خبر إختفاء حرس القذافي النسائي

الساعة 06:49 ص|28 فبراير 2011

إختفاء حرس القذافي النسائي

 فلسطين اليوم-وكالات

في نفس اليوم والساعة، وأثناء حديثه لحشد من أبرز نساء المجتمع الإيطالي خلال زيارته روما في يونيو (حزيران) 2009؛ أثار الزعيم الليبي معمر القذافي إعجاب واستهجان الحضور، أما الإعجاب فكان بإعلانه تأييد حقوق المرأة وتنديده بما اعتبره وضعا مترديا لها داخل العالم العربي جعلها أشبه بـ«قطعة الأثاث»، وفي المقابل، أعرب القذافي عن اعتقاده بأن الأب أو الزوج هو من يملك حق السماح للمرأة بقيادة السيارة، مما أثار صيحات استهجان الحضور.

هكذا كان توجه العقيد دوما إزاء المرأة، ما بين تأكيد على «ضعفها» الفطري وطبيعتها الخاصة التي يفرضها عليها الحيض والولادة والرضاعة التي لا تسمح لها بالمساواة بالرجل من جهة، والتأكيد على ضرورة تعلمها فنون القتال كي «لا تسقط فريسة سهلة في أيدي أعدائها»، من جهة أخرى.

لكن الموقف الأبرز للقذافي من المرأة، الذي لطالما وضعه في مكانة متفردة بين قادة وزعماء العالم، هو استعانته بالنساء ليشكلن الحرس الخاص المحيط به على مدار 24 ساعة، في خطوة استثنائية من نوعها، خاصة في العالمين العربي والإسلامي. ومع اشتداد المحنة على القذافي، وحصاره من قبل الثوار في مربع العاصمة طرابلس، أصبح هذا الحرس النسائي (على ما يبدو) خارج الخدمة مؤقتا، فلم يظهر في طلات القذافي الثورية، التي يباغت بها شعبه والعالم بين الحين والآخر.

في الثمانينات، اعتاد القذافي الاعتماد على حراس شخصيين من ألمانيا الشرقية لحمايته، لكن في التسعينات ظهرت قوة الحراسة الشخصية النسائية المحيطة به، التي تتباين تقديرات عدد أفرادها بين 40 و400، واشتهرن بلقب «الأمازونيات»، وإن كان لقبهن الرسمي «الحارسات الثوريات». ويعتبر القذافي استعانته بحرس نسائي دليلا على إيمانه بقضية تحرير المرأة.

بوجه عام، يتحتم على جميع الحارسات الموكلات بحماية القذافي إعلان قسم ولاء بأنهن سيضحين بأرواحهن من أجله. وتتولى أكاديمية الشرطة النسائية في طرابلس إخضاع المرشحات لهذا العمل لبرنامج بدني مجهد ودروس في أساليب القتل وكيفية التعامل مع الأسلحة والفكر الثوري، ومن تنجح فيه تصبح قاتلة محترفة وخبيرة في الأسلحة النارية والفنون القتالية. وتفد فتيات لا تتجاوز أعمار بعضهن الـ16 عاما، على الأكاديمية، على أمل قبولهن لحراسة القذافي والانضمام لفرقة النخبة. ويتولى القذافي شخصيا الاختيار النهائي من بين المرشحات.

بطبيعة الحال، أثارت «الأمازونيات» كثيرا من الاهتمام والإشاعات. يزعم البعض أن غالبية حارسات القذافي من كوبا، ويؤكد فريق آخر أنهن ليبيات. أما أكثر الشائعات شيوعا فهي أن القذافي يشترط أن يكنّ عذارى ويبقين كذلك. إلا أن الإشارات الخبيثة التي تحملها هذه الإشاعة يرفضها أنصار الزعيم الليبي، باعتبارها ظلما بينا له، مستشهدين بأنباء ذكرت أن العقيد يطلق على جميع حارساته اسم ابنته (عائشة) المقربة لقلبه، بحيث أصبحن جميعهن «عائشة 1» و«عائشة 2» وهكذا، مما يوحي بأنه يعتبرهن بناته، وهو الأمر الذي أيدته «عائشة القذافي» التي بررت استعانة والدها بحارسات برغبته في أن يرى المرأة الليبية بجانبه، ولتعزيز مكانتها.

وعلى الرغم من مهنتهن القاسية، تحرص حارسات القذافي على الظهور حوله في أبهى صورة تؤكد أنوثتهن، مع وضعهن مساحيق التجميل وطلاء الأظافر، وترك بعضهن شعورهن مسترسلة، بل وارتداء بعضهن لأحذية ذات كعوب مرتفعة، مما دفع البعض في الغرب لأن يطلق عليهن «آلات القتل الفاتنة».

أثبتت حارسات القذافي جدارتهن بثقته بهن أكثر من مرة، كان أبرزها عام 1998، عندما تعرضت إحدى حارسات القذافي للقتل، وأصيبت سبع حارسات أخريات عندما نصب أصوليون إسلاميون في ليبيا كمينا لموكب القذافي. وذكرت روايات لشهود أن رئيسة فريق حرسه الخاص ألقت بنفسها على جسد القذافي للحيلولة دون إصابته بالرصاص، وأنه حزن بشدة لمقتلها.

إلا أن وجود «الأمازونيات» صاحبه أيضا مشكلات في بعض الأحيان، مثلما حدث عندما منع الأمن المصري دخولهن معه في فندق شهد انعقاد قمة عربية بشرم الشيخ عام 2003، مما أدى لاندلاع تشابكات بالأيدي، ووقعت أزمة أخرى خلال انعقاد القمة العشرين لمنظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا بإثيوبيا، عام 1984، عندما أصر القذافي على دخول حارساته المسلحات معه إلى قاعة المؤتمر، وشعر بمهانة كبيرة لدى إصرار الأمن الإثيوبي على تجريد حارساته من الأسلحة.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006، وأثناء زيارته العاصمة النيجيرية أبوجا، لحضور قمة تضم قادة من أفريقيا وأميركا اللاتينية، وقعت أزمة دبلوماسية بسبب اصطحاب القذافي معه 200 من الحرس الشخصي، أغلبهم من النساء، مدججات بأعداد ضخمة من الأسلحة، مما دفع قوات الأمن النيجيرية لرفض تقدمهن نحو العاصمة. واستشاط القذافي غضبا لدرجة أنه هم بالتحرك سيرا على الأقدام لمسافة 40 كيلومترا حتى العاصمة. واشترط الأمن النيجيري احتفاظ كل من الحارسات بثمانية مسدسات فقط، حسبما هو متبع مع جميع البعثات الدبلوماسية التي تدخل العاصمة، ولم يوافق حرس القذافي على تسليم أسلحتهم إلا بعد تدخل الرئيس النيجيري أولسيغون أوباسانجو