خبر اربع ملاحظات: الشرق الأوسط مثل قِدر تغلي -إسرائيل اليوم

الساعة 09:02 ص|27 فبراير 2011

اربع ملاحظات: الشرق الأوسط مثل قِدر تغلي -إسرائيل اليوم

بقلم: درور ايدار

(المضمون: اربع ملاحظات على الاوضاع في الشرق الاوسط وفي داخل اسرائيل أهمها ان المحللين السياسيين لم يتنبهوا الى مبلغ قوة الاخوان المسلمين في مصر - المصدر).

        1- لم يُذكر صاروخ غراد الذي سقط في بئر السبع في الاسبوع الماضي بأمور منسية فقط – أي انه توجد على حدودنا الجنوبية دولة ارهاب حماسية ؛ بل إن الصاروخ لخص ايضا الكلام الفارغ على "نافذة الفرص" التي تنتظرنا قريبا وتتوسل تفضلا سياسيا آخر يأتي بعدها حتى يحدث بعدها شيء ما غير واضح. اسألوا المحللين. على كل حال، في اليوم الذي تُزيل اسرائيل فيه رعايتها للسلطة الفلسطينية، ستُجري حماس انقلابا عسكريا في يهودا والسامرة كما في غزة. آنذاك لن يحتاجوا الى صواريخ غراد للوصول الى مدننا بل ستكفي رصاصات البنادق. حُذرنا مرة بعد اخرى من الصواريخ على مركز البلاد وضللتنا وعود هاذية لـ "نافذة فرص" اخرى لعينة. الفرصة التي تُرى اليوم في الأفق السياسي هي الحفاظ على الموجود، والتمسك بقيمة التواضع في مواجهة المسارات التاريخية العظيمة التي تجري إزاء أعيننا. انتظروا حتى يمر الغضب.

        2- بمناسبة ذكر المحللين الذين ذكروا براك اوباما باجلال عظيم، تحدثوا إلينا عن ان الاخوان المسلمين في مصر أقلية ضئيلة ولم يشاركوا قط في الانتفاضة في مصر. اليكم ما قال توماس فريدمان: "في حين كنا نجلس هنا (في القاهرة) اليوم، لم نرَ أن الميل الشعبي هو في اتجاه الاخوان المسلمين. إن الشيء المدهش في الانتفاضة هنا – وهو شيء خطر جدا بمعنى ما على نظم فردية اخرى في المنطقة – هو حقيقة انها (الانتفاضة) غير منتمية ولم تحدث بالهام من الاخوان المسلمين".

        بعد هذه السخافة باسبوع عاد الشيخ يوسف القرضاوي من مكان جلائه وهو "مصدر الالهام الفكري للاخوان المسلمين"، وخطب في مسيرة يوم الجمعة في الميدان قبالة مليونين من الأنصار. لم يتحدث مثل خطيب ديني بل مثل زعيم ثورة. طورد الاخوان المسلمون مدة سني نظام مبارك ولهذا تعلموا كيف يتسترون. بل انهم حصلوا على إذن بحلق لحاهم، بحيث لا يستطيع السُذج مثل فريدمان التعرف عليهم. ولما كان الامر كذلك، فان الوضع سيّال غير مستقر، ويُحتاج مرة اخرى الى التواضع لا الى الصلف الليبرالي الذي يعتقد انه يمكن بجرة قلم (أو فيس بوك) تغيير تراثات سياسية ودينية قديمة. صبراً.

        3- وعندنا، نشرت رسالة حاخامين تؤيد الرئيس المُجرم موشيه قصاب. إن ظهور الرسالة أمر خطير مليء بالأخطار على كل الأطراف المتصلة به. في يوم السبت حاول دان مرغليت ان يحل لغز الباعث على الرسالة. في رأيي، وعن استيضاح أجريته مع ذوي الشأن، تختلف قاعدة الرسالة تماما وهي تتصل بالتصور الديني العميق لاولئك الحاخامين عن مفهوم "الرسمية". أشك في ان تكون الصحيفة هي المنبر الملائم لهذا التحليل العميق، والى ذلك لم يُسمع بعد رأي اولئك الحاخامين المُعلل ولا سيما المتقدم فيهم، الحاخام تسفي يسرائيل تاو. الحديث عن مثقف لامع، وحاخام ذي تصور عميق فلسفي وتاريخي فلسفي وديني خاص. وهو معروف عند الجمهور بأنه زعيم التصور الرسمي الذي يقدس الدولة والولاء لمؤسساتها. فعلى سبيل المثال عارض الحاخام تاو كل مقاومة عنيفة زمن الانفصال وغير ذلك.

        الامر العجيب ان الحاخام تاو حذِر من التوقيع على كشوف الرأي والوثائق العامة كحذره من النار. فعلى سبيل المثال عارض رسالة الحاخامين المعارضة ايجار العرب الشقق؛ واستشاط غضبا بسبب الانتقاد الذي وجه على الحاخامين الذين لم يوقعوا على الرسالة ولا سيما على المقارنة الغبية المخيفة التي تمت في احدى صحف السبت حيث كُتب: "من المثير ان نعلم هل تجميع العماليق في معسكرات إبادة سيُترك لآخرين أو ربما يبتون أمر ان عيش العملاق لم يعد ذا صلة". كذلك لم يوقع الحاخام تاو على رسالة تأييد الحاخام دوف ليئور إثر رفضه الوصول لتحقق الشرطة معه. تذكرون ان الحاخام ليئور كتب "موافقة" على كتاب "نظرية الملك".

        لا أساس للزعم ان الحاخامين لم يعلموا ان الرسالة ستصل الى وسائل الاعلام، فقد علموا وعلموا. وأدركوا الضرر العظيم الذي قد يقع. ومع ذلك كله وقع الحاخام تاو. لماذا؟ حاولت أن أتبين الامر عند المقربين منه ومن يسمعون مواعظه، لكن قيل لي انه لم يصرح حتى الآن بهذا الامر تصريحا معلنا، فلننتظر.

        4- وفي النهاية، أعلنت وزارة الخارجية الامريكية بأنه "ينبغي اخراج ليبيا من مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة". واسأل: لماذا؟ فليبيا مناسبة للامم المتحدة والامم المتحدة مناسبة لها.