث تعرض لضرب شديد على العمود الفقري أدى إلى شلل في رجليه ،وكذلك تعرضه للإهمال الطبي خلال فترة اعتقاله ، حيث أمضى في سجون الاحتلال 7 سنوات، و يستخدم كرسي متحرك في تنقلاته ، ولا يستطيع المشي على رجليه، وكان قد أطلق سراحه بعد قضاء فترة محكوميته ثم أعاد الاحتلال اختطافه مرة أخرى قبل 3 أشهر .

كذلك الأسير المحرر "لؤى ساطى الأشقر" من طولكرم وهو شقيق الأسير الشهيد محمد الأشقر الذي قضى فى سجن النقب برصاصه في رأسه عام 2007 أطلقها حراس السجن، وكان الأسير"لؤى" قد تعرض لتحقيق قاسى فى مركز تحقيق الجلمة ،وأقدم احد المحققين حينها على  كسر إحدى فقرات العمود الفقري له، مما أدى إلى إصابته بشلل نصفى، وأصبح يستخدم الكرسي المتحرك للتنقل والحركة .

كذلك الأسير "محمد مصطفى عبد العزيز" من مخيم جباليا  شمال  قطاع غزة والذي أصيب بشلل نصفى  نتيجة التعذيب والظروف السيئة داخل السجون، و إهمال علاجه فيما بعد ، حيث انه لم يكن يعانى من اى أعراض مرضية حين اعتقل في عام2000 ، ولكنه تعرض إلى تعذيب قاسى خلال التحقيق بأبشع وسائل التعذيب ، مما أدى إلى إصابته بإعاقة في رجليه وأصبح غير قادر على الحركة بشكل جيد ، ونظراً لإهمال علاجه بشكل متعمد ومقصود من قبل سلطات الاحتلال ، وسوء الأوضاع المعيشية داخل السجون تدهورت صحته إلى أن أصيب بشلل نصفى وأصبح يتحرك على كرسي ، ورفض أيضاً الاحتلال إطلاق سراحه ، أو علاجه رغم انه أمضى أكثر من ثلثي مدة الحكم .

اعتقال المعاقين

وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية  أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين الذين  يعانون من إعاقات نفسية وجسدية مختلفة، ولم تراع سلطات الاحتلال ظروفهم الخاصة ،وبعضهم تم اعتقاله وهو على كرسيه المتحرك، كالأسير "نادر مسالمة" من الخليل والذي اختطف دون الاعتبار لحالته الصحية الخاصة ، حيث انه مقعد لا يستطيع الحركة ، ويعانى من عدة أمراض ، والمواطن المعاق " أحمد عمرو " من بلده دورا بالخليل بعد اقتحام منزله، وتفتيشه ، ورفض الاحتلال اصطحاب الدواء الخاص بالأسير .

 وكذلك كانت قد اعتقلت الأسير "ناهض فرج الأقرع " من غزة، خلال عودته من رحلة علاج إلى الاردن، ويعانى من بتر ساقه الأيمن من أعلاه و تهتك بالعظام في ساقه الأيسر المهدد بالبتر أيضاً ويرقد على كرسي متحرك، وعلى الرغم من ذلك اخضع لتعذيب قاسي، وحكمت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية بالسجن المؤبد 3 مرات، والأسير الجريح "احمد عصفور" والذي  أصيب بشظايا صارخ خلال العدوان على غزة، تسبب بإصابته إصابة حرجة حيث بترت أطرافه و قطعت أجزاء كبيرة من أمعائه و فقدانه للبنكرياس ما أدى إلى إصابته بمرض  السكري جراء ذلك كما انه لا يستطيع قضاء حاجته أو تناول طعامه أو تغيير ملابسه بمفرده نتيجة الإعاقة التي ألمت به كما انه بحاجة لمرافق دائم يلازمه ليقوم بخدمته , ورغم ذلك قامت سلطات الاحتلال باختطافه ، على معبر بيت حانون في 24/11/2009  خلال توجهه للعلاج في احد مستشفيات القدس بعد حصوله على التنسيق والتصاريح اللازمة للدخول من قبل الاحتلال ، وحكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة عامين ونصف .

وكذلك الأسير " خالد الشاويش " من رام الله  المحكوم عشر مؤبدات يعاني من الشلل النصفي، والأسير "عبد الله حلمي الهشلمون " وهو احد جرحى الانتفاضة، وتم بتر إحدى رجليه ولديه رجل صناعية ويعاني من مشاكل نفسية صعبة جدا وبحاجة الى متابعة طبية مستمرة .

إهمال طبي متعمد

وبين الأشقر أن مئات الأسرى الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظراً لتردى ظروف احتجازهم في السجون الإسرائيلية، فخلال فترة التحقيق يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة،و يتعرضون لسوء المعاملة ، والضرب والتعذيب، والإرهاق النفسي والعصبي ، كذلك تعانى السجون من افتقارها إلى الطواقم الطبية المتخصصة، وهناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب، لذا ينتظر الأسرى فترات طويلة ليتم عرضهم على طبيب متخصص.

كما أن العشرات من المعتقلين الذين اجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية ، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة ترفض إدارة السجون نقلهم للعيادات أو المستشفيات ، ولا زالت تعالجهم بحبة الأكامول  التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها.

كذلك أدى تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض العمليات للمرضى إلى بتر أطراف من أجساد معتقلين، فيما أدى التأخير في إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية وصور الأشعة  والتي تكتشف المرض في مراحله الأولى إلى استفحال الأمراض في أجساد الأسرى، فقد ينتظر الأسير المريض لشهور طويلة ولسنوات لكي تسمح له إدارة السجن بإجراء تحليل أو صورة أشعة، كذلك أدى التأخر المتعمد في إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة إلى انعدام الأمل في الشفاء وتعرض الأسرى إلى خطر حقيقي على حياتهم.

ولا يزال الأسير المعاق " منصور موقدة"  سكان سلفيت الذي يعاني من شلل في الجزء السفلي من جسمه، يعانى من الإهمال الطبي في مستشفى سجن الرملة الذي يمكث فيه منذ سنوات ، ولا يطرأ اى تحسن على وضعه الصحي،  وكذلك الأسير " أشرف أبو دريع " من سكان الخليل الذي عاني من ضمور في عضلات الرجلين،و الأسير " جهاد ابوهنيه" الذي يعاني من فقدان الذاكرة ، نتيجة تعرضه للتحقيق القاسي والضرب فى سجون الاحتلال .

افتقار للأجهزة

وأكد الأشقر أن سجون الاحتلال تخلو من الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأيدي والأرجل، والنظارات الطبية، والمقاعد المتحركة ، والفرشات الطبية والمشدّات، أو أجهزة خاصة بالأسرى الذين لا يستطيعون السير، "كجهاز الوكر" الذي يساعد على المشي،  وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة، وهذا يزيد من معاناة الأسرى المعاقين في السجون، حتى أن الاحتلال يرفض ادخل تلك الأجهزة الطبية عن طريق مؤسسات خاصة أو منظمات حقوقية، كذلك لا يسمح  بإدخالها عن طريق الأهالي، إضافة إلى عدم وجود أسرى أصحاء معهم في مستشفى سجن الرملة لمساعدتهم على الحركة وإعداد الطعام وتناول الأدوية والاستحمام وغير ذلك.

 والأسرى المعاقين لا يحظون بمعاملة إنسانية خاصة نظراً للظروف  الصعبة التي يعانون منها ،ويتعرضون لكافة الانتهاكات والممارسات التعسفية التي يعانى منها بقية الأسرى، ويحرمون من احتياجاتهم الخاصة، ولا تتوفر لهم الرعاية والمتابعة الطبية  اللازمة، بل قد يتعرضون للضرب والاهانة خلال علميات التفتيش والقمع التي تمارسها سلطات السجون بشكل كثيف، كذلك لا تراعى إدارة السجون ظروفهم في عمليات النقل للمحاكم أو العيادات أو التنقلات بين السجون، حيث يخضعون للركوب في سيارة البوسطة التي لا تناسب الأصحاء فلا يوجد بها مكان للجلوس، وقد تستمر عملية النقل لعشر ساعات أو أكثر دون أن يسمح لهم بقضاء الحاجة أو الأكل أو الشرب، ويتواجد أغلب الأسرى المعاقين في مستشفى سجن الرملة والذي يصفه الأسرى بأسوأ من السجن حيث يفتقد لمقومات المستشفى من حيث الرعاية والاهتمام بالمرضى، وتعرضهم الدائم للاستفزازات والتفتيشات والمضايقات على يد إدارة السجن.

فاقدو البصر

وأوضح الأشقر أن من بين الأسرى الذين يعانون من إعاقات ثلاثة فاقدي البصر بشكل كامل وهما الأسير المقدسي "علاء البازيان" وهو معتقل منذ 25 عاماً ومحكوم بالسجن المؤبد، والأسير" عبادة سعيد بلال " من مدينة نابلس محكوم بالسجن لمدة 11 عام، أمضى منها ثمانية وكانت سلطات الاحتلال قد اختطفت زوجته "نيللى زاهى الصفدى"  عند أحد الحواجز على مدخل مدينة رام الله ، منذ أكثر من عام ، ولا تزال معتقلة إلى الآن . والأسير " محمد توفيق غوالده" ، سكان جنين، تسبب مرض أصيب به فى العينين وعدم تقديم العلاج له، إلى فقدان نظره بشكل كامل .

 كما أن هناك العشرات من الأسرى المهددين بفقد البصر نتيجة إصابتهم بأمراض العيون دون أن توفر لهم إدارات السجون العلاجات الخاصة، أو تجرى لهم العلميات المناسبة، أو تقوم بعرضهم على طبيب عيون متخصص، مما يشكل خطر على سلامه البصر لدى هؤلاء الأسرى.

حالات نفسية صعبة

إضافة إلى الأسرى المصابين بإعاقات جسدية هناك العشرات من الأسرى الذين يعانون من أمراض عصبية ونفسية في السجون، وبدل علاجهم يتم عزلهم انفرادياً في ظروف قاسية وسيئة تزيد من تدهور أوضاعهم الصحية، ولا تتوفر أقسام رعاية خاصة بالحالات النفسية ولا أطباء مختصين أو مرشدين اجتماعيين، فكثير منهم أصبح يشكل خطورة على نفسه وعلى زملائه الأسرى .

وقد تعرض العديد من الأسرى للإصابة بالإعاقات النفسية والعقلية نتيجة ظروف العزل الانفرادي القاسية ، ومن بنيهم الأسير "عويضه كلاب" والذي فقد أهليته داخل السجون حيث انه  معتقل منذ 22 عام، وتم عزله لأكثر من 13 عام ، الأمر الذي أدى إلى إصابته بمرض نفسي خطير ، ولم يعد يستطيع التعرف على أهله أو زملائه في الأسرى ، كذلك الأسير "فايز الخور" من غزة ، والأسير "إياد ابوحسنة" من مدينة رفح ، والأسير "احمد شكري " من رام الله  .

و الأسير منصور الشحاتيت من الخليل والموجود في قسم العزل في سجن رامون، نتيجة تدهور حالته النفسية يرفض الخروج لمقابله ذويه او محاميه الخاص ، وكذلك يعانى الأسير " أيمن رضوان"  من قلقيلية من حالة نفسية معقدة وصعبة فهو لا يعرف اسمه ولا يعرف اسم والدته، وأنها تستغرب استمرار اعتقاله.

وناشدت وزارة الأسرى  المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل  والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعاون من إعاقات مختلفة ، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم و وعلاجهم في الخارج ، قبل أن تتدهور حالتهم النفسية والجسدية أكثر من ذلك .

كما دعت كافة وسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة هذه الفئة من الأسرى ، والتي لم تأخذ حقها في التفعيل والنشر .